صدر الحكم مرة أخرى ليؤكد اننا في عالم يحكمه الاقتصاد
و التعاملات الشخصية بدل القانون و الأعراف الدولية.
أنا لن أعرج على أسباب الحكم و لن أقول ا أن الصحراء و أوراقها هي سبب واضح في مجموعة من الأحكام وأن القضاء المغربي يشتغل بطريقة عفوية لا توجد في منطقة أو دولة أخرى من العالم.
فالتفريط في الصحراء و التعامل بهذه الطريقة الباهتة معها يجعلنا نفكر من هو الطرف المستفيد من بقاء مشكل الصحراء على ما هو ؟ من يمكنه أن يحل هذه المشكلة بالدبلوماسية المغربية المعروفة بارتجاليتها و عدم قدرتها على اتخاذ قررات مصيرية لأنها تفكر في مصالحها و الشعب أخر ما يفكر فيه. ليس هذا و فقط بل سكوت مجموعة من يدعون التقدمية
و الحداثة عن هذا الحكم الصادر لدليل آخر على أن هذه الأصوات غريبة عن مجتمع الحق و القانون و إنما تؤكد نظرية نحن مع من معنا و ضد من ضدهم.
الأوراق أصبحت مكشوفة للعيان و الحكم الأول بتغريم المساء 600 مليون سنتيم و إن شوه صورة المغرب بالدرجة الأولى في الخارج و الداخل فهدا الحكم يأتي ليكمل بناء الصورة السوداء عن المغرب و قضاء المغرب و ليظهر ان لا قانون في هذا البلد إلا ما يصنعه الكبار و ما يريدونه لأنفسهم للحفاظ على مصالحهم التي زكمت رائحتها الأنفس.
إن التضامن مع الجرائد ليس واجبا و فقط بل الاستمرار في النضال من أجل حرية التدوين و الصحافة هو الطريق الذي يجب أن نسلكه جميعا مهما تكن من فزاعات ومزايدات و حتى اغتيالات فلن نتخلى عن خطنا التحرري ولن يبقى للدكتاتورين مكان بينا لان لا مكان لهم بيننا هم ليسوا من الشعب يحكمون و يحاكمون الشعب ضدا عن إرادة هذا الاخير.
إن ما تسلكه الدولة من خلال مجموعة من الأحداث و من خلال مجموعة من الأحكام يبين لنا أن ما تفعله هو سياسة "الترويض" . إن بعض الصحف و الأشخاص أصبحوا أسودا لذلك على الدولة ترويضهم ليس حبا فيهم لكن لأنهم يشكلون خطرا انطلاقا من نقدهم و جرأتهم في التحليل فلا يمكن أن يحاكم من يحلل الأمور سطحيا أو يبيع قلمه بملايين أو مقابل مناصب و لا يحاكم من لا أخلاق و لا مبادئ له.
نحن معكم استمروا و سنستمر و نحن للدرب أوفياء مهما طال الزمان.
محمد الشبراوي
Chebraoui.minbare@gmail.com
التعليقات (0)