يحكى أن جثة صدام (عجل الله في منيته) أخذوها للتغسيل قبل الدفن. وبينما كان أثنان منهم منهمكين بعملهم ويتصبب العرق من أجسامهم لشدة الحر‚ قام ثالثهم وفتح الشباك. هبت نسمة عليلة فصاح الله اشلون هوا طيب أيرد الروح. فصرخ الأثنان معا يامعود ارجوك سد الشباك لايروح يحتي هذا المجرم.
في أحد الايام بعد حرب أم المهالك وبعد سنين من حصار صدام والغرب القاسيين‚ كان هناك رجل يترنح قهرا وجوعا في شارع السعدون أحد شوارع بغداد الرئيسية ويلبس ملابس رثة بالية يؤشر على سترته المهترئة ويصيح بأعلى صوته الله أيساعد امريكا... الله أيساعد امريكا. وعندما طوقوه رجال الآمن والمخابرات وسئلوه ماذا تقصد ب الله أيساعد امريكا؟ فأجابهم اذا أحنا أنتصرنا بالحرب وصار بينا هذا الحال فشلون حال امريكا التي خسرت الحرب كما يقول الريس!
يسكن احد أبناء العراق المسحوقين في بيت من الصفيح قرب النهر. يسعى الرجل لكسب قوت عائلته بمشقة. فهو موظف بسيط صباحا وسائق أجرة بعد الظهر وحرسا خافرا بعد منتصف الليل. أما بين أوقات العمل فيلقي سنارته ليصطاد من النهر طعام عياله اليومي. شاء سوء الطالع أن يبخل النهر بالطعام لعدة أيام على هذا الرجل وعائلته المسكينة. وبدأ الجوع يقرص بطون صغاره الخاوية ألما. دعا الرجل ربه‚ والله رؤوف رحيم بحال الفقراء والمساكين‚ ليرزقه بسمكة تتعلق بشصه ولتهون عليهم سياط الجوع التي نالت منه كذلك. سبحان الله رب البؤساء والمظلومين ‚ لم تمضي لحظات واذا بسمكة كبيرة تعلق في سنارته. سحبها فرحا وركض بها للبيت مبشرا أهله بالطعام. صاح على زوجته: أنظري أنظري لهذه السمكة ستكفينا ثلاثة أيام. أقليها بالدهن والكاري. ردت عليه بحسرة: ما عندنا لا دهن ولا كاري. فقال بلهفة: طيب أسلقيها بالماء والملح. السمك المسلوق صحي ولذيذ بنفس الوقت. تنهدت قليلا وقالت بمرارة: صار لنا أسبوعين بلا غاز لأن لايتوفر حاليا في محطات التعبئة ولانملك أصلا ثمن تبديل قنينة الغاز. بدأ الغيض يدب في عروق الرجل ذو الحظ السيء وأبصار أولاده تتناقل ما بين السمكة التي تصارع الاختناق ببسالة وبين ما ستنطق أفواه الأبوين من حل ليوقف أنين أمعائهم الخاوية. فبادر الرجل قائلا بحماس: نشويها. نعم لنشويها على الفحم ما ألذ السمك مشوي على الفحم. أجابت الزوجة وتكاد الدموع تنهال من عيناها: صار ستة أشهر ما قادرين نشتري فحم وأنت تعلم ذلك. تقطعت السبل بالرجل وأيقن أن ألهة الطعام لن تحرس أولاده الجياع وهو ينظر الى السمكة الكبيرة وهي تتلوى بجأش وأباء. قرر أعادتها الى النهر فلعل يصطادها أخر من أبناء وطنه أوفر حظا منه ولتفترش مائدته. ألقاها في دجلة الخير وأبصاره لم تفارقها. غطست وانتشت عنفوانا ثم ظهرت للسطح برشاقة وصاحت السمكة يعيش صدام حسين!
في أحد رياض الأطفال في بغداد‚ قالت المعلمة : أعزائي الحلوين العراق جنة الله في الأرض ‚ غنية بالأكل والماء العذب وكل البضائع اللي يحتاجها ماما وبابا. وكل الاطفال فرحانين تغني وتلعب ويروحلهم بابا صدام ينطيهم نستله وجكليت ولعابات حلوة. وفجأة سمعت المعلمة بكاء طفلة في الصف. سألتها: هاي شبيج حبيبتي ليش دتبجين؟ جاوبتها الطفلة وهي تبكي: الله يخليج ست ‚ عفيه وديني للعراق!
