مواضيع اليوم

نقد الاعجاز العددي للقران الكريم

ابورفاد العليي

2011-05-15 13:53:27

0

 الارقام والحروف مثل شبكة الطرق اومثل شبكة اسلاك الكهرباء ، فكل الطرق ترتبط ببعضها وكل الاسلاك ترتبط ببعضها ،كذلك الحروف والارقام ترتبط ببعضها ،فما من رقم الا ويربطك برقم اخر وهكذا الى ما لا نهاية ، والارقام في حقيقتها ليست سوى تسعة ارقام وهي 1-2-3-4-5-6-7-8-9 بالاضافة الى الصفر الذي هو ليس برقم ولكنه يتزاوج مع الارقام ، وهذه الارقام التسعة هي التي تتكون منها كل الارقام مهما قلت او كثرت لذلك ، لذلك بعد رقم 9 يأتي رقم 10 وهو تزاوج بين 0 و 1 لذلك  ثم 11 وهو تزاوج بين 1 و 1 وبذلك تعود الدائرة الى رقم 1 من جديد ثم رقم 2 وهكذا دوائر لا نهائية ، لذلك تتولد علاقات رقمية وخواص عددية لا حصر لها وهذا ما استغله دعاة الاعجاز العددي في القرأن الكريم وادخلو الكتاب الكريم في متاهات رقمية واحصائيات عددية لا قرار لها ، علما بأني قرأت لاغلب فطاحل هذا الفن والذين اصبحو يمثلون ( الكابالا) الاسلامية (ونحن نعرف ان الكابالا فرقة يهودية تبحث في الخواص العددية وتعتمد على حساب الجمل ) وهذا بالضبط ما يفعله (اخواننا ) الذين لا هم لهم سوى البحث في الخواص العددية في القران الكريم ويطلقون على ذلك تسمية (الاعجاز العددي ) ليقفزو على مصطلح الخواص العددية ، ومثلما استطاع يهود( الكابالا)  استخراج العديد والعديد مما يظنونة اعجازات عددية في التوراة بل وحتى في التلمود ، كذلك فعل الباحثون  عن الاعجاز العددي في القرأن الكريم واستخرجو العديد والعديد من العلاقات العددية وسمو ذلك بالاعجاز العددي ، فمثلا ما عليك سوى البحث في جوجل عن شفرة الكتاب المقدس لتجد العديد والعديد من الاستخراجات العددية والحرفية حتى ان هناك من ادعى انه استخرج من التوراة تنبؤات عن احداث الحادي عشر من سبتمر قبل وقوعها ، فخرج علينا بعد ذلك احد المقلدين المسلمين ليستخرج لنا نفس النبؤة من القران الكريم وبالتحديد من سورة التوبة، والغريب ان النبؤة في التوراة تصف العمل بالتخريبي وتصف الفاعلين بالمخربين وتنتقد الفعل وفاعليه  ، اما النبؤة التي استخرجها الباحث المسلم فهي على العكس تمتدح الفعل وتصف الضحايا بانهم في جهنم ، وهكذا فأن كل نتيجة من نتائج الاعجاز العددي لابد وان تتوافق مع ميول الباحث ، وحتى مع طائفيته في بعض الاخيان  ، فأن كان الباحث يهوديا فالنتيجة دوما ستكون يهودية ومتوافقة مع اعادة بناء الهيكل ، وان كان الباحث مسيحيا ، فالنتيجة ستكون مع الاب والابن والروح القدس ، اما ان كان الباحث مسلما ،فان كان سنيا فالنتيجة دائما مع ابي بكر وعمر ، اما ان كان شيعيا فالنتيجة ستكون استخراج ولاية على من هذه الاعجازات ، واليك بعض الامثلة الموجزة والمختصرة ، فمثلا احد المسيحيين توصل بعد حساب الاعجاز العددي للحروف المفرقة في اوائل السور في القران الكريم الى هذه الجملة وهي ( أن يسوع المسيح هو ابن الاله) وهذه هي طريقة حسابه

أن الحروف (الم) وردت فى 6 سور وأن مجموع هذه الحروف الثلاث بحساب الجمل يساوى = 71

واذا ضربنا 71 فى 6 مرات (أى عدد السور التى وردت به هذه الحروف) فيكون الناتج هو = 426

 (يسوع المسيح هو ابن الإله) تعطينا نفس الرقم 426 باستخدام حساب

 

 وعلى نفس المنوال استخرج لنا حضرته بعد البحث في حروف اوائل السور هذه الجمل

o        الاب والابن وهما اله واحد

o        وهالكلمة صار جسداً وحل بيننا ورأينا مجده لوحيد من الاب

o        يسوع هو ابن الاله الوحيد

o        يسوع المسيح هو الفادى

5-المسيح الهي

 

وهذا طبعا باختصار شديد ولم اتطرق الى الكثير من التفاصيل لعدم الاطالة ،  وبما ان الباحث هنا كان مسيحيا فأن نتائج الاعجاز العددي كانت مسيحية بامتياز وكارثية على المسلمين فلو انتقلنا الي احد الباحثين الشيعة في الاعجاز العددي فسنجد ان اكثر الباحثين الشيعة في هذا المجال استخرجو من نفس الحروف هذه العباره وهي (على صراط حق نمسكه ) لنكتشف ان الاعجاز العددي لنفس الحروف ترك المسيح والوهيته واستغنى عن مقولة المسيح الهي ونطق بعبارة جديدة تماما وهي (علي صراط حق نمسكه )  وهنا نلاحظ ان الاعجاز العددي لم يغيّر مذهبه فحسب بل غيّر دينه بالكامل وعقيدته 180 درجة مع الاخذ في الاعتبار ان الاعجاز هنا كان في نفس الحروف ، فسبحان من قلب الاعجاز العددي من  الاعجازالمسيحي حتى النخاع الي الاعجازالشيعي الكامل (وعجبا !)

ومن اهم رموز الكابالا الاسلامية الذين قرات لهم الكثير من البحوث في هذا المجال المهندس عدنان الرفاعي وهو غني عن التعريف وهو احد اقطاب هذا الفن وبرغم اعجابي الشديد بابداعاته الرائعة في تفسيرة لكثير من الايات بطريقة مختلفة ورائعة ومتطورة الا اني اعيب عليه الانزلاق الى عالم الاعداد والحروف وهو انزلاق خطير يغرق صاحبه في بحر الاحصائيات اللا نهائية ، وكذلك الاستاذ عبد الدايم كحيل والاستاذ عبدالله جلغوم والاستاذ بسام جرار والاستاذ مراد الخولي وطبعا من قبلهم (زمنيا) الاستاذ عبد الرزاق نوفل .فهولاء هم علماء الكابالا الاسلامية ووصل بهم هذا العلم الى تحديد نهاية دولة اسرائيل وذلك في عام (2022) ميلادية (مع احترامي لمكتشف الفارق بين العام والسنة) بل ان الامر وصل حتى الى تحديد موعد يوم القيامة وبدقة تامة متفوقين بذلك حتى على انبياء الله الذين لم يستطع احد منهم ان يحدد متى هو ، ولم يتجرأ احد منهم على اعلان موعد له ، لكت هاهم علماء الكابالا استطاعو تحديده بكل ثقة  وهو عام (2111) ، ولهم العديد والعديد من البحوث والمقالات ، واغرب ما يقولونه ان رسم الكتاب كما هو اعجازي وهم يعتمدون في احصائياتهم على الرسم كما هو ويقولون لو ان الكلمات في القران تم كتابتها بالصيغة الصحيحة لما  جاءت هذه الاعجازات العددية ! وهذا قول عجيب غريب ! فهل الله اراد ان تكتب الكلمات بطريقة خاطئة من اجل الحصول على معجزات عددية ؟ وهم طبعا يتجاهلون ما قاله عثمان بن عفان عن خطأ الكتاب الذين كتبو القرأن ، وكذلك ما قالته السيده عائشة عن خطأ الكتّاب الذين كتبو القرأن !

