بسم الله الرحمن الرحيم
نقطــــــــة نظـــــــــــام 39
الفصل العنصري ضد المدنيين في المساواة بالأجور اليمنية
الاحتلال هو الاحتلال لا يمكن وصفه بوصف يتماشى مع المزاج العام للمجتمع الذي هيمن عليه أوانه يتخلق بأخلاق مجتمع مسيطر عليه واجبره للرضوخ لسلطته.
وإذا تمايز نوعا ما في معاملته وتباينت فإنها دائما مأتاتي في فلك سياسة فرق تسد وتكون خدمة لمشروعه الاستعماري وإلا ما كان احتل البلد واجبره قسرا لسلطته وضمه في أطار سيادته وسياسته ألرسميه التي تمارسها سلطاته أليوميه على شعبه واعتبرته جزء منها .
في كل مره يرى فيها المحتل ثورة مقبله في الأفق تقودها شريحة معينه أو شخصيه رياديه ارتضاها شعبها ومجتمعها ملهمه لنضاله فانه يسعى إلى واد هذه الشريحة أو ألشخصيه وتغييبها كي تتوارى عن عزمها وتخفيف همتها وتثبط تأججها وإغرائها وتهدئتها بشتى وسائل الترغيب الناجعة التي لا ترهق قوته وتقوض حكمه وتحول دون طرده بدلا من وسائل الترهيب التي في العادة مــــــا تكون ملحوظة وعواقبها تنعكس عليه سلبا وتودي إلى إبراز وحشيته وبطشه وإظهاره بالمرفوض والغير مرحب به في البلد المستعمر .
بما أن فئة المجتمع الأكثر تواجدا في منعطفات الحياة اليومية واستشرافا للتاريخ صناعة هي الفئة العاملة المدنية التي انتشارها من الصعب التحكم به وتوجيهه توجيها يخدم الاستبداد وسياسة المحتل وفي مقدورها أن تحدث انقلابا وتطورات سريعة في مجرى التاريخ دون أن يكون هناك مخاوف من تقويض رقيها او تراجـــع عجلة تطورها بأثر فـــــج يكبح المجتمع معطلا وهادما بنائه الذي ابتنته .
إذ أن لا خوف من صيرورة الانتماء لهذه القوى لأنها عندما تتحرك إلى الأمام مضيا فان في تراجعها لا تدك كل ما بنته تدميرا كما ان سيرها لن يكون على حساب القوى الأخرى حـــــــــتى وان كانت مناهضه لها .
كان النظام اليمني في تعامله مع هذه القوى التي سخرها لخدمة سياسة الاحتلال يتراقص معها تراقصا يمكنه التشبث في حراكها فلأتشكل له عائقا من الممكن أن يودي إلى ثورة ينتهي بها المقام إلى اجتثاثه ,فيطلقها عند أوقات الضرورة ويمارس عليها عنصريته وجبروته متى شاء ولا إظهارها أدنى مرتبه من الفئة التي تحمي قوته وتحفظ أمنه وسلامه بقائه ويستخدمها لإلجام الخارجين عن سلطته والمتمردين عليه .
وهـــــــــــــــكذا يسير تارة لتشجيع تلك الفئة وتارة لتشجيه أخرى منذ عشر سنوات خلت تمتعت الفئة المدنية بنوع طفيف من الرخاء الاقتصادي وارتبط ذلك لحاجة النظام لها في إشراكها في الجانب السياسي والاستحقاقات ألسياسيه وإبرازه فـــــــــي واجهة القوى الديمقراطية العربية والعالمية فحازت على قليل من الاهتمام في معاشاتها فقط .
وكان العسكري الفج القادم من أحراش القبيلة والثكنات العسكرية الذي فرض سلطته بقوة القبيلة وقوة الأتباع العسكريون وغدا آمرا على الدولتين الموحدتين حاكما للأولى محتلا للثانية كان خبيرا في ترويض واكتساب القوى ألمدنيه إلى صفه ونجح في اجتذابها إلى الحكم ومنحها حقوقا يمكن أن تقارن مع بعض بلدان الديمقراطيات النامية .
كان ذلك بالنسبة للنظام انفراجا قاده إلى أن يهنئ بسنوات من العيش الرغيد متجنبا لثوراتها وهيجانها في المقابل فان القوى ألعسكريه اغتاظت من ذلك واعتبرته شطحه غير مدروسة ومحسوبة وتجاوز لقدراتها وتضحياتها وشكلت المساواة في الأجور حنقا وغيضا لها .
وشكلت حرب صعده وأبين فرصة لقبض المقابل الذي يفترض أن تميز به عــــــن اقرأنها وكشف التمرد والعزوف عن القتال وبيع الذخائر ومستحقات الجند حقيقة ذلك وساد التذمر حدا بين صفوف العسكر الجند والمستجدون وتولدت لديهم شعورا بالضيم من مساواة مع شرائح المجتمع الأخرى وهم الذين يحمون بقاء شرعيه النظام وينفذون أوامره ويضعون دمائهم في غير موضعها .
أتت ألفرصه مواتيه ومهيأة عقب انقضاء ثوره الشباب وهي الثورة التي قادتها ألمؤسسه ألمدنيه وقواها ألحيه واحتواها قاده الجيش وتصاعد ثوره الجنوب فقد كانت ألرويه ألسطحيه للرئيس اليمني المعين عند تسلمه الحكم السرعة فـــــي كسب ألمؤسسه ألعسكريه وضخ الامتيازات حتى يتسنى له تدعيم حكمه وفـــــــرض نفوذه خصوصا في الجنوب حيث لا شرعيه له بتاتا وتنفيذا لبنود المبادرة ألخليجيه ولعلمه أن كرسيه مرهون بولاء هذه ألمؤسسه له .
الجندي البريطاني الذي تعود إطاعة الأوامر وتنفيذ اللوائح التي تعلمها عن ظهر قلب شده ماضيه العسكري وحلمه في ألعوده إلى ميمات مؤسسته ألعسكريه وأتقن أسلوب المحاباة والتزلف وأشاع الفوارق بين الجيش وأفراده والمدنيين الخارجين عن سلطته من قوى ألثوره ألشبابيه في الشمال والقوى ألجنوبيه ألمؤمنه بفصل الدولتين الشطريتين .
وترتب عليه انخفاض معدل الأجر في المعاش الشهري للموظف الحكومي إلى أدنى مستوياته وبمقارنه مع احتياجاته أليوميه بمعدل 3-1ثلاثه رواتب ربما تلبي احتياجات الموظف لأجل أن يستطيع مسايره الحياة أليوميه والعيش معيشة معتدلة لا توحي بترف فارة او فقرا مدقع .
وحين كان فارق الراتب لحامل شهادة البكلاريوس بزيادة ألف ريال العام 2001م عن رتبه الرائد لصالح الموظف المدني أصبح الفارق ثلاثون ألف ريال يمني لصالح العسكري الحامل لرتبه الرائد ...
حاليا عودلت شهادة الدبلوم والبكلاريوس برواتب الجنود المستجدين وأصحاب ألخدمه الطويلة الذين يشكون إفراطا فـــي الظلم المسلط ضدهم حتى رتبه الملازم المتخرج من الكليات ألعسكريه يتـــفوق على أقرانه من الكليات ألمدنيه.
للموضوع بقيه
بسام فاضل 3-3-2014م
*اليوم صادف العيد39لميلادي
التعليقات (0)