بقلم: محمد أبو علان:
http://blog.amin.org/yafa1948
لست صحفياً، ولا أحمل بطاقة النقابة، بالتالي لست صاحب مصلحة مباشرة في الصراع الدائر داخل الجسم الصحفي الفلسطيني، ولكن استطيع أن أدعي بأنني صاحب مصلحة غير مباشرة كبقية المواطنين الفلسطينيين في هذا البلد كون الموضوع يدخل في إطار اهتماماتي ومتابعتي الشخصية، ولأهمية الموضوع على المستوى الوطني، ولضرورة أن تكون لدينا نقابة صحفيين تمثل الجسم الصحفي تمثيل حقيقيي تكون قادرة على الوقوف في وجه الانتهاكات وقمع الحريات التي يتعرض لها العمل الصحفي في فلسطين المحتلة، وتلعب دوراً في تصويب واقع الإعلام الفلسطيني والنهوض به ليكون إعلام مهني بالدرجة الأولى، لا إعلام فصائلي وسياسي تغلب عليه مصالح الأشخاص والتنظيمات السياسية على حساب المهنية خاصة بعد الانقلاب في قطاع غزة وحالة الاستقطاب السياسي والإعلامي التي لا زالت سائدة حتى اليوم في شقي الوطن.
منذ الإعلان عن الخامس من شباط القادم موعداً لانتخابات نقابة الصحفيين الفلسطينيين بدأ الحراك المحموم بين المعسكرات داخل الجسم الصحفي والقائمة إما على أسس سياسية، أو مصالح شخصية في ظل تغييب من هم خارج هذين المعسكرين وخاصة المستجدين على العمل الصحفي، والسبب وراء هذا التغييب يعود إلى أن معظم المستجدين على الجسم الصحفي هم من الصحفيين الشبان الذي تتجاوز أعمارهم عمر مجلس النقابة الحالي ببضع سنوات، والذين قد يشكلون خطورة على مواقع بعض "مخاتير" النقابة الحاليين، وقد تكون شروط الترشح لمجلس النقابة تعزز وجهة النظر هذه والتي تشترط على من يريد الترشح لمجلس النقابة أن يكون قد مر على عضويته في النقابة خمس سنوات على الأقل، مما يعني حصر المجلس القادم بالمعسكر القديم للجسم الصحفي فقط.
لهذا نسمع كثيراً عن قوائم سرية بحوزة النقيب، وعن الصراع الدائر حول ضرورة نشر هذه القوائم من عدمه لدرجة تحدي بعض الصحفيين للنقيب بنشر قوائمه في الصحف المحلية ليطلع عليها كل صاحب مصلحة في الموضوع، ولمعرفة من هو الصحفي من غير الصحفي من الأسماء المدرجة في هذه القوائم.
في السابق كنا نعتقد أن المشكلة محصورة في نقيب الصحفيين ومجموعة من حوله فقط، ولكن ما نقرأ في الأيام الأخيرة حول ما يدور في الجسم الصحفي من حراك، وظهور بعض الأصوات والتكتلات الصحفية التي تنادي بتأجيل الانتخابات محاولة ربط الانتخابات بحالة الانقسام السياسي بين الضفة الغربية وقطاع غزة يظهر الواقع المتردي لهذا الجسم والذي غطى على رداءته غياب الحياة الديمقراطية داخله طوال عقد ونصف من الزمان.
هذا الواقع يتطلب خطوات عملية من المعنيين بجسم صحفي حقيقي يمثلهم ويدافع عن مصالحهم المهنية والوظيفية حتى لو وصل الأمر لتشكيل جسم نقابي موازي بعيد عن القوى السياسية والجهات الحكومية، وحالة الاستقطاب السياسي السائدة في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة الذي يحاول البعض صبغ الجسم الصحفي بها وذلك لحين حل حقيقي ما لم يكن هناك توجهات جدية حول عملية انتخابية ديمقراطية ونزيهة لنقابة الصحفيين في الخامس من الشهر القادم تضمن دخول ومشاركة من يمارس مهنة الصحافة بشكل فعلي، وفي الوقت نفسه تضمن غربلة كل الشوائب التي علقت به طوال سنوات طوال.
كما يجب منع الفصائل والقوى السياسية والجهات الأمنية والحكومية من التدخل في شؤون الجسم الصحفي، وتركه يعيد بناء نفسه بصورة مهنية، ووفق مصالحة لا وفق مصالح هذا التنظيم أو ذاك مما سيعكس نفسه سلباً على أي مجلس نقابة قادم، وعلى الصحفيين البدء بالتحرك على الأرض لضمان ذلك بدلاً من التحرك فقط عبر وسائل الإعلام والمواقع الإلكترونية على نمط الدعاية والدعاية المضادة لصالح هذه الجهة أو تلك.
وقبل عقد هذه الانتخابات يجب البت في العديد من الأمور التي تشكل العائق الرئيس أمام نقابة مهنية وحقيقية للصحفيين الفلسطينيين، وأول هذه العوائق تحديد من هو الصحفي؟، فهل كل عامل في صحيفة أو أية وسيلة إعلامية أخرى هو صحفي؟، وهل يحق لكل موظف في وزارة الإعلام مثلاً أن يكون عضواً في نقابة الصحفيين؟، فالنظام الداخلي للنقابة ينص على أن من يعمل بالصحافة ويعتاش منها يحق له العضوية في النقابة، فهل تحقق القوائم الحالية هذا الشرط؟.
الزميل الصحفي "محمود فطافطة يرى أن النظام الداخلي لنقابة الصحفيين يشكل عائق آخر ويحتاج لإعادة دراسة وتقييم كونه مر عليه سنوات طوال دون تقييم وتحديث، بالإضافة لاعتقاده بأن الجانب الأيدلوجي الذي يتحكم بالبعض سيعكس نفسه سلباً على الجسم الصحفي ومجلس النقابة القادم إن بقي هو المتحكم بجزء من الجسم الصحفي، وتمت على أساسة الانتخابات القادمة للنقابة.
ولإبعاد شبح السياسية عن مجلس النقابة القادم، وعدم انتخابه على أسس سياسية وتنظيمية يفترض الابتعاد عن نظام التمثيل النسبي في انتخابات مجلس نقابة الصحفيين، فهذا النظام يمكن أن يكون جيد لكل الانتخابات ما عدا الجسم الصحفي لخصوصية هذا القطاع والدور الذي يفترض أن يلعبه على المستوى الوطني الفلسطيني بعيداً عن الفصائلية، ووجهات النظر السياسية.
moh-abuallan@hotmail.com
التعليقات (0)