مواضيع اليوم

نكتة الإستعمال السلمي

مالك الحزين

2009-12-06 02:13:33

0

كشفت الأشهر القليلة الماضية عن تهافت بعض الدول العربية على بعض البلدان الأوربية من أجل إبرام اتفاقيات في استخدام الطاقة النووية بطرق سلمية. و التعليل باستخدامها بطرق سلمية يعني بالدرجة الأولى طمأنة الغرب و إسرائيل بشكل خاص .و التجربة و إن كانت متأخرة أفضل بكثير من لا شيء و التفرج على الساحة الدولية و عض أصابع الندم ولات حين مندم . لما لا؟ فالظرفية ظرفية مواتية لانشغال الغرب بإيران و برنامجها النووي ، و نحن قاب قوسين أو أدنى من ضوء أحمر أمام الطموحات الإيرانية ، وضوء أخضر أمام تدمير منشأتها النووية ، أو العكس تماما ، بقبول العالم بإيران عضوا في النادي النووي العالمي . هنا سيكون أمام العرب فرصة إستغلال الورقة الإيرانية كنقطة تبريرلأهدافهم النووية أمام ما يسمى ( الوكالة الدولية للطاقة الذرية ) ، على شاكلة تخصيب إيران لليورانيوم من أجل  "استعمالات سلمية" ، و قبلها استعمالات الغرب  نفسه بل و إسرائيل لهذه الطاقة  .
صراحة لا أظن أن هناك عاقلا في العالم يمكن أن يصدق استخدام الإنسان كونه" إنسانا" لأي شيء بطرق سلمية ،فإذا أضفنا إلى هذه الصفة (الإنسانية ) صفات الجشع و المكر و العدائية فكل شيء وارد . و لا أحد سيصدق أن دولا في الشرق الأوسط - منطقة الأزمات – ستصرف أمولا لها من أجل راحة شعوبها و رفاهيتها . فيما هي مهددة بالزوال من قبل دول مجاورة لها كل القدرات المدمرة وعلى رأسها القدرات النووية .ولو كان الغربيون أنفسهم يصدقون هذه النكتة لما أهدوا إسرائيل ترسانة نووية ، ولولوا عن إيران تاركينها و شأنها.
فمن الغرابة في هذا العالم  ، أن يمتلك الإنسان عناصر الحياة و طرق التمتع بخيرات الكون  - و ما أكثرها - فيما هو يسعى جاهدا لتدمير حياته بنفسه ، إنها الصفة الوحيدة التي لم يستطع الإنسان و هو في أوج حضارته أن يحد من مخاطر التمادي في تصديقها ، هي صفة الأنانية التي تمنع الإنسان من توسيع أفق التعايش بينه و بين الأخرين رغم أن الدنيا واسعة و في الأمر متسع . إلا أن الأغرب من ذلك هذا الاستخدام الكاذب للحق ، فامتلاك إسرائيل لسلاح نووي أمر مستساغ بل من أوثق الحقوق ، بينما امتلاك إيران - حتى و إن اختلف العرب معها – مجرد تجربة علمية بسيطة في هذا المجال جريمة يعاقب عليها القانون الدولي . ذاك القانون الذي و ضعه القوي لاستعباد الضعيف ، فلائحة المستضعفين كثيرة ، فبالإضافة إلى العرب و المسلمين تضم  - في نظري - كل من حرم  استخدام السلاح النووي و امتلاك قدرات رادعة .
إن الإقطاعية الحديثة – ممثلة في المتجبرين الغربين - يجب أن تكف عن معاملة الناس و المستضعفين على الخصوص كعبيد ، فمواثيقهم التي خطوها و فرضوها تلعنهم و ترفض ممارساتهم ، و يجب على العرب و المسلمين الكف عن مقولة" قنبلة إسلامية باكستانية"  ، و البدء بالحديث عن مشاريع شعبية لكل قطر، لاستخدام الطاقة النووية ، و لا عيب  متى امتلكناها -أنذاك- أن نكتب على منشأتها مقولة  ( فقط للإستعمال السلمي ) فالنية أبلغ من العمل .




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !