نقابة المعلمين الأردنيين
ينفذ المعلمون في الأردن إضرابا مفتوحا لحين استجابة الحكومة لمطالبهم في تحقيق النقابة ، وقد تداعى الى هذا الحدث التاريخي في الأردن جميع المعلمين من الشمال إلى الجنوب إلا قلة قليلة ..
وبقراءة بسيطة لواقع الحدث يمكن فهم أو تفهم مطالب الأخوة المعتصمين ..فهم يطالبون بتحقيق ما يتمناه المعلم على مدرار عقود خلت .. حتى باتت النقابة حلم المعلم الأردني ..خاصة وهو يتطلع إلى ما يمكن ان تحققه هذه النقابة رغم تشكيك البعض بمدى جديتها وفعاليتها للارتقاء بمستوى المعلم والتعليم في الأردن .. في الوقت الذي يراقب فيه الأخوة الزملاء في الجسم التربوي ، إخوة في الوطن تمثل النقابة لهم بيتا وسندا كالأطباء والمحامين والمهندسين إلى جانب العديد من النقابات المهنية الأخرى .
ولا استطيع أن افهم أو أتفهم مطالب ومثالب الإخوة الزملاء الذين وقفوا ضد الاعتصام بأي صورة من الصور ، كما لا أنفهم إحجام الزميلات والأخوات في مدارس الإناث عن ممارسة حقهم في الاعتصام والمطالبة بالنقابة .. وربما تأخذني الأفكار بعيدا جدا فأقول أن من أحجم عن الاعتصام مسكون بعقدة الخوف والرهبة ..من ماذا لست ادري ؟
فلا يتعارض الاعتصام والمطالبة بالنقابة مع الولاء والانتماء لهذا الثرى الطهور وهذه القيادة التي ننظر إليها على أنها صمام الأمان للأرض والشعب في مملكتنا الحبيبة التي نرفع اكف الضراعة أن يحميها رب العزة بقوته انه ولي ذلك والقادر عليه .
ومن جانب آخر . تلكأ الحكومة ومماطلتها في تنفيذ وعودها ، وإقرار النقابة كحق مشروع للمعلم الأردني .. لينظم العمل ويحفظ الحق ويصون الهيبة ويقوم المسيرة في الجسم التربوي لان أهل مكة أدرى بشعابها كما يقولون، أعود وأقول تلكأ الحكومة ومماطلتها أمر غير مفهوم وغير مبرر .. إلا إذا رجعنا إلى المنطق وتفسير تلك المخاوف التي يحجم المشرع وصاحب القرار عن الإفصاح عنها علانية وصراحة .. .. وهي التخوف من تسييس النقابة كما هي نقابة المهندسين والأطباء والمحامين .. وكأني بالحكومة تقول في سرها ( إحنا مش ناقصين نقابة أخرى إلى جانب النقابات الثلاث القوية ) .
وكأن النقابة هي التي تسيس الأعضاء .. وليس الأعضاء الذين يسيسون النقابة .. فنقابة المهندسين مثلا نقابة مهنية بالدرجة الأولى ولكنها أصبحت مسيسة بفعل الأعضاء المسيسين أصلا . وبالتالي بالنظر إلى هذا الجانب نجد إن التخوف من النقابة ليس له مايبرره .. خاصة إذا عرفنا ما تقدمه النقابة من خدمة للأعضاء والوطن .. وما تتحمله من أعباء تريح الحكومة وترفع عنها كثير من المهام .. كالتأمين الصحي ( إذا تحول إلى تأمين خاص ) وصناديق الادخار وهي تقدم القروض والإسكان والخدمات الاجتماعية للأعضاء والمجتمع المحلي .. إلى جانب ارتقائها بالوضع المهني للجسم المهني للأعضاء.
نادت اللجنة التأسيسية إلى الاعتصام .. ولكن بعد إمهال الحكومة الوقت الكافي لتكتشف اللجنة مماطلة الحكومة وعدم جديتها في طرح موضوع النقابة كأجندة وطنية ذات أهمية قصوى خاصة وهي تمثل ( النقابة) أكثر من ثمانين ألفا من المعلمين ..في القطاعين العام والخاص .. تنتهك حقوق اغلبهم في كثير من الأوقات ..
وحرصا من اللجنة التأسيسية على إشراك المجتمع المحلي وأبناء الوطن في العملية نادت أبناء المجتمع وأولياء أمور الطلاب إلى الوقوف صفا واحدا إلى جانب أبناءهم المعلمين .
ولكن للأسف .. نجد ثلة من رجال الصحافة والإعلام والسياسة وأبناء المجتمع الأردني الواحد وأولياء الأمور يتجاوزون الحد المسموح فيه بالنقد والاعتراض والتعبير عن الرأي ضمن القاعدة( حرية الرأي وديمقراطية الحوار ) الى مربع الشتم والتجريح والتشكيك .. فنجد من يصفهم بأنهم مدسوسين ومدعومين من الخارج ولهم أجندة خاصة وينفذون أجندات خارجية .. وكأن الولاء والانتماء للوطن بيدهم يوزعه الواحد منهم كيف يشاء .
والنقابة قادمة ..
التعليقات (0)