مواضيع اليوم

نموذج من تأثر الشاعر الكبير إيليا أبو ماضي بالشعر الانجليزي

صورة الأديب الأستاذ ممدوح الشيخ(على اليمين) والشاعر صالح الخنيزي

للأديب الأستاذ/ممدوح الشيخ عضو لجنة الترجمة بالنادي الأدبي بالمنطقة الشرقية والمترجم لعدد كبير من النصوص الفوقية والمهنيةكانت المقارنة بين مقاطع من قصيدة الطلاسم ( بين المقابر )للشاعر إيليا أبو ماضي (1891-1957م) مع مقطع من قصيدة للشاعر المسرحي جيمس شيرلي (1596-1666م) بعنوان (The Glories Of Blood and State ) .

تحدث الأستاذ ممدوح عن موضوع القصيدة ونوعية السخرية الواضحة في العنوان الذي يمجد الدم والمركز الاجتماعي وركز الأستاذ ممدوح الشيخ على جزء من القصيدة الإنجليزية :
(Scepter and Crown
Must tumble down
And in the dust be equal made
With the poor crooked scythe and spade)

وقارنها بأحد مقاطع (بين المقابر) من طلاسم أبو ماضي :

(انظري كيف تساوى الكل في هذا المكان
وتلاشى في بقايا العبد رب الصولجان
والتقى العاشق والقالي فما يفترقان
أ فهذا منتهى العدل؟ فقالت لست أدري)

وتوضيح التشابه الكبير والواضح في الفكرة وحتى على مستوى المفردات .


...


ثم قام بقراءة النص قراءة عروضية موسيقية
لتوضيح مناسبة موسيقى المقطع لمعناه وتصنيف الموسيقى العامة للنص وموسيقى قفلات المقطع المتشابهة .

ثم قام بقراءة النص مع ترجمة مبسطة لتوضيح الفكرة بشكل أتم لغير الملمين باللغة الانجليزية رغم التفات صاحب الورقة لجور الترجمة السريعة على خصائص النص الفنية والموسيقية .

بعد ذلك تم إثراء الورقة بمداخلات الإخوة لحضور
فأشار الأستاذ/ع).المهنى إلى ( أنه ربما أيضا يتقاطع النص مع الأدب الفرنسي بسبب وضع الاستعمار الفرنسي للبنان بحكم أن هجرته إلى أمريكا في وقت متأخر ..... لإثراء الدراسة ) ... ورأى أنه من غير المنصف إطلاق مفهوم التأثر المطلق للشاعر بالأدب الإنجليزي .... وأشار الأستاذ ممدوح إلى اتفاقه مع رأي الأستاذ علي ولكنه بني ورقته على يقين مشاهد...


ثم أشار الأستاذ سعود: إلى تشابه النص مع الترجمة بقصيدة ( مرثية الأندلس ) وأبيات للشاعر المعري.. وبالتالي لو رجعنا إلى اللغة العربية لوجدنا أنه اخذ منه الكثير .


وذكر قصة عن أمسية شعرية عالمية كان بها شاعرين هندي ومكسيكي بعد أن ألقى الشاعر الهندي نصه
اعتذر الشاعر المكسيكي عن الإلقاء لأن الشاعر الهندي أغناه عن نصه وبالتالي فإن المعاناة والتعبير قد تكون مشتركة بين الإنسان وقد اعتمد الأستاذ سعود على مقارنة الترجمة فيما ساقه .


وأشار الأستاذ الممدوح إلا نفي اصطلاح السرقة عن المواضيع المتشابهة ولكن التعبير هو المختلف وبما أن الترجمة كانت فورية لتوضيح المعنى فهي بلا شك تؤثر على الجو الأدبي للنص وكان قد استعرض بعض صور كتبت بلغة أدبية أثناء المحاضرة مثل (Must tumble down) .


أشار الأستاذ فريد النمر على أن بالقصيدة مشتركات بنسبة 70% تقريبا مع قصيدة ( باتوا على قلل الأجبال.....) وبالتالي يتوافق مع الأستاذ سعود في مسألة الفكرة ......واتفق معهم الأستاذ محمد قرين ورأى أنه من الحيف بمكان أن تقطع جذور العربية لدى الشاعر ونقول انه متأثر فقط بالأدب الأجنبي رغم وجود التأثر ب(رب لحد قد صار لحدا مرارا )....


