في مفاجأة "صادمة " هاجم نواب بمجلس الشعب وزير الداخلية واصفين تعامله مع إحدى مظاهرات الشباب "المحدودة" بقبضه على 39 متظاهراً ب"الحنان البالغ" مطالبين إياه بإطلاق الرصاص الحي المباشر على هؤلاء المتظاهرين!! وعلى أي تظاهرة !! باعتبار أن فيها خطراً داهماً على الأمن القومي وإخلالاً بالنظام والأمن للبلد ..
للأسف كنا نعتقد أن مجلس الشعب قد احتكر نوابه جميع السيئات بما جعل جميع أرباب الإجرام وأصحاب السوابق الغلابة يجلسون في بيوتهم بلا عمل يشكون البطالة ويدعون كالمرأة الثكلى على أبناء الدواير الذين فاقوهم في الصنعة وزاحموهم في أكل عيشهم ..
فمن نواب المخدرات!.. إلى نواب القتل !.. إلى نواب التجنيد! .. إلى نواب لوسي أرتين !.. إلى نواب النقوط! .. إلى نواب سميحة !.. إلى نواب الدم الفاسد! .. إلى نواب البلطجة!.. إلى نواب الأمية !.. إلى نواب الأراضي! .. إلى نواب الموبايلات المهربة !.. إلى نواب الفياجرا المهربة برضه !. إلى نواب الرشاوى! ..
كل حاجة .؟. حتى لم يعد لأحد من بلطجية وحرامية الشعب الغلابة من عمل إلا البحث عن أي مهنة أخرى أو الجلوس في البيت ومشاهدة برنامج بنك الحظ و لعبة الحياة ..
ولكن يبدو أنه لا يزال في جعبة هؤلاء النواب مفاجآت أخرى .. نواب الشعب .. أصحاب الوكالة عنه . والمتحدثون باسمه . والمشرعون لقوانينه.. والساهرون على حمايته ورعاية مصالحة .. والمراقبون لأداء السلطات ..تجدهم هم من ينصبون المشانق لجهات الأمن ..معاتبين ومعنفين ومقرعين إياها على أسلوب (الحنان) الذي اتبعته بالقبض على " شوية" شباب متظاهرين ..
سيادة النائب" زعل" أي غضب بشدة وطالب بمحاسبة وزير الداخلية لتقصيرة في عدم التعامل مع هؤلاء الشباب حيث كان يجب عليه أن يطلق الرصاص عليهم ! أي يضرب في المليان! أي في القلب ! أي يقتلهم ! نعم إنهم نواب الشعب ..
يطالبون جهاز الأمن بقتل أبناء الشعب بالرصاص الحي !
علشان إيه؟ علشان مجموعة شباب كانوا لابسين تي شيرتات وماسكين شوية أعلام وبيفضفضوا أو بيهبهبوا بكلمتين وشوية شعارات بيفرغوا بيها الشحنة اللي جواهم !..
وزارة الداخلية طبقت القانون عندما أصر الشباب على التظاهر رغم رفض الداخلية التصريح لهم بالتظاهر فقبضت على 39 واحد منهم وعرضتهم على النيابة وجهات التحقيق أخلت سبيلهم .. لكن إزاي بقى ! وده ينفع ؟!!
هنا انبرى –من نواب الشعب- من يطالبون الداخلية بعدم( الدلع) وبوجوب" قتل " الشباب المتظاهر بالرصاص الحي .. وفي القلب !!
هذا النائب وهو بالمناسبة لواء شرطة سابق بحسب ما جاء بالصحف طالب مجددًا قوات الشرطة بإطلاق النار عليهم، وبرر دعوته بأن هؤلاء الشباب "يضربون العساكر بالطوب والحجارة ويحدثون بلبلة وفوضى ومن يلقي حجرًا على عسكري شرطة أو جيش يضرب بالنار".
وقال ردًا على سؤال للإعلامية لميس الحديدي "الرصاص هو الرد الوحيد على هؤلاء الفوضويين لأنهم يحرقون وطناً بكامله"، واتهمهم بأنهم يسعون إلى توسيع دائرة الاحتجاجات بتظاهرهم أمام مجلس الشعب، "حتى يضموا العمال المعتصمين أمام المجلس لهم ويحدثوا هرجًا وفوضى في الشارع المصري".
ولدى سؤاله عما إذا كان يوافق على مد قانون مد الطوارئ، أجاب قائلاً: "نعم أنا موافق على مد قانون الطوارئ لمائة عام للأمام"، قبل أن يقوم بإغلاق الهاتف.
هل هؤلاء نواب الشعب ؟ !هل هؤلاء المنوط بهم الوكالة عن الشعب ؟ !
وهل هذه هي كل أفكارهم وقدراتهم لاستيعاب العناصر "المغيبة" أو " المضللة " أو "المسيسة" أو " المعارضة" أو "المتمردة " كما يقولون ؟! الضرب بالرصاص الحي ؟! ومد قانون الطوارئ مائة عام!!
والله نحن نشفق على حزب "الأغلبية " !! الذي يضمهم ويتحدثون باسمه ويحرجونه أمام الرأي العام الداخلي والخارجي بتصريحاتهم التي يعتقدون فيها بوطنيتهم وانتمائهم الحزبي ..
ألم يسأل سيدة النائب نفسه؟ ..
ماذا لو عملت جهات الأمن بنصيحته وتخلت عن حكمتهما وضبط النفس وقامت بإطلاق الرصاص على الشباب وقتلت منهم العشرات أو المئات أو الآلاف!! ..
هل يعتقد أن الحياة يتكون وردية بعد ذلك !!
وهل مصر ناقصة هذا التحريض المقيت غير المسئول ؟1
وهل هذا سيكون ضمن برنامج سيادة النائب الانتخابي لدى ترشيحه في الانتخابات القادمة ..
هل سيقول لأبناء دائرته .. انتخبوني على أن أطالب بضربكم بالرصاص إذا فتح أحد فيكم فمه بأية مطالب! .. أو انتخبوني على أن أطالب بفرض حالة الطوارئ والقوانين الاستثنائية عليكم لمائة عام قادمة !!
سيقع الحزب الحاكم في مأزق كبير إضافة إلى مآزقه الكثيرة بتصريحات وبأقوال نوابه غير المسئولة ..
ونعتقد أنه لا بد من وقفة . إما محاسبة هؤلاء النواب غير المسئولين والتبرؤ من تصريحاتهم وآرائهم غير المسئولة ..
أو قل على الدنيا السلام ..
التعليقات (0)