في البداية دعونا نعترف بما خبأه الزمان وأنكر حقيقته طوال فتره هي عمر الثورة الجنوبية المسلحة التي تلاشى بريقها وكادت أن تنحسر وتندثر بالوحدة والحرب التي أنتجتها واجتهد الجنوبيين طوال الفترة ألماضيه لاستعادتها وانتزاع قيمها ومبادئها السامية .
الحقيقة أن الجنوب مزيج واحد موحد قلما تجدله مثيل في أي من الشعوب ويصعب إظهار تمايزبين, يتسبب فـــي شقاق وان تمايز ففيه الخير والسداد(غير حالات نادرة تم حصرها ) وهذا ما شرت أليه حين ذكرت ألثوره فلم توثر النعرات تحت أي مسمى في تفسخ عقده الاجتماعي وظل الترابط وثيق وينموا ويتأصل وزادته ألثوره تبلورا وإشراقا وطـــــورته نحو سؤدد العيش الكريم ولـــم تسلبه وهــــــــــــــجا اكتساه وبريقا طوال ماضيه .
ولذالك فان محاولة أيجاد وجه للمقارنة مع الشمال فيعتبر ضربا من الوهم رغم هدف الشمال إلى تصدير واقعه المرفوض في الجنوب واستيراد واقع الجنوب للخروج من ألعزله ألضيقه .
والحقيقة التي نتبعها بأولاها, إننا لم نشهد توحدا للمجتمع الجنوبي بكل أطيافه وشرائحه ألمؤمنه بوحدة ترابه الوطني كمثل ماريناه من إعلان النفير حبا ومؤازرة واستبشارا بالهبة المعلنة والتي نرى أنها انتفاضه شاملة تجدد دمــــــــاء الثورة وتأصل أهدافها لا تنتهي إلا باستعادة الدولة كاملة السيادة الوطنية والتراب الجنوبي المحتل وفقا وحدود عقد ألشراكه عام 90مع ألجمهوريه العربية اليمنية .
وبنا على ذلك ما نرجوه ونعول عليه فــــــي تقديري سيطرة قوى ألثوره ومنظمات المجتمع المدني على المرافق والمنشات ألحكوميه وعودتها في كنف وأحـــضان النظام الجنوبي بعيدا عــن الفوارق تحت أي مسمى وجونبتها نهائيا عن النظام اليمني وان ترســـــــم برامجها وتضع آليات تسيدها مساهمة منها في وضع برنامج الدولة المنشودة .
والاهم من ذلك كله ويقع في ألمقدمه الحفاظ على منشات ألدوله ومرافقها وان نحرص كل الحرص على حمايتها من العابثين فمن الطبيعي أن لكل ثوره ثوره مضادة تجيد فن اختلال الأمور ليتسنى لها تحطيم وتدمير الأشياء التي تصادفها طبعا أحيانا تكون بدون قصد إلا أن الأعمال بنهاياتها .
من خلال تجارب الثورة كان النظام فـــــــي كل عمل يراه يقض مضجعه و يقلل من شانه ويتوحد المواطنين في مواجهته يجيد اتقاه الوساطة وخلق بلبله مــــــــن قبيل طلب العودة للكوادر الموقوفة والذهاب إلى صنعاء لأغراض رواتب ودورات لأجل أفـــــراغ الجنوب من الطاقات التي تعطل تقدم خططه ونتوقع وقد عزمنا مضينا في طريق اللاعودة, أنواع شتى من الممارسات وإذا أمعنا النظر والتفكير فإنها عبارة عن فرمات(قوالب) جـــــاهزة لوقت الطلب .
بالمقابل فان المحبطين كثروهم من نواياهم ألطيبه ومــــــعاناتهم وترهلهم سلموا منذ زمن بالأمر الواقع رغم سلامه نهجهم وعدم تلوث أخلاقهم وسلوكهم إلا أنهم اقروا بالاحتلال من باب المخاتلة ويحرصون على عدم إغضاب النظام ويطبقون برامجه ونظامه حرفيا ,وفي هذا مشكلة لابد من انعاشهم وإزالة الغشاوة عنهم فلو كان ثوار الجنوب مسلمين بشرعية النظام ومنفذين لكل أملاءاته ما رفرف علم الثورة في حواري وقرى الجنوب وما استطاع جيلنا أن يعرف وطنه وقضيته وظل محتفظ بشخصيته وكرامته .
ونرى تفاوت المفاهيم وتداخلها مع بعضها البعض رغم قيام كتاب وعلما الجنوب وقادته في تفسير معنى ما أعلن وإصرار البعض على إكسابه معنى الكفاح المسلح ونفورهم حجة مــــــــن الالتزام وإصرار آخرين على اشتمال المعنى على الكفاح هروبا من الالتزام أيضا وما طرح من هبه فهو انتفاضه تترجم آليا وتنفذ برامج ألثوره السلمية وانتقالها من جوف التنظير إلى التطبيق العملي في الميدان والمؤسسات ألجنوبيه .
بسام فاضل 20-12-2013م
التعليقات (0)