غالبا ما يكون من بلغ الستين من العمر يتيما ....لأن أبويه أو أحدهما أصبح عند الرفيق الأعلى ....ولكنه مع ذلك لا يشعر باليتم !!!! ويشعر في بعض الأوقات أن أباه مازال يرعاه وينصحه ويقضي له بعض الأعمال عند الدوائر الرسمية إكراما لسيرته الطيبة....يضع صورة والده وأمه على الطاولة المجاورة لينظر إليهما عند الشعور بالوحدة وفي ساعات الليل الأخيرة...أو يعلق الصورة على الحائط كأنها تسنده أو تدعمه...ومع الوقت تضيق الزوجة بالصورة المعلقة لأنها تلزمها بتنظيفها كلما علق بها التراب كما أنها مخبأ يختفي وراءه البعوض والعنكبوت....العنكبوت خلف الوالد ينسج غزله بين الصورة والحائط...والبعوض يخرج من وراء الصورة ليقض مضجع افراد الأسرة...لقد أصبحت الصورة عبء على ربة البيت....هي لا تعلق صورة والدها ولا أمها فتلك مهمة أخيها الأكبر غالبا لأن الأصغر لا يذكر أباه ولا يتذكر أمه....تمضي الأيام ويقل اهتمام الزوج بالصورة أو تسقط بفعل رأس المكنسة عند تنظيف الحائط كهواية ربة البيت في تنظيفه والعناية به....يقول الزوج لا عليك سوف آخذها وأركب لها زجاجا جديدا في ورشة صالح.....تمضي الأيام وينسى الزوج صورة أبيه عند صالح...بعد أسبوعين يقوم صبيان الورشة بإعادة ترتيبها والتخلص من الأعمال التي طال انتظار أصحابها فيلقونها في صندوق القمامة المجاور...يأتي جرار البلدية ويحمل كل محتويات الصندوق إلى مكب النفايات العام وبين الحمولة صورة الوالد الكريم...لا عجب فقد ألقي الوالد نفسه في قبره وذابت عظامه واندثر منذ أعوام طويلة .....وكذلك فعلت صورته أو فعل بها
التعليقات (0)