واذا نظرنا الى احد رموز هذا الفن واحد اقطابه وهوالاستاذ المهندس عدنان الرفاعي سنجد مثلا ان المهندس عدنان الرفاعي احصى حروف سورة نوح فوجدها 950 حرفا وهو ما تطابق مع عدد مكوث نوح في قومه وبرغم انك لو احصيتها ستجد انها ليست 950 حرفا ، الا ان المهندس عدنان الرفاعي اكمل العدد ببعض الهمزات ليصل به الى 950 حرفا ويتطابق مع ال 950 سنة ، لكن باحث اخر في الاعجاز العددي اكتشف ان مكوث نوح في قومه لم يكن 950 سنة بل 1000 وذلك بعد اكتشافاته الاعجازية عن الاختلاف بين كلمة سنة وبين كلمة عام ( التي لم يكتشفها كل علماء اللغة طيلة هذه السنين حتى فتح الله على حضرته فاكتشف لنا ان كلمة عام تختلف عن كلمة سنة تمام الاختلاف !!! ) وبذلك يتناقض اعجازه اللغوي مع اعجاز المهندس عدنان الرفاعي العددي ، فأي الاعجازين اصح؟ ولوانتقلنا الى عالم اخر من علماء هذا الفن وهو الاستاذ مراد الخولي ، وبما انه من القرأنين الذين لا يؤمنون بالاحاديث فلابد ان اعجازه العددي سيكون على مذهبه ايضا ولن يؤمن بالاحاديث ، ومن ذلك اكتشافه بواسطة الاعجاز العددي ان لفظ الشهادة لا يتكون الا من مقولة لا اله الا الله ، اما كلمة محمد رسول الله فالاعجاز العددي اثبت بطلانها ، وبذلك يتوافق مذهب الاعجاز العددي للاستاذ مراد الخولي مع مذهب مراد الخولي نفسه (وعجبا ! ) ،  ومن اغرب ما يقوله الاستاذ مراد الخولي ان الرقم الذي لايقبل القسمة رقم خبيث وقدم مثالا لذلك كلمة الكفر حسابها 331 وقال انه رقم خبيث لا نه لايقبل القسمة مثله مثل رقم ابليس وهو (103)! والاستاذ مراد الخولي بذلك وضع تفسه في ورطة لا يدري كيف سيخرج منها ان علم مثلا ان حساب اسم الرحيم هو(289) لا يقبل القسمة فهل اسم الله الرحيم رقمه خبيث ؟ ايضا اسم الله العليم حسابه هو (181) لا يقبل القسمة فهل هو رقم خبيث ؟  كذلك اسم الله السميع حسابه (211) لا يقبل القسمة فهل هو رقم خبيث ؟ والعظيم حسابه (1051)  لا يقبل القسمة فهل هو ايضا رقم خبيث ؟ والعديد من اسماء الله المباركة لها ارقام لا تقبل القسمة فهل خبيثة ؟(عجبا ) ! ونرى الاستاذ مراد الخولي كيف يكتشف مثلا بواسطة الاعجاز العددي ان اصحاب الكهف سبعة وثامنهم كلبهم بل انه اكتشف حتى طريقة دفنهم ،وذلك لأن الارقام التي ذكرت في هذه القصة كانت 8 ارقام منها رقم ليس من نفس الجنس وهو رقم 300  في قوله (ثلثمئة سنين وازدادو تسعة )  والغريب ان الاستاذ مراد الخولي يقول ( لو ان الله قالها بالصيغة الصحيحة لخرجت النتيجة خاطئة ) وهذا قول غريب جدا فهل الله لم يقلها بالصيغة الصحيحة ؟ سبحان الله !  وبالرغم من ملاحظاتي على طريقته الا انني لن ادخل في تفاصيله بل سأقدم له طريقة توفر عليه المجهود وهي اوضح واكثر اختصارا من طرقه المعقدة الطويلة ،وهي ان كلمة (اهل الكهف) مكونة من 8 حروف ، منها سبعة حروف من الحروف الواردة في الحروف المفرقة في اوئل الصور وهي (ا ه ل ا ل ك ه ) اما الحرف الثامن فهو حرف (ف) ليس من حروف بدايات الصور (اي سبعة حروف من جنس والحرف الثامن من جنس اخر ) ونحن نعرف ان اصحاب الكهف سبعة من جنس البشر  والثامن كلب من جنس اخر، فما رأيك يا استاذ مراد الخولي في هذه السهولة مع الوضوح التام ؟ اليس هذا اعجازا اقوى بكثير من محاولاتك المعقدة في الحساب ؟ الا يوفر لك هذه الاكتشاف المجهود الكبير الذي تبذله حضرتك في الاحصاء والعد ؟ لكن الذي لا تريد اكتشافه انت وبقية الباحثين عن الاعجاز العددي ان هذا من خواص الحروف والاعداد ولا علاقة له بالقرأن الكريم ، فمثلا كلمة اهل الكهف ليست حصرية على القرأن والخاصية في الكلمة نفسها سواء جاءت في القرأن او في الانجيل او حتى في قصيدة شعر ، مع العلم بأني استطيع ان افند كل مقالاتهم وبحوثهم ، لكني لا اريدأن اغرق معهم في بحور الارقام والحروف وهي بحورعميقة  لا قرار لها , لكني سارد عليهم جميعا في رد قوي وقاطع وواضح وسيشملهم جميعا وعليهم بالبحث فيه جيدا ليراجعو انفسهم ، وهذا الرد سيكون باخذ معلقة من معلقات الشعر وبشكل عشوائي واستخراج الاعجازات العددية التي تحتويها تلك القصيدة ، ليكتشفو ان الاعجاز العددي ليس اعجازا عدديا وما هو الا خواص عددية موجودة في كل النصوص بالطبيعة ،وسيكون ذلك ابلغ رد على ابحاثهم لعلهم يقتنعون ،  ولذلك اهدي لهم هذة المقالة وهي ( الاعجاز العددي لمعلقة لبيد بن ربيعة ) ( فاضغط على الرابط لتقرأها

 

 ابورفاد العليي الكناشي السليمي القيسي 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !