مواضيع اليوم

نموت نموت وتحيا مصر

ظللت مترددا كثيرا في الكتابة في موضوع الأحداث الكروية الأخيرة بين مصر والجزائر؛ حتى لا يساء الظن بي فالكرة في بلادنا تتمتع بقداسة لا مثيل لها حتى للعقائد والأديان، بل أصبحت تمثل المعنى الحقيقي لكلمة الانتماء والوطنية، وعليها يكون الولاء والبراء، فإذا كنت من المشجعين المتعصبين لفريق بلادك، فأنت بلا شك وطني من الدرجة الأولى، وتتمتع بقدر عال من الانتماء، حتى ولو كنت ممن يسرقون ثروات ذلك الوطن المنكوب، أو كنت ممن يتآمرون مع أعداءه ضده، أو كنت ممن يرتشي، أو يظلم، أو يفسد مظاهر الحياة الجميلة في بلادنا، أو كنت ممن يتاجرون في أقوات الناس وأرواحهم، أو حتى في أعضاءهم البشرية، أو كنت ....أو كنت.... كل ذلك لا يقدح أبدا في وطنيتك ولا في انتماءك، طالما أنك تشجع فريقك في مباراة بينه وبين بلد شقيق، وكلما ازددت سبا في تلك البلد وأهلها، وأوغلت في سفاهتك وتفاهتك وتعصبك الأعمى، كلما كان ذلك أكبر دليل على وطنينك وحبك لبلدك.

ليس مهما أن تشارك في نهضتها.. ليس مهما أن تبيت مهموما بمصائبها.. ليس مهما أن تقدح زناد فكرك في التفكير للخروج من أزمتها.. ليس مهما أن تكون حريصا على ثرواتها، تحافظ على مالها العام كلما سنحت لك الفرصة أن تعب منه كيفما أردت.. ليس مهما أن تقاوم عوامل الإفساد فيها.. ليس مهما أن تراقب ناهبيها، وتسعى إلى فضحهم وإيقافهم عند حدهم.. ليس مهما أن تشارك في رسم سياستها وإقرار سيادة القانون فيها.. ليس مهما أن تكون ايجابيا في الانتخابات التي تتم فيها، فتشارك في الإدلاء بصوتك لمن يستحقه، وحماية هذا الصوت من التلاعب به، أو الإلقاء به في صناديق القمامة أو المصارف الزراعية.. ليس مهما أن تنادى بأعلى صوتك وتقول لناهبيها ومستبديها: كفى، فقد آن وقت الرحيل.
كل ذلك ليس له قيمة، وليس دليلا ولو بسيطا على وطنيتك وانتماءك لهذا الوطن المنكوب، ولا يساوى شيئا أمام خروجك إلى الشوارع كالذى يتخبطه الشيطان من المس، تصرخ كالمجنون، وتتلوى كالسفهاء، وتعطى عقلك أجازة من الحكمة والمنطق والتفكير السليم..

أيها المصري المناضل في سبيل الكرة: هلا كان نضالك في سبيل إعادة الحق المسلوب؟
ماذا لوكان الخروج إلى شوارع العاصمة والمدن والمحافظات بهذه الأعداد الهائلة من أجل كلمة حق عند سلطان جائر؟
ترى هل بوسع الحاكم إذا رأى هذه الجماهير الغفيرة وهى تطالبه بالرحيل وإلا؟؟؟؟؟
إلا أن يستجيب!
إذا كان الشاعر قديما قال :
إذا الشعب يوما أراد الحياة
فلابد أن يستجيب القدر
وأنا أقول إذا الشعب يوما أراد الحياة، فلابد أن يستجيب الحاكم الظالم رغم أنفه.
ما أسعدكم يا حكام مصر الظالمين! فقد رزقتم بشعب طيب، يموت كل يوم تحت مطرقة الفساد والظلم والأمراض، وهو يبتسم مستقبل الموت بسعادة وسرور، ويردد بكل اعتزاز وفخر: بالروح بالدم نفديك يا ريس ...وتحيا مصر.

محمد عبد الفتاح عليوة
Elewamohamed75@yahoo.com




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !