مواضيع اليوم

نقطة نظام مع إيران

sibrata yoba

2009-03-15 14:12:35

0

نقطة نظام مع إيران

جواد الغليظ

صراحة الأمور بالمغرب منذ أن تولت العائلات الفاسية إدارة حريرتها أضحت لا تبشر بالخير، لان هذه البلاد تعيش على قشرة بيض رقيقة لا تتحمل الثقل الكثير الذي تكلفه إياه هذه الحكومة، منذ أسبوع قام علي اكبر ناطق نوري العضو في مجلس تشخيص مصلحة النظام بوصف البحرين مؤخرا بأنها المحافظة الإيرانية الرابعة عشرة تاريخيا. وقد كان رد الدولة المغربية قاسيا على إيران مقارنة مع ما تعيشه الدولتين من اضطراب سياسي/حدودي مفتعل، المغرب من جهة الصحراء المغربية، و إيران من جهة أمريكا، من ناحيتنا نحن وفي هذه المرحلة لسنا بحاجة إلى فتح جبهات سياسية ودبلوماسية مع دولة قوية مثل إيران قد تؤدي بها كما فعلت جنوب إفريقيا إلى معاقبة المغرب باعترافها بالبوليساريو، لا لشيء إلا أن تدخلنا في أمور حقيقة تعبر عن قناعة مفادها أن دعم المغرب للبحرين كما صرح وزير الخارجية المغربي على انه تدخل  يفسر "حرص المملكة على الشرعية الدولية وعلاقات حسن الجوار بين الدول وتضامنها الكامل مع دولة شقيقة عضو في الأمم المتحدة وناشطة في "الجامعة العربية" وبتحفظ مني على هذه الأخيرة. و ردة فعل كهذه لها دلالات واضحة موجهة للمجتمع الدولي حول ما تعيشه قضية الصحراء المغربية مع الجزائر.

أنا لن أعلق على موقف الملك حول هذه الأزمة القائمة بين البحرين وإيران بل سأعلق على الأزمة التي ولدت بين المغرب وإيران إبتداءا من اليوم ولكي أحصن نفسي من لالة عكاشة، سأخوض في أمور نؤمن بها جميعا وهو حقنا في حرية التعبير وندلي برأينا في هذا الموضوع لان الصحراء المغربية قضية كل مواطن مغربي وليست حبيسة إدارة معينة وشخص معين ولان هذه الأزمة تؤدي بإيران إلى ما يحمد عقباه فلابد أن نتريث ونأخذ العبر من الماضي الدبلوماسي الذي عاشه المغرب في مثل هذه الحالات وسنأخذ الهند التي اعترفت بالبوليساريو اثر خطأ دبلوماسي والذي استغلته الجزائر لتدفعها إلى الاعتراف بالبوليساريو على سبيل المثال.

الكل يتذكر السيد العربي ملين السفير الذي عينه الحسن الثاني في الهند والمدير العام السابق لصوناصيد الذي أنشاها وأرسى هياكلها بالناظور  لأول مرة بعدما كان مهندسا و نائبا للمدير العام للكتب الشريف للفوسفاط. والذي انتهت به الأمور كدبلوماسي إلى الهند والتي لم بيرح فيها أكثر من أربعة سنوات حتى اعترفت الهند بالبوليساريو، وليس بسببه كما يبدو لكن بسبب خطأ دبلوماسي غابت فيه البروتوكولات التي تجب على كل دولة استخدامها لحفظ مصالحها فيها، خصوصا وأن الجزائر دائما تحل أينما حل توتر بسيط بين المغرب ودولة ما لتجبراها بطرقها الخاصة على الاعتراف بدولة المرتزقة بالصحراء، وهذا ما وقع تماما عندما اغتيلت انديرا غاندي ولم يحضر أي شخص من المغرب في جنازتها. تبعتها موقف معاكس اتخذه ابنها غضبا على عدم حضورهم في جنازة أمه وكانت نتيجته الاعتراف بالبوليساريو ضربت كل مجهودات ذلك السفير في عرض الحائط.

خطأ آخر كان على وشك أن يؤدي بعلاقات المغرب مع اسبانيا عندما افتتحت الحكومة الاستقلالية باحتجاجها على زيارة الملك الاسباني للمدينتين المحتلتين باندلاع بوادر أزمة اسبانومغربية، تم إخمادها بأعجوبة، وخطا ثاني آخر أرتكب مع فنزويلا مؤخرا، هذه الدولة التي كان من المنطقي محاباتها لقطع علاقاتها مع البوليساريو وليس معاقبتها وسحب الدبلوماسيين منها وتأزيم العلاقات مع من جديد خصوصا في هذه الفترة الذي يبذل فيها نوع من المجهود الذي يريد من خلاله حل عاجل لفضية الصحراء.

طبعا سنتساءل جميعا عن موقع الصحراء المغربية في استدعاء المغرب القائم بإعمال المملكة في طهران للتشاور من اجل الاحتجاج على "عبارات غير مناسبة" من إيران، فبكل بساطة نريد أن نقول للقائمين والمسؤولين عن الدبلوماسية المغربية في الخارج، نحن كمغاربة بعيدين كل البعد وغنيين كل الغنى على ان نخسر أو نربح طرفا في جل قارات العالم وأنا كمغربي أمازيغي لدي موقف واضح من ما يقع في الشرق الأوسط من توتر لا يخدم مصلحة بلادنا لا دولة ولا شعبا، وموقفي نابع من قناعتي أن تلك الدول ان كانت تنتظر منا تضامننا معها لحماية حدودها من إيران التي أصبح إسرائيل الأولى بعد ان صنفوا إسرائيل الأخرى في الدرجة الثانية في نظر العرب، وإن كانت حقا مقتنعة من مما تؤمن به لأجبرت ولاتخذت موقفا واضحا وحازما بل عاجلا من ما تفعله الجزائر بالوحدة الترابية المغربية بعلاقاتهم وبترولهم وحتى بجامعتهم العربية العنصرية التي فضحتهم مؤخرا في ذلك المؤتمر الذي انسحب به أردوغان التركي، لكن كما عبروا عن موقفهم المحتشم دائما والسلبي الغير المجدي معنا فما هو ربحنا من أن نخسر علاقة دولة قوية فرضت نفسها باعتراف أقوى الدول في العالم على دويلات نعامية على وزن النعامة كناية على تعبيرها الصريخ من وحدتنا.

صراحة هذه الأمور عجيبة جدا وغير مفهومة، لم يمر على لقاء السفير الإيراني مع رئيس مجلس النواب إلا أسابيع والذي صرح فيه المنصوري على أن إيران بحاجه إلي الطاقة النووية لتحقيق التطور والازدهار لشعبها. وقال ان المغرب تخالف الدول التي تضع العراقيل أمام تقدم إيران وازدهارها. هذا اللقاء الذي أشار إلي آخر المستجدات في علاقات البلدين وأعلن فيه السفير الإيراني استعداد الجمهورية الإسلامية الإيرانية لتنميه العلاقات مع المغرب علي جميع الأصعدة، وانقلبت إلى أزمة غير مباشرة بعد هذا اللقاء مباشرة وإلى ما حصل هذا الأسبوع من تصاريح واستدعاءات للسفراء والله أعلم بما سينتهي هذا التوتر، ونخاف من إيران أن تكون صيدا ثمينا للجزائر مثل الدول الأخرى ويزيد البوليساريو دعما دوليتا جديدا على حساب دبلوماسيتنا الغير الواضحة المعالم.

 

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !