في نفس العام شتاء قرر مانو أن يبحث عن مكان آخر غير هذه الصحراء فترك الكهف هو ومونتو وابنهما بو واتجه إلى حيث تشرق الشمس آملا أن يجد رزقا أفضل من شجيرات البايون والأرانب البرية ..
...وصل في الغروب إلى واحة فيها نبع يسيل منه ماء طيب بارد وحوله أشجار لم ير لها مثيلا في الكبر والضخامة ورأى لأول مرة أشجار النخيل وفيها بقايا من التمر الجاف...
تذوق التمر فوجده أحلى من البايون ألف مرة فأكل هو وبونتو وولدهما بو حتى شبعوا ....في نفس المساء ذهب مانو للتجول حول النبع حتى يجد مكانا صالحا للمبيت والنوم...
ثناء تجواله مر على بونتو شخص رأت فيه حسنا لم يكن مانو على نفس درجته...
ابتسمت بونتو لهذا القادم من بعيد حتى اقترب ودار بينهما حديث طويل قررت بعده أن ترافقه إلى كهفه القريب ومعها بو الصغير...
عاد مانو قرب حلول الظلام فلم يجد بونتو ولا بو
انتظر قليلا ثم قرر أن يبحث عنهما قبل أن يحدث لهما مكروه
.... رأي مانو ولده بو يلعب تحت شجرة زيتون ضخمة فسأله عن بونتو ...أخذ بو بيد والده مانو إلى كهف الغريب ورأى بعينه ما يحدث فطار عقله غضبا ولم يتحكم في أعصابه فرماها بصخرة فقتلها ثم أغمد أظافره في رقبة الغريب حتى أرداه قتيلا وسحب بو من يده إلى الوطن الذي تركه منذ الأمس حنينا وهربا من هذا الوطن الجديد الذي فقد فيه رفيقتة مونتو...
...بات في حزن عميق ورأي في عيني بو حزنا أعمق فربت على كتفه وقال له لقد أوصلتني أمك إلى حافة الجنون وقد ذهبت إلى حالها
...توالت الأيام والسنين سريعا حتى كبر بو وترك والده بعد أن رافق سامنت الأنثي الرائعة وسكنا في كهف قريب من كهف مانو...
...ثلاثة أشهر مرت منذ ترك بو والده ثم عاد ليجد أباه نائما لا يتحرك أمام الكهف ...
هزه بو فلم يستيقظ ...علم بو أن والده قد مات فظل يبكي حتى جاءت سامنت وأخذته في حضنها وبكت معه وتركا الوالد نائما نومته الأخيرة
....
مرت الأحداث بعد ذلك على وتيرة الآباء لم تتغير كثيرا ولا يهمنا سرد تفاصيلها المتشابهة ...وتوالت الأجيال حتى وصلنا إلى القرن الخمسين بعد الميلاد وعلى وجه التحديد عام 5069 أي بعد وفاة الأجداد بثلاثة عشر آلاف سنة ونحكي عند ذلك قصة الحفيد رقم 450 للجد الكبير مانو والجدة مونتو.......
....حبيبتي نوف
....نعم يا حياتي هاني
....من فضلك أحضري لنا العشاء
....حسنا لدينا دجاجة مع أنواع من (خضار المولي )المهندس وراثيا وعصير مانجو بارد
...حسنا هذا جيد
...وضعت نوف الدجاجة الحية في ماكينة الذبح والتنظيف وفي ثوان معدودة خرجت الدجاجة مخلية العظام ومفرومة اللحم وتبلتها بأنواع التوابل الهندية ثم أدخلتها فرن (النانوويف) وهو الطراز المتقدم جدا من الميكروويف القديم الذي توقف استخدامه...
خمس ثوان كان الطعام على المائدة ...
أكلا في عجلة بالغة ثم قال هاني هلا أحضرت عصير المانجو؟
...حاضر يا حبيب القلب
...بسرعة من فضك حيث عندي موعد مع رحلة إلى القمر لأزور صديقي عمر...
...وهل يسكن عمر في القمر؟
....نعم فقد اشتري مزرعة هناك وبني قصرا يعيش فيه هو وزوجته سالي وابنتهما سلوي
.....ولماذا ترك الأرض؟
...مل من الإزعاج والزحام !!
...من فضلك يا هاني اشتري لنا مزرعة في القمر!!
...سوف حاول اقتراض عشرين مليون تينمو لأتمكن من دفع الثمن
.....هل تذهب إلى القاعدة الآن...
...لا فقد بقي على موعد السفر عشرون دقيقة وهي كافية لأسلم على والدي في أمريكا ثم أعود إلى المحطة الفضائية في أسيوط...
...هل ستركب صاروخ ساتيرن 90 الفضائي الذي يقلع في الخامسة عصرا
...لا سوف أستقل صاروخا خاصا من موقف الصواريخ لا يتعدى إيجاره مليون سينو........
...هل أعد لك طعاما تأخذه معك؟
....لا...لا....لا ...سوف أشتري بعض أقراص البروتين المركز والكربوهيدرات وبعض أقراص الفيتامينات لأني لا أريد حمل طعام ثقيل معي ...فقط حضري لي عشرين أو ثلاثين من كبسولات عسل النحل هدية لصديقي عمر.....
.....
يتابع
التعليقات (0)