لا تخلو نشرات الأخبار و الصحف العربية من أخبار و تقارير سياسية عن إسرائيل والتي تُنقل أحيانا من الصحف العبرية التي بتنا نعرف أسمائها، اتجاهاتها وأهم كتابها. ولكن ما لا أستطيع استيعابه هو نقرأ في الصفحات الأخيرة من صحفنا العربية أخبار منوعة ترفيهية منقولة من الصحف الإسرائيلية لا علاقة لها بالقضية الفلسطينية حتى وإن استخدمنا رابط قناة سبيس تون العجيب لمحاولة إيجاد علاقة. أو لعل محررو الصفحة الخيرة استشفوا من خلاله رسالة تريد أن توصلها لنا الحكومة الإسرائيلية بقيادة بنيامين نتنياهو ، إذ يبدو إنهم ينون الإعلان عن استحالة وقف بناء المستوطنات وفقا لهذه المستجدات من أجل توفير مكان لائق للسكن لكل هذا العدد من النسوة المطلقات والذي يبدو إنه في تصاعد بما إن الرجل عازم على الزواج من جديد وبالتالي التطليق مرة أخرى. ومن هنا أتت أهمية هذا الخبر لصحفنا العربية وبالتالي تم نقله عن الصحفية الإسرائيلية الصادرة للعلم باللغة الانجليزية . أعرف إن الصحف تأخذ مثل هذه الأخبار وغيرها من وكالات الأنباء المختلفة، ولكن ألا يجب التدقيق في مصدر هذه الأخبار ؟ أو على الأقل أليس من الممكن إعادة تحرير الخبر بحيث يظهر بوضوح إنه نُقل من وكالات الأنباء نقلا عن صحيفة إسرائيلية عوضا ن عرضه هكذا وكأنه من الطبيعي أن نتداول مثل هذه الأخبار (الطريفة) -والتي تنشر لتعبئة المساحة في الصفحة الأخيرة – من الصحف الإسرائيلية (الزميلة). لا أقصد من هذا الموضوع توجيه اتهامات لأي جهة ،وخصوصا لجريدة الوقت بما إني استشهدت بخبر نشر فيها، فمثل هذه الأخبار منتشرة في مختلف الصحف ، ولكني شعرت بالاستفزاز. فما قيمة الخبر لننقله عن وسائل الإعلام الإسرائيلية ؟ هي هفوة من صحفنا، ولكنها في رأيي هفوة خطيرة ،إذ من الممكن اعتبارها شكل من أشكال التطبيع العديم المعنى أوالفائدة ،و الذي أرفضه وسأظل أرفضه حتى وإن توصلت الجامعة العربية مع إسرائيل إلى إقرار اتفاقية السلام العربية والتي سيكون أحد نتائجها الاعتراف والتطبيع الكامل بيننا مع الدولة العبرية.
طبعا أي شأن إسرائيلي تسلط عليه وسائل الإعلام العربية الضوء يكون من منطلق الاهتمام بالقضية الفلسطينية ومحاولة فهم (الآخر ) أو رصد تحركات ( العدو). وهو ما نفهمه ونؤيده تماما.
مثلا طالعتنا جريدة الوقت البحرينية في صفحتها الأخيرة من عددها الصادر يوم الأربعاء الموافق 30 ديسمبر 2009، بخبر عن رجل إسرائيلي حقق رقما قياسيا بالتطليق للمرة الحادية عشر وذلك نقلا عن صحفية جيروزاليم بوست الإسرائيلية !! يا له من خبر مهم وفريد ومثير للدهشة والاستغراب لدرجة أن تنقله لنا صحفنا العربية نقلا عن الصحف الإسرائيلية .
التعليقات (0)