هناك بعض الأشخاص ممن لهم هواية تتجذر على ما يبدو كل يوم، و عشق غريب لكي يفكروا بالنيابة عنك و يستنتجوا بالنيابة عنك و يتحدثوا بالنيابة عنك، ليس بسبب قصور في عقلك أو محدودية في تفكيرك و لكن لأنه ربما لم تصلهم معلومة تقول أنه مادمت تحمل اسما مختلفا عنهم فأنت بالضرورة تحمل عقلا منفصلا عن عقولهم و بالتالي فكرا مختلفا و تركيبة نفسية مختلفة.
و حتى لا أتهم بالعموميات و الكلام الفضفاض و الذي يمكن أن يأول الى ألف تأويل، سأتحدث بكل صراحة و مباشرة... مع رجاء بسيط بعدم فهم ما سأقوله على أنه تبرير أو دفاع عن النفس، كما طالب و بكل نية سليمة الأخ العزيز و المحترم ( زين الدين الكعبي)، لأني لم أشعر يوما أنني أتعاطى من هذا الموقع و بالتالي لست مطالبة بالتبرير لأحد سوى لقلمي و ضميري.
أولا و هذه نقطة يقودني اليها كلام للسيد (نزار النهري) في معرض تعليقه حول موضوع تناول الأوضاع الأخيرة في تونس حيث قال (...المدونون التوانسة أيضا مواقفهم مخجلة فلم أر أحد منهم يتطرق للأوضاع في تونس و لكننا نجدهم شطارا فقك في أوضاع العراق... ). و بما أني أعلم أن السيد (النهري) كان يقصدني أو كنت من بين من قصدهم، فليسمح لي بقول التالي:
كما قلت لغيرك سابقا أنني لا أتصور انك في موقع يسمح لك يتوزيع "صكوك الوطنية" كما يوزع غيرك صكوك العروبة و الإسلام و الإنسانية.....حتى تطالب بما أبرر به قلمي أمامك أو أمام غيرك.
فكون أنك لم تقرأ هنا تعليقا أو موضوعا يتناول ما حدث في تونس فهذا لا يعطيك "كارت بلانش" لقول ما تشاء، و بما أني أعلم أنك شخص معتز كثيرا بعقله و لكن اعتزازك ذلك لا يسمح لك باطلاق الإستنتاجات يمنة و يسرة بالنيابة عن الآخرين لان عقلك ذاك لا يستطيع أن يجزم أن ما تراه هو الحقيقة النهائية.
أنا في الواقع لم أرى أهمية كبرى في أن أناقش معك البطالة في تونس، خاصة تلك التي بين صفوف حاملي الشهادات العليا، أو أناقش مدى جدوى القروض التي تمنح لهم قصد المساعدة في انشاء مشاريع صغرى أو متوسطة، أو مدى وجاهة ما يعرف بــ "التشبيب" في الإدراة التونسية و اللجوء الى التفكير الجدي في سياسة التقاعد المبكر كحلول ممكنة للحد من ظاهرة البطالة، أو أن أناقش معك الوضع المخجل للإعلام الحكومي التونسي.
لأني عندما اريد أن اناقش أمر ما اريد أن أصل في نهايته الى حلول ممكنة و هذا ما أنا مقتنعة أنه لن يوفره لي النقاش معك، لذلك يا سيد (نهري) ألجأ الى مواقع تونسية نعلم جيدا نحن كشباب تونسي أنها متابعة بشكل جيد جدا من قبل الحكومة و لذلك أنت لم تقرا هنا أفكاري في ما يخص ما يحدث في تونس.
ثانيا و هذه النقطة يقودني اليها كلام للسيد (أزهر مهدي) حيث قال في تعليق على موضوع لي بعنوان( المشهد في عراق اليوم) التالي( ...لن أفرض عليك تناول ما يخص بلدك و لكن أنا لا أقبل التحريض على بلدي). و هو كان رد على كلام لي بانني أختار بعناية أين و مع من أناقش مشاكل بلدي.
فهو كمن يقول لي أنه لن نناقش معك ما يجري في تونس و بالمقابل انت لا تناقشين و لا تتناولين ما يجري في العراق!!!!!!!.
يعني السيد (مهدي) وضع العراق و تونس في نفس الحالة، و مارس على هذا الأساس ما أستطيع أن أسميه بــ(الإرهاب الفكري).
لذلك هذه المساومة غير مطروحة للنقاس بالنسبة لي و سأظل أكتب في الشأن العراقي حتى يتحرر الشعب العراقي من المحتل الأمريكي و الإيراني.
فلكما و لمن يحمل نفس فكركما...عندما انشات مدونتي هنا كنت اعرف بالضبط ما اريد من خلالها و ما النفس الذي اريدها ان تنشره، و اعتقد ان شخصين بمثل توجهاتكما لن يصلهما ما اردت قوله هنا، و أنه أبدا لم يكن ارضائكما و لن يكون منايا و غايتي، و أنكما لم تصبغا عليا المصداقية بداية حتى تنزعانها عني نهاية... و من يلعب بالمياه الراكدة ستصله حتما بعضا من سمومها و روائحها الكريهة.
التعليقات (0)