مواضيع اليوم

ننتظر قرار الأسد

Michael Nagib

2010-02-23 18:28:54

0

تتملكنى الدهشة والأستغراب عندما أجد الأيام تمر وتنقضى ، ولا يصدر شئ عن وزارة الإعلام السورية أو وزارة الداخلية السورية أو عن رئاسة الجمهورية السورية ، يقدمون الأعتذار عن خطأ أو أخطاء بعض المسئولين الجهلة الذى أدى إلى أعتقال الأستاذ نبيل فياض والأستاذ جهاد نصرة .
فى الوقت التى تحاصر الأنظمة العربية نفسها ويزداد حصار الحضارة والحرية على أبوابها ، تزداد ضربات قوى التخلف والأصولية لتختطف العقل الإنسانى وفكره الأصيل وتنهال حجباً لصحف أو مواقع أو كتباً وتكفر وتعتقل مفكرين أخلصوا لفكرهم ولوطنهم .
إلى متى يقف العرب فى طابور الحمير ويتركون طابور الإنسانية ؟ إن وقوف السلطات إلى جانب قوى الظلام هو أقوى تعبير على الفشل التام فى التكيف مع المتغيرات العصرية .
أوجه حديثى إلى الرئيس السورى بشار الأسد ولا أعتقد أنه يشترك فى بطولة مسرحية شاهد ما شافش حاجة ، ويصنع " ودن من طين وودن من عجين " حتى لا يتهمه البعض بأبشع الأتهامات بعد أن كالوا له المديح بألوانه ، أعتقد أن العيب كل العيب أن يصمت رئيس سوريا ويقول بأن القانون والعدالة تأخذ مجراها ، لأن هذا كلام لا يدخل عقول أطفال اليوم ، والواجب عليه هو الإسراع بوضع الأمور فى نصابها حتى تستعيد الإنسانية كرامتها التى يهدرها زوار الفجر وأعداء الحرية .
إن كل يوم يمر بدون أن يعلن النظام السورى الإفراج والأعتذار للأستاذ نبيل فياض وجهاد نصرة ، هو تأكيد ودليل قوى على بشاعة النظام السياسى السورى وكل من يسعى إلى تغذية القيم القمعية لدى رجال النظام .
لا أعتقد أن ضمير الرئيس السورى ينام عندما ينام ضمير رجاله فى القضاء والداخلية ، لو أنعدم الضمير من رجال الحكم فلا أصدق أنه كذلك فى رئيس الجمهورية السورية ، وأتمنى أن أسمع وأقرأ قريباً عن قيام بشار الأسد بالقضاء على مملكة الشيطان التى ترهب مفكرينا الحقيقيين فى كل مكان ، وأتمنى أن تحتفل الثقافة والإعلام السورى بخروج الأستاذين نبيل وجهاد قريباً وتجعل من هذا اليوم عيداً للحرية فى سوريا ولكل العرب ولشجاعة السلطة القوية السورية فى أنتصارها على قوى الإرهاب الغبية التى تختبئ وراء الجدارن وكراسى السلطة الحكومية .
لا أكراه فى الدنيا ولا أكراه فى الدين ، هذا يعنى أن يكتب الإنسان بحريته ويفكر بحريته ويقرأ بحريته ولا يوجد رقيب عليه إلا ضميره الذى صقله دينه ودنياه ، ولكن عندما يفشل الفرد العربى فى فهم الوجود الإنسانى وغايته ، ينقلب إلى مارد لا يشبعه إلا مناظر الرعب والقتل وإذلال الآخرين وإعتقالهم ونهب حقوقهم والأعتداء على عقولهم ، هذا المارد اللعين يتفنن فى أختراع القيود والسلاسل وتحويل المجتمع إلى عساكر نظامية ليس لها إلا أن تقول " تمام يا أفندم " تسبح بحمد السلطة والسلطان !
لقد أنتهى زمان المسرحيات الهزلية التى ورثناها عن رؤساء " زعماء " أجادوا تمثيل أدوارهم الهزلية بين شعوبهم التى لا تقرأ ولا تكتب بل تبصم بالعشرة ، العالم تغير من حولنا ومازلنا آخر طناش نجيد لعبة الأستهبال على أنفسنا أكثر من أستهبالنا على الآخرين ، الكل يستعمل عقله ليتحرر من كوابيس التخلف والماضى الكئيب ، ونحن مازلنا نستعمل ألسنة الحقد والكراهية لنشفى الصدور المملوءة غليلاً مستحدثين دكتاتورية دينية سياسية هى الأغرب والأفظع فى عصرنا الحاضر.
أجعلنى أعتقد أنك يا سيادة الرئيس لم تقرأ ولم تسمع حتى اليوم عن أخبار الأعتقال هذه ، لذلك سأستمر فى الإيمان بأن الدنيا مازالت بخير وسأنتظر منك قراراً جريئاً يا سيادة رئيس الشعب السورى بشار الأسد لتكون نموذج وقدوة صالحة لغيرك من رؤساء شعوبنا العربية ، سأنتظر مع الملايين رجوع الأستاذ نبيل فياض والأستاذ جهاد نصرة معززين مكرمين بما يليق بمفكرين تحترمهم قيادة بلادهم الوطنية .

2004 / 10 / 14




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !