علي جبار عطية
ــــــــــــــــــــــــ
aliatia123@yahoo.com
كاتب وصحفي عراقي
تهدر الاف الدولارات يوميا للحصول على نغمات الموبايل استجابة لاعلانات شركات الهاتف النقال التي تسعى لتقديم خدمات (شينة) لمشتركيها وتتفاخر امام الرأي العام بذلك وهي تذكرنا بمسلسل ابو البلاوي ومقطع ابي فارس الشهير (شما اسوي زينة تنكلب شينة)!
نغمات كثيرة بعدد مشتركي الموبايل انتشرت بين جمل موسيقية صارخة واخرى هادئة لكن تحويل الاغاني الى نغمات أمر يحتاج الى التوقف ودراسة فقد يفهم السامع سر وجود موسيقى الرياضة في اسبوع (حلاق اشبيلية) أو السمفونية الخامسة او سمفونية (يا طبيب اصواب دلالي كلف) لكن يصعب فهم السمفونية (اتريد مني التفاح- امنين اجيب التفاح)!
لفت انتباهي عند دخول المساجد وجود عبارات توجيهية في لوحة اعلانات كل مسجد توصي المصلي بأن يغلق هاتفه النقال ويتجه بقلبه الى ربه الا ان ما يحصل في كل صلاة هو نسيان اغلاق الهاتف وظهور نغمات تقطع حالة الخشوع في اثناء الصلاة.
قبل أيام كان شيخ المسجد مستغرقا في كلامه وتوجيهاته بشأن التقرب الى الله واذا بنغمة موبايل انطلقت من صفوف المصلين تحكي اغنية لعبد الحليم حافظ هي (أهواك) ووسط همهمات المصلين وتذمرهم لم يفعل صاحب الهاتف شيئا ولم يستطع اسكات هاتفه الا بعد نحو ست مرات تكررت فيها نغمة (اهواك) وقد عرفت بعدها ان صاحب الهاتف يجهل كيفية اغلاقه!
وبعد شرود كلام الشيخ من اذهان المصلين تساءل من كان موجودا: الا توجد نغمة لائقة غير هذه النغمة؟ واذا كان لابد من الحضور الى الصلاة فهل من الضروري اصطحاب الهاتف النقال معه.. لكن ماذا نفعل للتكنولوجيا التي افسدت علينا الكثير من هدوء حياتنا واربكتنا..
واذكر ان احد الاساتذة الجامعيين قال لي انه كان في اجتماع مع مجلس الجامعة واذا بصوت مواء قطة وقد اضطررنا الى النظر اسفل الطاولة حتى اخرج احد الاساتذة المواء من هاتفه!!
التعليقات (0)