نقولا مكيافيلى

Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA MicrosoftInternetExplorer4

ولد نيقولا مكيافيلى بمدينة فلورنسا عام 1465  بشمال إيطاليا. وقد كان مفكرا و أديبا  قصاصا ،مسرحيا ،شاعرا.  تولى أرفع المناصب بحكومه جمهورية فلورنسا الحره الشعبيه، وقام بأربع وعشرين سفاره ديبلوماسيه إلى البلاد الأجنبيه والمدن الإيطاليه ممثلا للجمهوريه، كما شارك فى إنشاء الجيش الشعبى وقاده فى عدة معارك ظافره.

وسبب شهرته التى جابت الأفاق حتى الآن هو كتابه ( الأمير) الذى صدرعام  1513ويتكون من سته وعشرون باب فى ثمانين صفحه، وبالرغم من انه كتب بطريقه بسيطه مباشره، إلا أن احد الباحثين يقدر حجم القائمه التى تحتوى على عناوين الكتب والمقالات التى كتبت عنه بأكبر من حجم الكتاب نفسه. وقد وزع فى شكل مخطوط ونسخ مرات عديده، ولكنه لم يطبع إلا بعد وفات مكيافيلى بخمس سنوا ت، و طبع منه عشرات الطبعات وترجم إلى العديد من اللغات فى العشرين سنه التاليه.

وقد ألف نيقولا ميكيافيلى هذا الكتاب لأنه وجد أن عاملين أساسين يعوقا النهضه الإيطالية. أولهما الفشل الزريع الذى كان من نصيب الجيوش الإيطاليه وأرجع ذلك إلى ضعف القادة وجهلهم. أما العامل الثانى فيعود إلى أن غالبية الأمراء ورجال الحكم والكتاب يرون أن الحظ والله يسيطران على مجرى الأحداث فى هذا العالم.

ومن هنا فقد رأى إنه لابد من تأليف كتاب يكون بمثابة دليل عمل للأمير للتعامل مع هذه المعوقات. يبين له كيف يقتفى آثار أولئك العظماء الذين خلصوا أوطانهم ونهضوا بها. كذلك يبين له التدابير والإجرآت الصحيحه التى يتوجب على الأمير القيام بها فى مواجهة الأحداث. وسنتعرض بإيجاز إلى رأيه فى مدى تأثير الحظ، وإلى أحد أهم نصائحه للأمير. وأخيرا لنموذج عن تأثيرالكتاب على أحداث التاريخ :

مكيافلى  والحظ : يقول مكيافيلى  "إن غالبية الأمراء ورجال الحكم والكتاب يرون أن الحظ والله يسيطران على مجرى الأحداث فى هذا العالم. والبشر لايستطعون أن يغيروها وان بذل أى جهود فى محاولة تغييرها لا يفيد " . إلا أنه  يرى ( على عكس الغالبيه ) "ان إرادة الله والحظ يتركان لإرادة الإنسان مساحه كبيره للتأثير على مجرى الأحداث رغم تحكمهما فيها "، وشبه مجرى الأحداث بمجرى نهر قوى التيار،سريع الجريان، عندما يثور ويموج يفيض على السهول، ويقتلع الأشجار، ويهدم الأبنيه، ويفر أمامه كل إنسان. هذا أيضا شأن الحظ  يظهر قوته حيث لم تتخذ التدابير لمقاومته ويستمر فى غضبه إلى أبعد مدى مالم تتخذ الحيطه منه بالسدود والجسورُ. ويستطرد :  ُإذا نظرنا إلى القاده العظام الذين أسسوا الممالك وأرسوا قواعدها فسوف نجدهم جميعا يستحقون الإعجاب.  فإذا إختبرنا حياتهم وأعمالهم سوف نرى أنهم لم يدينوا بشئ إلى  الحظ ، ولكن الفرصه هى التى وهبتهم الماده التى صاغوها فى الصوره التى رأوها مناسبه. فلو لم تكن تلك الفرصه لضاعت قدراتهم هباء، ولو لم تكن قدراتهم لأصبحت الفرصه دون جدوى. وهكذا كان من الضرورى أن يجد موسى شعب إسرائيل عبيدا في مصر يضيمهم المصريون، حتى يصبحوا على إستعداد للسير خلفه لكى يتخلصوا من العبوديه. وكان طبيعى أن يستطبع رومولس البقاء فى آلبا حيا، حين ترك فى العراء يوم ميلاده حتى يصبح ملك روما، ومؤسس تلك الأمه. ومن الطبيعى أن يجد قورش الفرس ساخطين على حكم الميديين، يحلمون بالخلاص. ولو لم يجد تيسيوس الأثينيين مشتتين لما أمكن لقدراته أن تظهر. إذن ، لقد منحت تلك السوانح هؤلاء الرجال فرصتهم، ومكنتهم خصالهم العظيمه من الإستفاده منها، لكى يجعلوا أوطانهم كريمه عزيزه، ويزيدوها فلاحا وسعدا ٌ.