ينما كانت سجودة زوجة صدام تسوق سيارتها برعونة وكأن الشارع ملك اللي خلفها صدمت سيارة موظف بسيط وحطمتها‚ نزل المسكين وهو لايعرف هذه السائقة الرعناء‚ وبدأ يشتم كل من أعطاها رخصة للسياقة وسلمها سيارة لتؤذي الناس بها. فصاحت سجودة به وطلبت أن يسكت وقالت له ولا كلام هذا رقم تلفون زوجي وأتصل به لكي يقوم بتصليح سيارتك. وفي الصباح أتصل الموظف المسكين بالزوج وقص عليه حكاية الزوجة والحادثة نتيحة لسرعتها وتهورها. قال صدام: أنت غير مؤدب مع زوجتي وتستحق العقاب‚ هل تعلم من الذي يكلمك؟ قال الرجل لا ومن تكون؟ فصاح أنا صدام حسين. أرتبك الرجل ذو الحظ التعيس وسأل بصوت أكثر حدة وأرتفاعا‚ وهل أنت تعلم من أنا. فقال صدام ومن تكون؟ تنفس الرجل الصعداء وقال الحمد لله ثم وضع سماعة الهاتف بسرعة.
عاد أحد المواطنين من عمله الوظيفي متعب وقد أرهقته الحياة اليومية في العمل صباحا ثم الوقوف بعد الظهر في طوابير شراء البيض والدجاج المجمد والجبن والطحين والبصل ومعجون الطماطة وغيرها ‚ ناهيكم عن معانات العودة الى البيت عصرا بعد النضال المرير للركوب بالباصات العامة والجهاد في التملص من حواجز الجيش الشعبي. أستلقى الرجل بعد أن تناول وجبة الطعام على الاريكة لمشاهدة التلفزيون. فتح التلفزيون فأذا ببرنامج صور من المعركة الذي يعرض مشاهد مرعبة من القتلى والدمار. تعوذ من الشيطان الرجيم وقرر الذهاب الى المقهى للتسلي مع الاصدقاء. عاد الرجل للبيت وفتح التلفزيون فأذا ببرنامج حول زيارة صدام الى قرية العوجة وتقليده انواط الشجاعة لنخبة من ضباطه الاشاوس. ضجر الرجل وتعوذ من شر صدام مرة ثانية وقرر الذهاب لدار جاره للتسامر معه بعض الشيء. عاد الى البيت في منتصف الليل وقال في سره: الحمد لله موعد فلم السهرة الان. أنا أعشق الافلام القديمة. فتح التلفزيون فأذا بفلم الايام الطويلة من بطولة صدام كامل. قدحت عينا المسكين من الغضب وذهب الى النوم صاغرا وهو يدردم عبارات لم يفهم منها غير الشتيمة لم يستطع النوم وظل يتقلب في فراشه من الغضب فقرر النهوض. كانت الساعة 3 بعد منتصف الليل. فتح التلفزيون وهو يعلم أن الارسال ينتهي في الساعة 2 ليشاهد أشارة أنتهاء البث التي ستتعب عيناه لحين يدركه النعاس. فأذا بمفاجئة مدير الاذاعة والتلفزيون الذي أستبدل شعار أنتهاء البث ببرنامج جديد ‚ كيف ينام القائد صدام حسين !! ( يظهر صدام في هذا البرنامج نائم على سرير وهو في البيجامة وبعين واحدة مغمضة
يقال أن عائلة عراقية أعدمت بسبب ذكاء أبنهم. زار صدام في أحد الايام أحد المدارس الابتدائية وقد دأب على ذلك للتلذذ برؤية ضحاياه وهم في مقتبل العمر على ما يعتقد. سأل أحد التلاميذ أن يعطيه مثالا عن معنى كلمة "مأساة". فأجاب التلميذ: أذا كان أحد أصدقائي يلعب بقرب سياج المدرسة ووقع عليه السياج ومات فستكون هذه مأساة. قال صدام: لا هذا حادث عرضي وليس مأساة. رفع طفل أخر أصبعه بأدب وقال: أذا وقع جدار المدرسة على عدد كبير من التلاميذ والمعلمة معهم وماتوا جميعا فهذه مأساة. أجاب صدام: لا هذه ليست مأساة بل خسارة كبيرة. رفع الطفل الذكي يده ‚ الذي أعدم مع عائلته فيما بعد ‚ للاجابة فقال: لو شاءت الاقدار أن تنفجر قنبلة في قاعة الاجتماع في القصر الجمهوري ومات جميع الوزراء وأنت معهم فهذه ستكون مأساة فعلا. أجاب صدام وقد علت شفتيه أبتسامة ساخرة يفهم منها أن هناك رؤوس قد أينعت قطافها وقال: عظيم جدا. ولماذا تعتبر هذه مأساة؟ فرد الطفل النبيه: لأن ذلك لن يكون حادثا عرضيا ولن يكون خسارة كبيرة !
يتهامس العراقيون فيما بينهم عن سبب أقبال العديد في التطوع لجيش صدام المزعم لتحرير القدس. يقال أن السبب الرئيسي هو أمنية الكثيرين ‚ ممن لايستطيعو دفع رسوم تأشيرة الخروج الباهضة ‚ في السفر خارج العراق والهرب من جحيم صدام ونظامه. على أثر هذه الاشاعة قام نائب رئيس الوزراء طه رمضان بتفقد قطعات جيش رئيسه لتحرير القدس ولأنتقاء من هو فعلا صالح لهذا الجيش. في أحد الجولات أراد طه أن يختبر رباطة جأش أحد الكهول المتطوعين فسأله: ماذا تفعل أذا واجهت أحد الصهاينة؟ فأجاب الرجل محاولا أثبات جدارته: سيدي بطلقتين لا والله بواحدة في القلب أتيك بخبره. ممتاز رائع أجاب طه. وما تعمل اذا لاقيت امامك خمسة من الجنود الصهاينة؟ أجاب الرجل وكله بأس وثقة وعلى ما يبدو مستميتا في أقناعه أنه أهلا لهذا الجيش لكي يقبل تطوعه وبنية الهرب: سيدي بسيطة جدا بقنبلة يدوية واحدة أنثرهم على الارض كما تنثر فوق العروس الدراهم. فقال طه رمضان: عظيم. أحسنت. وما تفعل اذا رأيت هؤلاء الخمسة الصهاينة ومعهم دبابة قادمين نحوك؟ فأجاب الرجل بثقة: سيدي أبسط من هذه لايوجد. أرمي الدبابة بصاروخ أر بي جي وألحقه بقنبلتين لتمزق الخمسة ومن يخرج من الدبابة أربا. سيدي سأريهم كيف وعد الله حق. ساله طه مرة أخرى: وأذا رأيت في مواجهتك الخمسة الصهاينة ومعهم دبابة وتسندهم طائرتان مقاتلة من نوع أف 16 ترمي عليك حمم من نار جهنم؟ سئم الرجل من أسئلة طه رمضان السخيفة وأدرك أنه يريد أن يثنيه عن السفر مع هذا الجيش. هاي طلعت حرب خاسرة من أولها. دخيل الله ليش ماكو بهذا الجيش التعبان أحد غيري يواجه كل هذه التحديات ! في لقاء صحفي في أحدى القنوات الفضائية ‚ سئل معارض عراقي عن الاوضاع الحالية بالعراق وهل مايجري مصيبة أم قدر يستحقه العراقيون. أمتعض المعارض من سؤال الصحفي وأسلوبه المكشوف في أعذار الطاغية صدام وحزب البعث من المسؤولية المباشرة لما حل بالعراق والعراقيين فقال: يبدو أنك لا تعرف الفرق بين القدر والمصيبة. القدر هو أن يسقط نظام صدام والمصيبة أن يخلفه أخر من حزب البعث بمساعدة الطفيليين. لم يفهم مقدم البرنامج ما نوه اليه المعارض فأستدرك المعارض السياسي قائلا: بمعنى أبسط وعلى سبيل المثال لا التشبيه ‚ القدر أن أجد من يستضيفني ليحاورني والمصيبة أن من يحاورني غبي تافه !
يقال في يوم أراد أحد الوزراء الأغبياء التخلص من زوجته الاولى فسأل صدام عن الطرق الممكنة للتخلص منها. قال له صدام أما تقتلها بالمسدس الذي أهديته لك ومن دون أحد يدري أو أن تدس لها السم في طعامها كما نفعل مع من نشك بأمره من البعثيين. ذهب الوزير لداره لقتل زوجته. سأله صدام في اليوم التالي: ماذا فعلت ؟أجاب الوزير متأسفا : لم تمت سيدي. لم تمت. سأله صدام مستغربا: ماذا فعلت؟ قال: لقد جمعت بين الطريقتين سيدي. فقد وضعت المسدس بالشوربة ولم تمت !
-- شاءت الظروف أن يتحرك جيش صدام لتحرير القدس بقيادة البعثي طه ياسين رمضان الى الاردن للمشاركة في تحرير فلسطين. عند الحدود كان صدام يودع القطعات. شاهد صدام وشما لنجمة داود على يد طه الجزراوي فصاح به غاضبا: ما هذا ياكلب؟ فأجاب الجزراوي: سيدي هذا الوشم للتمويه والخداع. فقال صدام: كيف هذا؟ فقال: سيدي اذا خسرنا المعركة ولاقدر الله وقعت أسير بيد الأسرائيليين فسيرون وشم النجمة ويطلقون سبيلي لأعود في خدمتكم. فقال صدام: واذا ربحنا المعركة؟ فأجاب طه ياسين بكل ثقة: سأقطع يدي اذا أنتصرنا !
عندما توجهت قطعات جيش صدام لتحرير القدس الى الحدود الاردنية لتنال شرف المساهمة بتحرير فلسطين أتصل صدام بنائبه عزت الدوري فقال له: يا عزت لقد أصبحت المواجهة حتمية نفذ الاوامر بالحرف الواحد وأرسل للجيش مايكفيه من طعام فلا خيار ألا خيار الحرب. أسرع الدوري بأرسال شاحنات الى الحدود محملة بالخيار
في أثناء الحرب العراقية الأيرانية أتى كبار ضباط صدام وقالوا له: سيدي تره الناس دتسأل وتكول ليش عدي أبن صدام لم يشارك في جبهات القتال كباقي العراقيين؟! صاح صدام على الحماية وطلب منهم أحضار عدي فورا. جاءوا بعدي على عجل فسأله صدام بعصبية: أبني كوول أربعة. أجاب عدي: أغغغغغغغغغغببببععة لعدم مقدرته لفظ حرف الراء. فألتفت صدام لضباطه وقال: حاسديني على هذا المعوق!
ذهب صدام في زيارة لأحدى المدارس القريبة للأطمئنان على براعم ثورته. في أحد الصفوف سأل صدام التلاميذ : هل لديكم سؤال أو أستفسار ياأحبابي؟ رفع أحد التلاميذ الخبثاء يده سائلا فقال: سيدي .. لماذا المعلم يعاقبنا بالضرب المبرح عند نخطأ أخطاء بسيطة ولماذا رجال الشرطة يعاقبون الفقراء بالضرب عندما لايجدون أحد لمعاقبته؟ ضحك صدام بسخرية وقال: ياأبني نحن نضربكم لأننا نحبكم ونحترمكم كثيرا. فأجاب الولد النبيه بخباثة : مع الاسف سيدي ‚ كنت أتمنى أن أعبر لكم عن مشاعري وأحترامي لشخصكم بنفس الطريقة
أستدعى صدام أقزامه الوزراء وكان في حالة عصبية. وعندما دخلوا القاعة صاح بهم: من يبدأ أسمه بحرف الطاء فليجلس ليلقي جزائه أما الباقين فليخرجوا فهم أمنين . بقي في القاعة كل من طه ياسين الجزراوي وطه محي الدين معروف وطارق عزيز وعزت الدوري. صرخ صدام بوجه الدوري وهو المعروف بشدة غباءه : أنت ليش باقي؟ ليش أسمك يبدأ بحرف الطاء؟ فأجاب عزت بصوت خافت: لا سيدي بس جنابك دائما أتدللني وتسميني طرطور.
التعليقات (0)