كنت في نقاش الأسبوع الماضي مع بعض الإخوة حول موضوع الساعة " دخول المرأة مجلس الشورى و المجالس البلدية " .. فقلت للمعارضين منهم : هل تعتقدون أن الإسلام كان مقصورا على حالات العرب الساذجة ومعنيا بها فقط , بحيث لا يكفي لهذا الوضع الجديد علينا .. بمعنى ان المجتمعات الأخرى المسلمة التي تطبق مشاركة المرأة في الحياة السياسية هي خارجة عن الدين , والأمثلة العربية كثيرة حولنا , والإسلامية كذلك .. أن الإسلام جاء الي العالم بطريقة كاملة في المعاش و المعاد , وقانون شامل لأمور الدين والدنيا , إلا أن ذلك في المبادئ والأصول وهو ما يطلب من كل قانون عام ونظام شامل , وهو يتماشى مع عادات وتقاليد كل الشعوب , على ان لا تتعدى حدود الله وهي الكليات هنا , أما التفاصيل و الجزئيات تترك للقائمين بالفهم و التنفيذ , مستلهمين روح الدين ومقاصد الشريعة .. هب إن الصين بكامل سكانها اعتنقت الإسلام , فهل هم ملزمون بإخراج المرأة مثلا من المحافل السياسية , أو إلزامها بلباس غير لباسها التقليدي ؟ طبعا هذا مستحيل .. وقس على ذلك ما شئت من الحالات .
يجب ان تتسع نظرتنا لهذا الدين الحنيف , وان لا نخلط بينه وبين بعض العادات و التقاليد المورثة , او ما جاء في كتب كتبت في عصور الاضمحلال العلمي و المعرفي , حيث كان كل تركيزها على تفصيل التفاصيل حتى أصبحت كالثوب الذي لا يمكن أن يلبس إلا لشخص واحد بمقايسة الخاصة به وحده .. فمن الضروري أن نفهم أن هناك أحكام عبادات لا مجال للعقل الإنساني التدخل به , أما المعاملات فهي أمور دنيوية , وأحكامها تساير ما يكون من أحداث وعلاقات لا تزال تجد وتتابع و تتغير في هذه الدنيا , وتختلف من مجتمع لمجتمع أخر , وهذا هو بيت القصيد في موضوع تطور معاملات استجدت علينا في مجتمعنا ,وهي غالبا تكون المرأة محورا فيها , وهذا أمر ليس بمستغرب , فقد تطور العالم في الحقبة الخيرة تطورا جعل الجميع يقف مشدوها أمام كثير من المستجدات , وهذا معناه ان لنا في الاجتهاد فيها , ما دمنا نسير دائما في فلك القران المحكم وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم , الذي قال " انتم اعلم بأمور دنياكم "
والله من وراء القصد
عبدالعزيز بن عبدالله الرشيد
التعليقات (0)