إن من أكثر الأشياء شيوعاً في نفوس البشر ، هو حقارة التفكير ، وسوء التصرف المقصود .! وبما أنني جزء من هؤلاء البشر ، فقد أكون أنا أحدهم .!
ومن المذل والمحزن ، أن يتواجد أناس ذو انغلاق فكري ، أو انحطاط أخلاقي ، في أماكن مرموقة أو أماكن عملية ، ومواجهة للجمهور الذي يتطلع أن يرى أناس مثاليون ، أو على قدر ولو بسيط من الأخلاق .
و لكن المؤسف المبكي ، أن هؤلاء البشر لهم من المكانة والتقدير مالم يحظى به غيرهم ، أو حتى يحظى به المشاهير والعظماء كشاروخان أو كمبياسو .. أو غيرهما ..!!
ورغم أن هؤلاء الفئة يــعدون في الواقع عبارة عن أدوات ، ليس لها عقول ، وليس لها سوى طريقين وحيدين في الحياة .! مع الأسف : بغض الآخـر ، و متعة الأنانية ..!
وعلى أي حال كان هؤلاء الأدوات ، فإن من الممكن أن يوجهون إلى الطريق السوي ، أو محاولة الإتزان أو إلى كف الإحتكاك بالآخــر على أسوأ تقدير ، إذا رغبنا نحن في ذلك ، أو بذلنا نقطة جهد بطريقة أو بأخرى ، وتركنا الإشادة الظالمة أو الإبتسامة الكاذبة .!
كيف نصفق لأشخاص لا يملكون أي مبدأ من مبادئ الحياة الإجتماعية ؟ وكيف نتقرب من بيئة الأوبئة ؟ ونرسم الـودّ في وحل من الحقد والغباء ؟!
إن الركيزة الأساسية في أي مجتمع ، عملياً كان أو آخر ، هي الود ، والصدق ، والحـب للآخـر ، خلاف أن أجعل الآخـر قريب ، ومرآة لي ولغيري واتباع لمبدأ " لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه " ،
الغريب أن العلم ، و مخالطة الآخر لا تؤثر في بعض القلوب ، وبالعكس قد يزداد الحجر قوة ، طالما لم يطحن أو يرمى بحجر آخـر .! كما أن من الغريب جداً ، أن الشهادة العلمية التي يحملها الكثير لم تؤثر في حياته وسلوكياته ، رغم أنها لم تعد مقياس لنجاح أو فشل حاملها ، بل قد تكون عبء عليه ، فالحصول على الشهادة قد تكون هي الظلم الأكبر للمجتمع قبل الشخص ، لأنه ينخدع في تلك الورقة .!
ومن هذا المنطلق أستطيع القول، أن الأمية ليست من ليقرأ أو لا يكتب ، بل هي أبعد بكثير من ذلك إلى أنها هي أمية الحياة المجتمعية .!
إن النفوس الحقيرة ، تبقى وسوف تبقى كذلك ، كما كتب الله لها أن تبقى ، ووجودها في طرقاتنا مهم جداً ، ولأسباب كثر ، الأهم منها : أنها قد تجعلنا نعي وندرك قيمة ونعمة هذا العقل ، ونعمة الإحساس بأنفسنا وبالآخر والتي قد فقدها الكثير من الناس أيضا ، والتي قد نكون أحد الذين من الله عليهم بهذه النعمة ( نعمة الإحساس ) ، وتجعلنا نتعلم من تلك النفوس الصبر ، عسى أن ننال من الجزاء ما ناله سيدنا أيوب - عليه السلام - من صبره العظيم .
ولكي تعرف من أنـت ؟ عليك أن تسال نفسك : كم في داخلي من صراعات مستديمة ؟ وكم من الناس أريد خذلانهم ؟ ، أجب بضمير وحينها أجزم لك أنك ستتخلى عن الكثير من العوالق في قلبك .!
هنا .. وكل تأكيد ، ندرك أن الـحــب من الله العلي القدير ، وأن الكره والحقد والأنانية من أنفسنا ، فلا نظلمها بالسواد ونتوءات القلوب .. بل ونجعلها خاضعة لكل من أراد ذلك ، فالجزاء من الله ليس ببعيد . وفي كل صباح كرر " رحماك يا أرحم الراحمين .."
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وهم .. أن نظن أنفسنا .. دوماً .. نفوس مثالية .. !!
التعليقات (0)