وقد أشار بعض الإخوة في غرفة البال توك إلى كون الترجمة تؤثر على النص الأصيل .
وقال أحدهم : أنت لست الشاعر فلا تستطيع ترجمة شعره وقد أجاب الأستاذ ممدوح عن الترجمة بتوضيحه أن الترجمة لم تكن ضمن برنامج الورقة ولكن ما قدمه من ترجمة سريعة ما هو إلا مراعاة للغير ملم باللغتين من الحضور وعلق على النقطة التي أثيرت بعدم إمكانية ترجمة المعنى بطرحه النظرية السفسطائية ( النسبية في المعنى ) وأثرها الخطير.


وقد أكد الأستاذ عبد الله الجشي وضوح التأثر في النصوص المقارنة وأثنى على الورقة وقد أضاف الشاعر جعفر الشبيب بأنه لا يمكن إجحاف تأثر الشاعر بالأدب العربي ولا يمكن إنكار تأثره بالشعر الأجنبي وبما أن الورقة ورقة مقتطفة كدراسة مقارنة لقصيدة مع قصيدة ولا تعني أنه تأثر باتجاه .


وأشار الشاعر رائد الجشي : أن العنوان كان واضحا بكونه ( تأثر من شعر أجنبي ) ( لا تأثر بشكل كامل في التجربة ) وكل شاعر مهما كان عظيما فهو مؤثر ومتأثر وبحكم اطلاع شاعرنا الكبير على التجارب العربية والإنجليزية فالتأثر شيء طبيعي ولكن التأثر لدرجة استخدام المفردة وشبه تطابق الفكرة قد يثير بعض الأسئلة في عملية المقارنة والمراجعة وإن كانت لا تلغي شاعرية شاعرنا الكبير أبو ماضي .


وأشار الشاعر صالح الخنيزي : إلى اتفاقه مع مسألة التأثر وكون الموضوع مشترك ولكنه أضاف إلى الصورة بعدا آخرا وأكبر فالشاعر الإنجليزي قال أن العبد والسيد سيتساويان في التراب بينما الشاعر إيليا أبو ماضي جعل صاحب الصولجان يتلاشى في بقايا العبد وبالتالي مع لحاض هذه النقطة نلاحظ قلة نسبة التأثر وأضاف الشاعر علي الناصر على اتفاقه على استحالة كون أي شاعر يسكن في مكان ما ولا يتأثر به ولكنه نفى حالة السرقة عن الشاعر وإن تشابه الموضوع وحتى المفردات فهي إنسانية مشتركة كما أشار الإخوة .


وأضاف الشاعر محمد قرين أن الشاعر السياب حين تأثر بإليوت أتهم كما يتهم الشاعر إيليا أبو ماضي أو توضع عليه علامات الاستفهام وهذا هو ديدن المبدعين العرب دائما ينساب إبداعهم إلى غيرهم وأضاف الشاعر رائد الجشي أن الورقة والعلامات لا تعني الاتهام بالسرقة بل تحيل إلى المرجعية الثقافية وتدل على تنوعها لدى الشاعر ..وأضاف الأستاذ سعود الفرج أن التأثر أمر طبيعي لا بد منه وأنه من صنوف الإبداع تطوير الفكر القديمة ولا يمكن ذلك إلا بالتأثر بها ومن صفات الناجحين التأثر والتأثير..


وأشار الأستاذ ممدوح في ختام الجلسة أن الإخوة أثروا ورقته بملاحظاتهم وشكرهم على حسن المداخلة .

