نمر من ورق
- قامت ثورة مجيدة فى 25/ يناير/ 2011
- قد نختلف أو نتفق حول البواعث و الأهداف .
- و بعد مرور عام على قيام الثورة . فاننا سوف نختلف أكثر ، و قد لا نتفق حول ما اذا كانت الثورة قد حققت أهدافها أو بعض منها أم لم تحقق شيئا على الاطلاق
و يرى أكثر المتفائلين أن ما تحقق لا يتناسب مع حجم التضحيات ، بل يرى المتشائمون أن الثورة قد أعادتنا الى الخلف .
فلننح القاضايا الخلافية جانبا .
و لنستدعى مقولة الامام الغزالى " فلنتفق فيما اتفقنا عليه . و ليعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا حوله " حتى هذه . قد يرضاها البعض . و قد لا يوافق عليها من الأساس .
عموما الى المتفقين و الى المختلفين .
هل ننكر أن ثورة المعلومات كانت أحد أدوات نجاح هذه الثورة ؟
صحيح كانت هناك ارهاصات و مقدمات و بشاير كثيرة . و لكن هذه الأداه تحديدا كانت الأكثر فعالية و أشد تأثيرا .
الغالبية العظمى لم تكن تعرف – مجرد معرفة – أن تتعامل مع صفحات ( الفيس بوك ) .
بعد النجاح المذهل لشباب الثورة فى التواصل و الثلاثى و التخطيط و التكتيك .
و بعد ما شاع الخبر و عرف الجميع فضل شباب الثورة و فضل صفحات التواصل الاجتماعى ( الفيس بوك ، تويتر ) .
سارع الكثير الى عمل صفحات خاصة بهم . و محاولة التواصل مع الاخرين .
اما كى لا يفوتهم قطار التكنولوجيا ، أو محاولة للقفز فى قطار الثورة بعد مروره بعدد من المحطات .
شخصيا ، و بدون مركز متخصص لعمل الاحصاءات ، لاحظت أن العديد من الصفحات تم انشاؤها بعد شهرين أو ثلاثة من قيام الثورة .
معظم – و لا أقول كل – أصحاب هذه الصفحات أستغلوها خطأ .
فقد أشاعوا عن أنفسهم . أنهم من محاربى الفساد . و أنهم من مقاولى الهدم للنظام القديم . و أنهم انطلقوا من كهف الخوف و لن يعودوا ليه أبدا .
و لا مانع من بعض الشعارات المغلفة بالتدين " الساكت عن الحق شيطان أخرس " .
و فى خضم مرحلة التنمر – لاحظ أنهم نمور من ورق – أنتحلوا أسماءا مستعارة . و وضعوا صورا لشخصيات عامة على صفحاتهم .
و امعانا فى البطولة بدأوا فى سب و قذف معظم الناس . و وصل الأمر الى البجاحة و التطاول . و بلغ مداه فى الافتراء و الادعاء على الناس بالباطل و بدون حجة أو مستند .
قد يقول قائل . هذا الأسلوب موجود منذ الأزل . و ماشكاوى فاعل خير و غيور على مصلحة الوطن و مواطن صالح ليست ببعيد .
و أنا أقول .
اذا كانت الثورة قد حررت الناس من خوفها .
و اذا كان الجميع قد اتحد على مبدأ أو هدف مقاومة الظلم و محاربة الفساد .
و اذا كانت حبوب الشجاعة قد آتت ثمارها و حصلت نتائجها مع بعض الناس ، و اذا كان الكل يعتقد أنه كسر حاجز الخوف و لم يعد جبانا .
فالأولى ،
أن تتصالح مع نفسك . حتى تتصالح مع الله .
و ألا تفترى على خلق الله بغير مستند أو دليل .
و أن توقع باسمك و شخصك و حبذا صورتك .
حتى اذا ما عن لشخص أن يناقشك أو يرد عليك . فلا يكون كمن يصارع طواحن الهواء .
و لكى تختبر نفسك و قوة شجاعتك و رجولتك – الحقة – فعليك أن تراجع كتاباتك قبل الثورة و بعدها .
فان لم يكن لك كتابات قبل الثورة – و هذا هو الأرجح و الأغلب و الأعم – فسوف نجد أن أعراض البطولة و الرجولة التى ظهرت عليك فجاءة ، ليست أعراضا حقيقية فأنت مازلت محبوس داخل جدران خوفك و جبنك و خستك و نذالتك .
و أبسط دليل ، أسمك المسعتار ، و صورتك الوهمية ، و تطاولك على الناس ، و الادعاء عليهم بغير حق .
أنت لست رجلا كما تعتقد . أنت نمر من ورق .
eg_eisa@yahoo.com
التعليقات (0)