توصية مكيافيلية : "لاشئ أشد ضروره من أن يتظاهر الأمير بتمسكه بالدين. ولدينا مثال فى عصرنا هو فرديناند ملك آراجون الذى ملك أسبانيا حاليا. وإذا نظرنا إلى أعماله فسوف نرى كيف أن راية الدين كانت وراء إنتصاراته العظيمه فى غرناطه فى أول عهده، وقد إستطاع بأموال الكنيسه والشعب والضراوه الدينيه أن يخوض تلك الحروب الطويله التى نصبته ملكا على اسبانيا، ومكنته من طرد المغاربه وإجتثاثهم من مملكته"

وقد أثر هذا الكتاب ( بإعتباره دليل عمل للأمير الشجاع المقدام )  تأثير واسع النطاق على تفكير العديد من القادة عبرالعصورالتى تلت صدورة، فقد كان أودلوف هتلر يضع كتاب الأمير على كمودينو بجوار سرير نومه ليكون فى متناول يده عندما يريد الإطلاع على أي مز وصاياه، كما أن هذا الكتاب كان موضوع رسالة الدكتوراة التى حصل عليها بنيتو موسولينى عام 1924. وسنتعرض بإيجاز لأثره على تشكيل المملكة العربية السعودية حيث انه طوال الثلث الأول من القرن العشرين نجد مكيافيلى قابعا  بالجزيرة العربية، فى كل خطوة خطاها الملك عبد العزيز بن سعود وأبنه الأمير فيصل وهم ينشئون دولتهم الموحدة، تجد التدابير والوصايا الواردة فى كتاب الأميرمنفذة فى الحروب والغذوات كما نجد إستخدام الدين بكفاءة فى التمهيد للغزوات والسيطرة على أبناء القبائل المهزومة، كذلك فى إتقان تنفيذ توليفة التوازن بين سلوكيات الثعلب والأسد فى العلاقة بالرعايا والقادة المحليين والتفاوض والتحالف مع الأطراف المحلية والإقليمية والعالمبة، وفى التوليف بين السخاء والتدبير وبين الإستقامة ونقض العهود.

 وسيتضح سر وجود ميكيافيلى الطاغى هذا إذا عرفنا أن فيليبى رجل المخابرات البريطانى ومستشار الملك عبدالعزيزكان شديد الإعجاب بكتاب الأمير. وقام بعرضه على الملك مما أثار إهتمامه وكلفه بتدريسه لأنجب أبنائه الفتى فيصل وتدريبه على إتقان تنفبذ ماجاء فيه، ويبدو أن فيليبى قد أجاد  تنفيذ مهمته، حيث أصبح هذا الفتى الأمير فيصل قائد الفتوحات الشهيرة لجيزان ونجران وعسير والحجاز، كما صارهو الملك السعودى صاحب اليد الطولى فى إقلبم الشرق الأوسط، وهو الملك الوحيد من ملوك الأسرة المالكة السعودبة الذى تولى الملك بإنقلاب قصر، وهو الوحيد أيضا الذى قتل مطعونا بخنجر من أحد أبناء الأسرة المالكة أثناء مجلسها.

كلما خبا مكيافيلى فى ثنايا التاريخ نجده يطل برأسه هاديا ومعلما ومستشارا لزعيم يطمح فى إنشاء وحكم دولة قوية مستخدما كافة الأساليب التى تمكنه من نيل مراده.

 

 

 

/* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Table Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-priority:99; mso-style-qformat:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0in 5.4pt 0in 5.4pt; mso-para-margin:0in; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:11.0pt; font-family:"Calibri","sans-serif"; mso-ascii-font-family:Calibri; mso-ascii-theme-font:minor-latin; mso-fareast-font-family:"Times New Roman"; mso-fareast-theme-font:minor-fareast; mso-hansi-font-family:Calibri; mso-hansi-theme-font:minor-latin; mso-bidi-font-family:Arial; mso-bidi-theme-font:minor-bidi;}