إنه علا و تكبًر، طغى و تجبًر، و جنده في الأرض يفسدون، و على الله يعتدون، شبيحة أو رجال أمن أو جيش، ضخم الإعلام أو حرض، حقيقة التجرؤ على الله و التمادي في إحتقار مشاعر المواطنين في شهر كريم بدت واضحة للعيان، مهما غطى الإعلام الرسمي و مجاوروه، الإساءة إلى المساجد و إلى الذات الإلاهية و إلى الأئمة تنضاف إلى عمليات التقتيل و الترهيب و الإعتقالات الممنهجة، فإلى أين يمضي الأسد؟ و هل يرى في نهجه سبيلا للنجاة و الإنتصار؟
كتب الشيخ الداعية الدكتور عائض القرني مقالا في جريدة الشرق الأوسط ضم آيات من سورة الفجر مردفة بالشرح و بتعليق يضم بين ثناياه إحالة إلى ما يقع في سوريا، فالإستبداد و الظلم الممارس و العلو و الطغيان في الأرض أمثلة مرت سلفا في التاريخ و مرت بشواهدها و بنهاياتها، لكن هل يقرأ الأسد القرآن و التاريخ كي يعتبر؟ و لماذا التاريخ؟ أمام النظام السوري صور ة قريبة و واضحة للنهاية التعيسة التي جعلت القذافي المجد و القمة يختبئ كالجرذان في الحفر و السراديب......
بتجاوز لكل الأجندة التي تعمل بها و عليها وسائل إعلامية عربية و دولية، و بفرز لكل ما نشاهه من أخبار و مشاهد تصل عن ما يقع في الشام، و التصديق بإمكانيات الفبركة و التلفيق، من كل هذا هناك وقائع و شواهد تواترت تظهر حال النظام السوري، و لعل حديث وزير الخارجية الإيراني المتأخر عن ضرورة إنصات الأسد لمطالب شعبه لإعتراف و إقرار بما تشهده سوريا من مظاهرات شعبية مدنية على عكس ما يروج له الإعلام السوري من أحاديث العصابات المسلحة و المؤامرات الخارجية، و لو افترضنا أن هناك مؤامرات صهيونية و أن النظام يحارب مجموعات مسلحة مدعومة من الخارج، فهل المآذن و الأئمة و الله عز جلاله و عظم شأنه من ضمن هؤلاء؟
مثل هذه الإنتهاكات تدخل في باب الفتنة الطائفية التي يستعملها النظام و أجهزته القمعية، و عواقبها قد تشمل الشعب السوري بإختلاف مشاربه، غير أنها تجسيد لنهاية الأسد و فرقته، نهاية لا يرسمها الغرب و أًصحاب " التآمر ضد سوريا الممانعة" ، بقدر ما يكتبها الأسد و طغمته.
مسار الثورة السورية أمام إمكانيات عديدة، إما أن يسقط النظام بسبب الضغط الشعبي العارم فقط ، أو أن يتدخل المنتظم الدولي، و هذا أمر مستبعد حاليا لوقوف دول مثل الصين و روسيا و إيران ضد أي قرار يمهد لذلك، أو أن يتجه الغرب و دول كبرى أخرى لفرض مبادرة تنقذ النظام و تبقيه في السلطة مقابل تنازالت كبيرة، مثل هذه المبادرة قد لا ترضي الشارع السوري الذي رفع و منذ مدة سقف مطالبه إلى حيث يريد زوال النظام و رحيل الأسد، إحتمال آخر و هو فرض مزيد من العقوبات الدولية ( إقتصادية أو سياسية أو عسكرية) دون التدخل المباشرللمساهمة في عزلة النظام و إضعافه و شل قدراته المالية و العسكرية ، مع دعم المعارضة للمساهمة في إسقاطه و لو رويدا. كما يمكن أن يرحل الأسد عن طريق انقلاب داخلي أو انحياز الجيش للشعب بوجود إحدى الإمكانيات السالفة.
التعليقات (0)