مواضيع اليوم

نعم - صارت مصيبتنا فى ديننا !

أحمد قيقي

2013-10-24 00:05:39

2

بتاريخ 18 مارس 2011 كتبت على مدونتى تحت عنوان - هل صارت مصيبتنا فى ديننا ؟ - مشيرا إلى الدعاء الذى ترتفع به أصوات الأئمة فى خطبة كل جمعة   (اللهم لا تجعل مصيبتنا فى ديننا  ولا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا )  وقد أوضحت ان السماء لم تستجب لهذا الدعاء  لان الدلائل كانت تشير حينها  إلا أننا مصابون فعلا فى ديننا  وأن ما يحدث فى اوطننا من  كوارث وسفك دماء واضطراب وإرهاب  إنما يأتى على خلفية الدين . قلت ذلك لان قادة الاستبداد ابتداء بزين العابدين بن على فى تونس ومرورا بمبارك  والقذافى وعبد اله صالح  وأخيرا بشار الأسد   كل هؤلاء كانوا يبررون استبددهم  وتسلطهم بأنهم حُماة الاوطان من  التطرف الإسلامى  , وأنهم البديل الوحيد للفوضى  أو للحكم الدينى الرجعى المتطرف  ,  .  ومع ذلك استمرت الثورات الشعبية حتى  أسقطت هؤلاء الحكام باستثناء بشار الأسد ,  ومن الامور الجديرة بالانتباه  أنه قد اتضح أن منطق المستبدين سياسيا  كان له ما يبرره  , ذلك أنه بعد سقوط بن على  قفز حزب النهضة الإسلامى على السلطة وابتدأنا نرى ردة عن  العلمانية التى أنشأها بورقيبة  والتى جعلت تونس فى مقدمة الدول العربية  أمنا وتحضرا  رغم ضعف مواردها الاقتصادية , كما لا حظنا هجوما من التيار السلفى التونسى  على رموز العلمانية  واستهداف الفن  والثقافة  دون رادع  وبرر  الثوار التونسيون ذلك بأن الإرهاب السلفى  يعمل فى بيئة صديقة ,   .ثم جاء الدور الأخطر على مصر  التى نشأ على أرضها تنظيم الإخوان  والذى تفرعت منه كل التيارات  والتنظيمات الإسلامية فى الدول العربية , فقد استطاع هذا التنظيم ومعه التيارات السلفية  القفز على مقاعد السلطة فى مصر  تحت دعاوى ديموقراطية الصندوق , وأن هذه إرادة الشعب , وهى ديموقراطية هزلية جرت  فى ظروف استثنائية لم تأخذ فيها قوى الثورة  فرصتها فى التنظيم والحشد  , كما تم استغلال الدعاية الدينية استغلالا  ممنهجا بالإضافة  إلى  سيل الأموال الذى فُتحت خزائنه  لتحقق حلم العمر لهذا التيار الدينى ,  وقد كان من عوامل صعوده أن بعض رموز الفكر والثقافة قد وقفوا بجانبه  أملا فى أن يتبنى  مبادئ الثورة  , واعتراضا على مرشح نظام مبارك .  إلا أنه خلال حكم  الجماعة  اتضح أنهم ليسوا مستعدين لمجرد المرونة فى تطبيق منهجهم  , وإدخال الاجتهاد  فى الإسلام  كعنصر تقتضيه الموازنات  الوطنية والإنسانية , فرأيناهم يدخلون أنصارهم فى مفاصل الدولة المصرية بصرف النظر عن الكفاءات  والخبرة  ,  وكان أخطر ممارساتهم  أنهم تعجلوا فى إسقاط  قناعهم العقائدى الذى لا يدين بالولاء لأرض الوطن ولا لحرمة ترابه , وذلك بالسماح  للجهاديين بالعودة إلى مصر وحشدهم فى سيناء  والإفراج عن قادتهم وإخراجهم من السجون  وكان هذا الأمر بالتحديد وراء دعم الجيش  لثورة 30 يونيه  التى انتهت بعزل مرسى وإسقاط حكم الإخوان  الذين شعروا بأنهم يفقدون فرصة العمر  فى حكم مصر واتخاذها قاعدة ومنطلقا إلى باقى دول العالم  ومن  هنا كانت ممارساتهم الإرهابية التى لا زالت تروع المجتمع المصرى حتى الآن والتى لم يتخذ منها المسؤولون موقفا حازما  لاعتبارات المجتمع الدولى  ولبعض المواءمات السياسية   لانه مع وحدة الجيش والشرطة والقضاء المصرى  لأمكن  القضاء على مظاهر هذا الترويع  فورا لو تم  استلهام تجربة عبد الناصر مع تنظيم الإخوان المسلمين   .   .  إذن مصر  الآن تعانى عدم الاستقرار  وكذلك تونس  , والكارثة الكبرى فى سوريا  العزيزة  التعيسة الشقية التى تسيل فيها أنهار الدماء  , و أنا هنا  اؤكد أنه لولا وجود الإسلاميين فى صفوف المقاتلين ضد بشار الاسد   لسقط هذا النظام الاستبدادى ولما صبر عليه العالم حتى الآن  .   ما مغزى كل ذلك ؟   ماذا يعنى ان تكون بلادنا فى حالة من الاضطراب والتدهور  والقتال  لأن فريقا  يريد يريد أن يفرض  شرع الله من وجهة نظره وحسب تفسيره   وذلك بالقفز على ثقافة العصر وتنوع  طوائف المجتمع  واتساع  النص الدينى للتأويل والتفسير  لتنطوى فى ظلاله كل الطوائف والأديان   وتصبح حرية العقيدة وممارستها  هى أهم حق من حقوق الإنسان  الذى لا يمكن أن يرضى الله بإذلاله  أو استباحة دمه أو أمنه  , لأنه كان ولا يزال قادرا على جعل الناس على دين واحد وعقيدة واحدة ؟ !  .  من هنا  فإننى  أرى ان وجود هذا التيار  الذى يقتل ويروع  ويخرب  متخذا من الدين وسيلة وتبريرا  ,هذا التيار يمثل كارثة ومصيبة على البشر  وعلى  معنى الدين   وغايته  ومراميه الإنسانية   من  هنا  فإننى اكرر  أن الله لم يستجب لدعاء  أئمة مساجدنا   مما يجعلنى أكرر الدعاء  مرة أخرى   ربما أكون من أهل الإجابة  ( اللهم لا تجعل مصيبتنا فى ديننا )




