الحمد لله حمدا كثيرا مباركا موصولا بالدعاء له جلة قدرته بان يشرح صدورنا وييسر أمورنا ويحلل عقدة من لساننا جميعا.
إما بعد :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لكل غادر لواء يوم القيامة يقال هذه غدرة فلان
والغدر خيانة ... وخيانة الامانة خيانة ...وخيانة القضية خيانة ..والقائمة تطول .
والشورى في الأمر واجب مقدس حث عليه الله ورسوله ومن البديهي بانه إن اجتمع اثنان على امر معين وغاب احدهما فالآخر كفاه ، وان حظر رعاه فيه فلا يحكم دون حكمة ولا يستفرد برأيه دون مناظرته ، ويحفظ عليه حقه ولا يخونه فيما عز أو هان من أمره .
لقد انطلقت في الفترة الأخيرة صيحات الشكوى والمعاناة من شتى افواة موظفي أمانة عمان الكبرى على اختلاف مسمياتهم الوظيفية وتسلسلهم الإداري لما كابدوه طيلة سنوات مضت من هضم للحقوق وشخصنة للمناصب وفساد إداري ومالي وغيرها الكثير من ضروب الظلم والاضطهاد ... وكثر شاكوها وانعدم شاكروها ، وقد كان جلياً الغياب المطلق لأي منظومة تتبنى تلك المعاناة وبأي شكل أو صوره .
وفي خضم هذه المطالبات وتلاطم أمواجها تفتقت السماء فظهر ما يسمى نقابة لموظفي أمانة عمان فشخصت الأبصار نحوها فوجدتها ترتدي ثيابا رثه بالية ..وبادية على وجهها خطوط الشيخوخة وقدمت نفسها بأنها النقابة المزعومة جالبة معها ما يدلل على صدق افتراءها من شخوص وأعضاء وقوانين لتنصب نفسها متحدثا باسمهم ومفاوضا عنهم ومطالبا بحقوقهم بزيف فاضح وعلن جارح .
فحسب ادعائها أنها ولدت بعملية قيصرية في عام 1985 وأعضائها ما يقارب ال600 شخص .
فأي نقابة تلك التي يزيد عمرها عن ربع قرن بقيت فيه حبيسة الأدراج في مكاتب مهملة في مستودعات أقفالها صدئه أكل عليها الزمان وشرب... وأي نقابة بهذا العدد من الأعضاء تمثل موظفين يزيدون عن عدد أعضائها بأضعاف الأضعاف واي نقابة تلك التي يجهلها طاقمها وكادرها طوال هذه السنوات .
فلم يكن هؤلاء الموظفين المسحوقين قد بشروا بها من قبل فلم يكونوا يتجاهلونها بقصدهم او من غير قصد أو يجهلوها لجهلهم وعدم معرفتهم بشؤونهم ، بل هي المجهولة الهوية الوهمية الأصل والفصل لا بل أنها نسج خيال بخيوط سوداء في ليل اعتم .
فوجدوا أنفسهم في موقف تسلب فيه حقوقهم من شخص لا يعرفونه ولم يعرفونه من قبل ولن يقدروا على معرفته اصلا حتى ولو أرادوا . ومما يزيد غبنهم أيضا أنها تقطع الطريق على كل من حاول الاتصال بها أو معرفة هويتها أو حتى تاييدها واحراقهم لكل أدوات الاستفهام دون إجابة تذكر .
وجدوا أنفسهم في لعبة يمثلون فيها الضحية دائما، لعبة خصمهم فيها قانون أو نظام داخلي يرمي بعباءته ليستظل تحت ستارها قاتل مأجور للحقوق والآمال والمطالب والأمنيات.
لقد تجاوز الأمر حدود المعقول وحطم جسر المقبول لقد أصبحوا يذرون الملح في الجرح ويكفنونا بالبارود ويحزموننا بأمتعة اللهب ويمارسون طقوسهم على إيقاع الألم والمعاناة ويستأصلون من قلوبنا كل بصيص لأمل أو خيط لثقة.
حضرة نقابتنا المزعومة ..
فليكن بالعلم .. علم الشهادة وليس علم السمع
بأن الحرية سيف لايقطع إلا بأيدي الأحرار ، وبان الغضب لا يعرفه إلا الغاضبون حقيقةً ، وبأنه لا يستحق مفاتيح مدينة من لم يحارب من اجلها ولا يستحق شرف الدخول إليها إلا من وضع روحه على أعتابها، وبأننا ما زلنا نملك نعمة ربانية هي الالسنة الحرة الجريئة التي تحركها الإرادة الراسخة القوية في القلوب والعقول .
وبأننا المناضلون المرابطون القابضون على جمر القهر المتمسكون بمبادئ الحق المشروع الرافضون لسياســـة ( الأنا ) والمصالح الشخصية والمطامع الفردية وبأننا على قلب رجل واحد نطيح بكل من تسول له نفسه بان يتخذ من مطالبنا أو حقوقنا مطية لمطامعه وبأننا المحاربون الذين لا يشق لهم غبار في ساحة القيادة الناجحة المرتكزة على الحكمة والمشورة والإدراك .
نقابتنا المزعومة..وليكن بالعلم أيضا
بان نظام الحاجب قد الغي من المكاتب بفضل الأحرار اللذين كسروا قواعده... وبان القصر العاجي الذي تمترس فيه من باع آخرته بدنياه قد أصبح أنقاضا بهمة الأحرار أيضا اللذين هدموا بنيانه على رؤوس أصحابة ... وبان مفعول الطبقة العازلة بين القمة والقاعدة قد أبطل فلا يفصل بين الطرفين تلال وجبال أو مفازات وأهوال .
( حسبي الله الذي لا اله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم)
موظف في امانة عمان الكبرى
التعليقات (0)