شهدت السنة الماضية العديد من التغييرات على الساحة العربية وعرفت إعادة تهيئة وتشكيل لمجال جيوسياسي واسع ، ولم تسلم منه أي دولة بمنطقة شمال إفريقيا و الشرق الأوسط عامة، لكن هده التغييرات اختلفت من بلد إلى أخر، ومن جماعة و حزب لأخر، جبهة البوليساريو أيضا شملها التغيير فهي تعيش على إيقاع معزوفتها الأخيرة بعد أن وصلتها رياح التغيير العربي ، و التي يظهر أنها ستقتلعها من جذورها ، بعد أن أصبح وجودها مصدرا رئيسي للمشاكل وعائق أمام وحدة مغاربية .
الربيع العربي لم تستوي فيه كل البساتين ، فكما هناك ، مزهرا و ذابل ، هناك فائز و خاسر بالربيع العربي، جبهة البوليساريو و أعداء الوحدة الترابية المغربية يعتبرون من اكبر الخاسرين لعدة عوامل , فمع نهاية السنة هاهم يحسون خسائرهم الكبيرة و المستمرة والتي تؤشر لنهاية حتمية لجبهة الانفصاليين, فبعد أن فقدت احد اكبر داعميها و اكبر الأنظمة معاداتنا للوحدة الترابية المغربية نظام المقبور القدافي ، وفقدت معه مصدر تمويلا ضخم و دعم دبلوماسي، فهي تعيش الآن عزلة كبيرة بعد أن أكد النظام الليبي الجديد دعمه الكامل للمبادرة المغربية للحكم الذاتي ، وتأكيده لرغبته الكبرى في فتح جسور التعاون على جميع المستويات ، يضاف إلى دلك صفعة جديدة من العيار الثقيل افتتحت بها الحكومة المغربية الجديدة موسمها ، بعد زيارة وزير الخارجية إلى الجزائر ، وتأكيد الجانبين على رغبتهم في فتح صفحة جديدة و الضغط الكبير الذي واجهه بوتفليقة من قبل الحكومة التونسية الجديدة و النظام الليبي هو الأخر، واللذان أكدا على رغبتهم العميقة في إحياء اتحاد المغرب العربي و ازاحت جبهة البوليساريو التي تعتبر العقبة الكبرى أمام آي اتحاد شامل.
جبهة البوليساريو تعيش هده الأيام أسوء فترتها، فهي تعيش على إيقاع سخط شعبي كبير بسبب المعاناة التي يعيشها المواطنون داخل جحيم مخيمات تندوف ، و وسط أجواء لا إنسانية دفعت العديد من المنظمات إلى دق ناقوس الخطر ، الأمر الذي أدى إلى إشعال ثورة عارمة ضد المراكشي وأتباعه ، ونادت الجماهير بضرورة حل الجبهة و دعمهم للمبادرة المغربية للحكم الذاتي ، والتي اعتبروها الحل النهائي و المناسب، هدا اكبر دليل على أن المراكشي و أتباعه يعيشون على جثث الأبرياء اعتقلوهم و اختطفوهم من ارض الوطن وجعلوهم دروعا بشرية من اجل تمرير مخططاتهم المعادية للوحدة الترابية , وتحويلهم إلى استثمارا لجلب رؤوس أموال الدول و المنظمات الإنسانية ، لكن زمن الصمت انتهى و الربيع العربي أعلن نهاية جبهة البوليساريو ، عاجلا أم أجلا ستطوى صفحة أعداء الوحدة الترابية و سترمى رزمة المراكشي في مزبلة التاريخ مع الخونة و الأنظمة العربية الهالكة.
التعليقات (0)