لقد دخل السلفيون لحلبة السياسة بعد الثورة ولكن اللافت للإنتباه أنهم يتعلمونها بسرعة ، ودخولهم فى لعبة وممارسة السياسة بآلياتها سيفيد مصر ككل قبل أن يُفيدهم ، ولكن هناك ملاحظات فى المشهد المصرى يجب ملاحظة بعضها ، فهناك موقع على الفيس بوك بإسم شبكة "سلفى" يتابعها حوالى مائة ألف شخص وهى شبكة إخبارية كما تقول صفحتها ، وكتبت الشبكة خبراً بعنوان ( الروائى الفاشل علاء الأسوانى: أبوالفتوح أصبح مرشح 70% من السلفيين يبقى لن أرشحه ) فعلقت مباشرة على هذا الخبر بالقول ( كيف عرف الأدمن ـ كاتب الخبر ـ ان الأسوانى روائى فاشل .. هل هو مثلا ناقد روائى عتيق مثل الشيخ الراحل سيد قطب فى بداية حياته والذى إكتشف موهبة نجيب محفوظ .. فعلا نحن نحتاج ثورة لتحرير العقول والأفكار ، وإستخدام الإسلام وإحتكاره وكأن من ينتقد شيخ أو مستشيخ وكأنه إنتقد الإسلام ، فرقوا يا سادة بين الإسلام وبين الأشخاص) وبعدها بلحظات تم حذف كلمة "الفاشل" من العنوان ، وأبديت سعادتى فى تراجع المسئول عن الصفحة عما كتبه مستنداً لرأيه الشخصى الذى لا أتفق معه فيه وقلت أن د. علاء الأسوانى يعرض شخصيات قد نجدها فى المجتمع وعلى من يظن أن المجتمع خالى من تلك الشخصيات فهو إما أعمى أو يتعامى ، فالراوى يختلف عن شخصيات رواياته ولا يجوز أن نختصره فى أشخاص رواياته كما لا يجوز ان نختصر الإسلام فى أشخاص مهما كانوا طاهرين ومُحترمين .
ومقولة د. علاء الأسوانى تكشف لنا شيئاً هاماً لو إنتبهنا له وهو أن هناك نسبة إتفاق بينه وبين السلفيين تصل لسبعين فى المائة ، فهو أيد ـ أو كان يؤيد ـ أبو الفتوح وجاء السلفيون وإتفق 70% منهم فى تأييد د.أبو الفتوح إذاً هناك نقاط تلاقى كثيرة تصل لدرجة "الجيد المرتفع" بين الأسوانى ـ والذين معه ـ وبين السلفيين ، فأغلب مؤيدى د. البرادعى ـ الذى يصفه السلفيون بأنه علمانى كما يصفون د.علاء الأسوانى ويصفون كثير من السياسيين المحترمين بذلك الوصف الذى يتساوى عند غلاتهم بالكفر وإن كانوا لا يقولونها صريحة ـ يكونوا هم أول من يقوم بتأييد د. أبو الفتوح بعد إنسحاب د. البرادعى فهذه تحتاج دراسة وتأمل ، أليست نقاط التوافق تلك تستدعى منا جميعاً أن نحاول ترشيد الصفات التى نطلقها على بعضنا البعض ونحاول أن نعيد دراسة أفكار بعضنا البعض ، وأن نبتعد عن تلك الأفكار المغلوطة التى تُفرقنا ولا تجمعنا ، والأهم إعادة المسميات الصحيحة ونلغى مقولات "المرشح الإسلامى" لنقول "المرشح الرئاسى" لأن جميع المرشحين مسلمين ليس فيهم كفار ! ، وأن نلغى كلمة "السلفيين" لأن المصريين كلهم سلفيون ، ولا نضع الليبرالية وهى مجرد فكر سياسى وكأنها شريعة ضد الدين الإسلامى مع أن كثير من المفكرين يؤكدون أن الدين الإسلامى دين ليبرالى ، ونتسائل لماذا لا نأخذ من الليبرالية والعلمانية ما يناسبنا "بما لا يخالف شرع الله" ، مشكلة الغلاة محتكرى التحدث بإسم الإسلام أن نصفهم يعتقد أنه ورث مصر من النظام السابق وكأنها الدولة الكافرة والنصف الآخر يعتقد أنه ورث مصر وكأنها ـ وعذراً ـ الدولة العاهرة ! ، ومشكلة الليبراليين بعد تحولهم لتأييد د. أبو الفتوح أنهم سيتحولون لأرقام تصب فى خانة كل من السلفيين أو المنشقين من جماعة الإخوان المسلمين .
التعليقات (0)