ثم ألقى الشاعر صالح الخنيزي ملخص لموضوع الشاعر الكبير السيد عدنان العوامي حول ( السرقات الأدبية في النقد القديم والحديث - المنشور في مجلة الواحة العدد 42) بعرض موجز عن ما جاء فيه من نقاط( كالسرقة الأدبية في النقد القديم) و (خلائف ابن وكيع) و(السرقة بين الأكاديمية والمدرسة الوكيعية ) و(المدرسة الحديثة ) ثم ركز على (قواعد لتمييز السرقة ) مع طرح الأمثلة التي استشهد بها السيد عدنان العوامي عن ما يخرجه النقد القديم من السرقات الأدبية ومنها:


1- المشتركات 2- المرئيات – اتحاد الموضوع 4- الشياع(التداول)(التكرار) 5- الإحسان والتي تعني أن يأخذ الشاعر معنى رديء لشاعر آخر فيعيد صياغته بأحسن من مبتدعه 6- الإضافة وهي أن يتناول الشاعر معنى لغيره ويضيف إليه 7- النقض وهو أن يأتي بمعنى ينقض الأول 8- التوليد 9- توارد خواطر وهو يقع في المعاني المشتركة عادة 10-الاستبطان وهو ما يتخلق من نسيج ثقافته الذي يستدعيه وعيه الباطن 11- الالتقاط من أفواه الناس كمثل أو حدث ثم الاستفادة منه شعريا 12- التضمين المعروف ب(الاستعانة ) 13- المعارضة و14- المساجلات .

وعلى هامش الجلسة استمتع الحضور بالاستماع إلى مقطوعة شعرية للأديب ممدوح الخنيزي و نص شعري بعنوان :
( مسارب الساعة الخامسة والعشرين ) للشاعر محمد قرين .. وأضاف الأدباء الحضور تعليقاتهم الانطباعية حولها .


............


خلاصة الانطباع الذي تولد لدي بعد الاستماع لآراء الإخوة الأدباء حول الورقة مع الملخص الذي أعده الشاعر صالح الخنيزي عن ورقة السيد عدنان العوامي ومراجعتي للقصائد التي تم الاستشهاد بها هي :

1- الموضوع العام للنصين مشترك وإنساني ومرئي كما هو مشترك مع النصين العربيين الآخرين
2- هذه الورقة تفتح موضوع مقارنة اشمل لمقاطع الطلاسم مع الشعر العربي والأجنبي لإثراء المقارنة
3- تأثر الشاعر إيليا أبو ماضي بالشاعر الإنجليزي واضح ولكنه أضاف للصورة وجملها
4- التأثر والتأثير هو ميزة الشاعر الإبداعي
5- القصائد العربية الأخرى تحمل نفس الموضوع المشترك ولكنها لا تحمل ذات فكرة المقارنة بين السيد والعبد حال الموت كما في قصيدتي أبو ماضي والشاعر الانجليزي .

 

ختاما :

شارك في إثراء الجلسة مباشرة عددا من الشعراء والأدباء:


(علي مهنى ,علي الناصر , سعود الفرج,فريد النمر,جعفر الشبيب,محمد قرين,عبد الله الجشي.)
وبضعة شعراء وشاعرات ومهتمين على الإنترنت .


ضمن فعاليات الجلسة الرابعة من جلسات صالون الترجمة والأدب المقارن بمنزل الشاعر/ رائد الجشي
في مدينة القطيف ـ المملكة العربية السعودية.


.............................

( بين المقابر ) - من الطلاسم :

ولقد قلت لنفسي وأنا بين المقابر
هل رأيت الأمن في الراحة إلا في الحفائر
فأشارت: فإذا للدود عيث في المحاجر
ثم قالت أيها السائل إني .... لست أدري

انظري كيف تساوى الكل في هذا المكان
وتلاشى في بقايا العبد رب الصولجان
والتقى العاشق والقالي فما يفترقان
أفهذا منتهى العدل؟ فقالت.... لست أدري

إيليا أبو ماضي (1891-1957) .


.....


The Glories of Our Blood and State

The glories of blood and state
Are shadows not substantial things
There is no armour against fate
Death lays his icy hand on kings
Scepter and Crown
Must tumble down
And in the dust be equal made
With the poor crooked scythe and spade

Some men with swords may reap the field
And plant fresh laurels where they kill
But their strong nerves at last must yield
They tame but one another still
Early or late
They stop to fate
And must give up the murmuring breath
When they pale captives creep to death

The garlands wither on your brow
Then boast no more your mighty deeds
Upon Deaths purple Altar now,
See where They Victor-victim bleeds,
Your heads must come
To the cold tomb
Only the actions of the just
Smell sweet , and blossom in their dust

James Shirley(1596-1666)


......


مقطع من (ضجعة الموت رقدة) :

صاح هذي قبورنا تملأ الرُحبَ
فأين القبور من عهد عاد

خفف الوطء ما أظن أديم الأرض
إلا من هذه الأجساد

وقبيح بنا وإن قدُم العهد
هوان الآباء والأجداد

سر إن اسطعت في الهواء رويداً
لااختيالاً على رفات العباد

رُب لحدٍ قد صار لحداً مراراً
ضاحكٍ من تزاحم الأضداد

ودفينٍ على بقايا دفين
في طويل الأزمان والآباد

أبو العلاء المعري(973 -1057م) .


........


مقطع من القصيدة المنسوبة للإمام زين العابدين(ع) :


باتوا على قللِ الاجبـال تحرسُهـم
غُلْبُ الرجالِ فلم تنفعهمُ القُلـلُ

و استنزلوا بعد عزّ عـن معاقلهـم
و أودعوا حفراً يابئس مـا نزلـوا

ناداهمُ صارخٌ من بعد مـا قبـروا
أين الاسرّةُ و التيجـانُ و الحلـلُ

أين الوجوه التـي كانـتْ منعمـةً
من دونها تُضربُ الأستارُ و الكللُ

فافصـحَ القبـرُ عنهم حيـن ساءلـهـم
تلك الوجوه عليهـا الـدودُ يقتتـلُ

قد طالما أكلوا دهراً و ما شربـوا
فأصبحوا بعد طول الأكلِ قد أكلوا

و طالما عمّـروا دوراً لتُحصنهـم
ففارقوا الدورَ و الأهلينَ و ارتحلوا

و طالما كنزوا الأموال و ادّخروا
فخلّفوها على الأعـداء و انتقلـوا

أضحت منازلُهـم قفـراً معطلـةً
و ساكنوها الى الاجداث قد رحلوا

سـل الخليفـةَ إذ وافـت منيتـهُ
أين الحماة و أين الخيلُ و الخـولُ

اين الرماةُ أمـا تُحمـى بأسهمِهـمْ
لمّا أتتـك سهـامُ المـوتِ تنتقـلُ

أين الكماةُ أما حاموا أما اغتضبوا
أين الجيوش التي تُحمى بها الدولُ

هيهات ما نفعوا شيئاً و ما دفعـوا
عنك المنية إن وافى بهـا الأجـلُ

فكيف يرجو دوامَ العيش متصـلا
من روحه بجبالِ المـوتِ تتصـلُ
...
كما نسبت للإمام زين العابدين(ع)(680-713م).


.................


( مرثية الأندلس )

- لِكُـلِّ شَـيءٍ إذا مـا تـمَّ نُقصَـانُ
فـلا يغـرُّ بطِيـب العَـيـشِ إنـسـانُ

هيَ الأمـورُ كمـا شاهدتُهـا دُولٌ
مـن سـره زمـنٌ سـاءتـهُ أزمــانُ

وَهَذِهِ الـدَّارُ لا تبقِـي علـى أحـدٍ
ولا يـدُومُ عَلَـى حَـالٍ لَـهَـا شــانُ

أين المُلُوكُ ذوي التُيجانِ مِن يمـنٍ
وأيــن منـهـم أكالـيـلٌ وتيـجـانُ

ويقول فيها:
كم يستغيثُ بنا المُستضعفُونَ وهـم
قتلـى وأسـرى فمـا يهتـزَّ إنـسـانُ

ماذا التقاطع في الإسـلام بينكُـمُ
وأَنـتُـمُ يَـاعـبـادَ اللهِ إِخـــوَانُ؟!

ألا نفـوس أبيـاتٌ لـهـا هِـمـمٌ
أَمَـا عَلـى الخيـرِ أَنصَـارٌ وَأَعـوَانُ

يَا مَـن لِذِلَّـهِ قـومٍ بعـدَ عِزِّهـمُ
أَحَــالَ حالَـهُـمُُ كُـفـرٌ وطُغـيـانُ

بالأَمسِ كَانُوا مُلُوكاً في مَنَازِلهـم
واليَومَ هُـم فـي بـلاَدِ الكُفـرِ عُبـدَانُ

أبو البقاء الرندي ( 1204-1285م)

......
 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !