مواضيع اليوم

نهاية لابد منها

mohamed abdalalim

2010-06-18 10:50:47

0

 

نهاية لابد منها

 

يعتقد البعض إن لم يكن الأغلب منّا أن نهايته هي شر لابد منه و أنّها هي نهاية الفرح الظاهر و خاصة إذا ما قرن ذلك بحب من هم حوله له
أنا لا اعتقد ذلك بمثل هذه الأوهام فأنا اعتقد في نفسي أنني انسان ستكون نهايتي من هذه الحياة غير عادية و لا تهمني تلك النهاية بقدر ما يهمني
هل انا قدّمت شيء يذكر بعد نهايتي ؟ للأمانة هذا ما يقلقني و يرهق تفكيري في بعض الأحيان ! لأنني أخشى أن أكون كغيري ممن مضوا من هذه
الحياة و كانت نهايتهم بنهاية مراسم وداعهم تلاها نزر بسيط من الأيام " التقليديّة " التي تسري على من مضى و انتهى من هذه الحياة الأولى بالحزن
و الكدر و نوبات من البكاء و التنهّد و كأن من مضى سيعود بذلك !

أتمنى أن أكون بالفعل مؤثراً على تفكير أغلب زملائي و زميلاتي و أصدقائي و صديقاتي من شباب و بنات في أي مكان فأنا بالفعل أتمنى
أن أقدم و لو عن طريق الحروف البسيطة التي تكوّن جملاً و عبارات الشيء المفيد لمن هم في سنّي و من واقع تجربة عشتها أو حتى أوجه مرّوا علي
أو حتى إحساس عالي أملكه في قياس الأمور أنعم الله به علي و أتحدث به هنا من باب " فأمّا بنعمة ربّك فحدّث " .

على عاتقي أمانة كبيرة و هي أمانة الكلمة و أتمنى أن أوصل لكم أعزائي أحبابي اخواني و اخواتي في أي مكان اوصل لكم كلمة تكون بين اليسر
و التشدد كلمة مفادها مفردة شاملة و هي الوسطية و الابتعاد عن الافراط و الغلو .

حينما اكتب فأنا لا أقصد فئة معيّنة من المجتمع .. لا أقصد المتديّنين و لا أقصد التنويريّين أو الليبراليين .. في المجمل العام أنا و أنت يجمعنا الإسلام على اختلافنا في
أمور عدّة شرعية كانت أم مذهبية أم اجتماعية أو حتى حقوق وطنيّة .

أتمنى من الله عز وجل أن لا يكون البعض ممن يقرأ لي ممن قال فيهم الله تعالى " يحسبون كل صيحة عليهم هم العدو فاحذرهم .." الاية .
لا يهم عندي أن نصل لنقطة اتّفاق بقدر ما يهمني أن نصل إلى نقطة " حوار و نقاش " .

و حتى لا أخرج كثيراً عن إطار حديثي في البداية .. أحب أن أقول : أنني لا أعتقد " و الله أعلم " أنّ نهايتي ستكون كنهاية الكثير من البشر و لي و لغيري
حق التعبير عن نهايته ما دام انّه لازال يرتفع و يهبط بشهيقه و زفيره .. أتمنى أن أوفّق للأمانة في ما أقدّم هنا أو حتى على مستوى اجتماعاتي مع زملائي
و أحبابي و ما يدور بيننا من نقاشات لا تنتهي .

أعرف جيّداً أنني مولود في مكان و وقت و تاريخ محدد و تحت اسم مختار و لكنني كغيري من البشر لا يعرف متى يغادر الحياة و يكون في معزل عن الآخرين
حيث السكون الذي لا يلتقي فيه إلا أنا و ما قدّمت من عمل ..

لا أريد أن أنهي بكلامي إلى جانب شرعي لأنني بنيت نظريتي على جانب فلسفي كبير و بالتالي اليوم أنا موجود و غداً قد لا أكون بينكم ..
هذه حقيقة لا مفر منها و لا محيد و لا مجال لكبح ذلك بالتفاؤل لأن كلامي هذا أصلاً ليس له علاقة بالتشاؤم ! بقدر ما هو منظور فلسفي " خاص "
يعني أنّني أتمنى أن أكون بالفعل بينكم حتى في حال غيابي للمجهول الحسابي إن صح التعبير .

لا أتمنى مثلاً أن أرى مدوّنتي تعلق في آخر الصفحات بعد رحيلي كما أنه ليس من باب العدل أن أتمنّاها معلّقة على جدار الموقع .. كا ما أتمنّاه أن أكون
بالفعل معلّقاً على جدار أغلى من جدار الموقع هو جدار قلوبكم .. التي أتمنّى أن تحبّني بالفعل لما رأته من خير و صلاح أو حتى على أقل تقدير ثقافة ..
و أن لا تكرهني أبداً لما رأته من شر أو عدول أو على أقل تقدير جهل بل تترحّم علي " إذا كان هذا الظن صحيحاً " لأنني أخبرتها بما هو خطأ حتى لا تقع فيه !

الموت فلسفة الكل باستطاعته تعاطيها من جانب علمه و ثقافته .. فـ المهتمّين بالمجال الشرعي يتعاطون الموت على أنّه قد يكون في أحيان كثيرة خير و راحة
للإنسان و تنبيه و إيقاظ لأرواح بشر أخرى لازلت حيّة ! و الغير يعتبر الموت فراق كبير لا التقاء فيه إلا بعد مضي وقت بتقدير الله عز وجل ..

أنا اعتبر الموت من جانب فلسفتي " الخاصة " أنّه لحظات من الإحساس المتبادل بين الأرواح .. فحينما تطير الروح إلى السماء تبقى روح في الأرض تسكن
الأماكن ذاتها التي كانت النفس تسكنها .. و تعيش مع الأشخاص ذاتهم التي كانت النفس تعيش معهم و تضحك و تمرح معهم .. و لكنّها روح خفيّة و قد تتألّم كثيراً
هذه الروح إذا جلست مع أصحاب و أصدقاء أو حتى أماكن النفس التي غادرتها و لم يتذكّروها و لو حتى بدعاء .. أو مأخذ حسن .. أو رأي سديد .. أو نحوهـ .!!

أريد أن أمضي بسلام .. بعيداً عن ضجيج بكاء القريب و البعيد .. بعيداً حتى عن روتين مراسم العزاء .. بعيداً حتى عن بروقراطية الدفن !
أريد أن أكمل حياتي كما كانت فوق الأرض ! أريد أن أبحث عن خفايا التربة التي خلقت منها و إليها أعيد ..

كلامي يعتبر كما أسلفت " فلسفة " ذاتية .. (قد) لا تعبّر عن قناعة شخصية أو حقيقة علمية ! و خصوصاً أن قناعات الإنسان في هذا الزمان تتغيّر كل نـَـفـَـس!
تتغيّر القناعات بتغيّر المصالح .. من يقول لك أحبك اليوم .. لا غرابة في نقض هذه المفردة غداً .. حتى و إن كنت توليه كل ما تملك !
هكذا أرادت الدنيا أن تخبرنا بأنّ ما نتعلّمه في المدارس و الكليات هو مجرد لهوٍ وقتي لا يعني أنّك دكتوراً أو أستاذاَ أو طالباً متفوّقاً أي أنّك بلغت
ما بلغت ! فأنت بلغت في حدودٍ ضيّقة جداً من حياة تعلّمنا الأكثر و الأكبر و الأفضل !

لا تستغرب عزيزي القارئ أو المطّلع في حين أنّ مثلاً اثنا عشرة سنة دراسية قضيتها من أولى مراحل التعليم العام إلى نهايته لا تمثّل شيئاً من شخصيّتك !
لا تمثّل شيئاً من ذاتك ! قد لا تناسبك كل المناهج ! و قد لا تحلو لك كل ما (يهذي) به عليك معلّميك من كلام سجّل في المقرر من تأسيس البلاد أو قد يكون أكثر !

لا تغرّك تلك المظاهر الكذّابة التي قد تظهر على أحد اخوانك أو أقاربك ! لأنها في ساعتين (ساعة المال) و (ساعة المصالح) تزول و تذوب كما يذوب ثلج الشمال
الساقط عليها في فصل الشتاء ! لأن ما بني على غير أساسه فهو مهزوز !

لا تغرّك مظاهر الناس أيضاً لأن من يتمنّى القرب منّك ليس حبّاً فيك (بقدر) ما هو حبّاً في التخلّص من ما يعيشه من آلام يهديه إيّاها من هم قربه و حوله !
ليس من يقول : " أحبك " بالفعل هو كذلك ! لأنه قد يقولها (بدافع الشهوة) أو (بدافع الفراغ العاطفي) أو (بدافع الملل) أو أحياناً كثيرة (بدافع التقليد) !

يقول الشاعر عبدالرحمن بن مساعد : مافيه أحد طيّب ! للطـيـبـة أسباب !

قبل الختام .. لا أجبرك عزيزي القارئ أن تحرق دمّك في قراءة ما تكرهه !

مجموعة ممّا دار في فكري .. أتمنى أن نمضي بسلام ..
ودّي للجميع ؛.؛




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !