حين نرى الحركة الدؤوبة لدولة (قطر)، واجتهادها في تبوّء مركز حسّاس ومؤثر في العالم، وكذا إسهاماتها القيّمة في مواجهة بعض الأزمات، وفي حلّ بعض النزاعات الإقليمية والدّولية . حين نرى كل ذلك الجدّ وتلك المُثابرة، بل وذلك الطموح الكبير، من دولة محشورة في مساحة صغيرة وضيقة . ندرك أن الأحجام لاتصنع الفارق دوما، وأن الله فعلا يودع سرّه أضعف خلقه ؟!..
فقطر هي أيقونة العرب التي يرى العالم بريقها، والملاك الحارس الذي يعمل جاهدا لإنهاء كوابيس الحروب الأهلية في السودان المُمزق . وطرد شبح الفقر والمجاعة الدّميم الذي إمتص دماء الصوماليين ونخر عظامهم . وأخيرا وليس آخرا، تطبيب جراح فلسطين النازفة والطّبطبة على شعبها ولو بزيارات رمزية، للتخفيف من آلامه ولتحسيسه بالإنتماء ؟!.. فالعبرة ليست في الجانب الفلسطيني أو الإسرائيلي مادامت فلسطين بجانبيها واحدة وغير قابلة للتجزئة.. بل العبرة في المبدأ ؟!..
والمُفارقة أن العرب كما المسلمين، والذين من المفروض أن يدعموا شقيقتهم، ويشجّعوها على جهودها الجبّارة، وعلى تفانيها في رفع مُسمّى إنتمائهم بين الأمم عاليا . تجدهم ألدّ خصامها، وأكثر المُتزمّتين من نجاحها، والأدهى أنهم يوجّهون إليها حتى أصابع الإتهام بالعمالة وبالنفاق ؟!..
أولئك العرب المُنسحبون من جميع الأدوار سوى من دور الفرجة، لايعرفون أن نفاق قطر مع كل جهودها في تقديم يد العون للشعوب التي تحتاجه حتى ولو لم تكن مسلمة، وأيضا جهودها في فض النزاعات وفي إحلال السلام، أفضل بكثير من كفرهم هم بقضاياهم، ومن تقصيرهم في نصرة بعض، ومن شقاقاتهم ونزاعاتهم مع بعض ؟!..
لذلك ينبغي أن يخجل أولئك المُتخاذلون الذين يكتفون بتوجيه النقد اللاذع والهدّام، لمُجتهد لايحصد فقط ثمار نجاحه سمعة دولية طيبة، بل أيضا يُحاول أن يُغطّي على تخاذلهم ؟!.
28 . 10 . 2012
التعليقات (0)