التعليقات (2)

1 - شَغْلة أبوك .. لا يِغْلبوك

عمر أمين - 2013-10-24 16:07:53

قال لي أبي : فيما يُحكى من الحكايات أنّ شابّاً دأَبَ على سؤال أمّه عن مهنة أبيه الذي توفّي قبل أن يراه،وكانت الأمّ دوماً تُجيبُه بأنّها لا تعرف ماذا كان يعمل أبوه،ومع استمرار السؤال نفسه والإجابة نفسها استقرّ في ذهن الشاب بعد أن أعيتْه الحيلة بأنّ في الأمر سرّ. هذا الشاب جرّبَ كثيراً من المهن والأعمال ولم يفلح في أيٍّ منها ليعودَ في كلّ مساءٍ للمنزل متذمّراً من حظّه العاثر مردّداً ذات السؤال على أمّه أملاً في أن يجدَ طريقاً ليعملَ مثلما كلن يعملَ أبوه، لكنّ جواب الأمّ كان سدّاً منيعاً دون هذه المحاولة المتبقّية له في عالم الأشغال والأعمال. في صباح يومٍ من الأيام واتَتْ الفِكرة الذهبية عقلَ هذا الشاب ليستحثَّ أمّه على إفشاء السرّ الذي أرّقه فوقَ أرقه من انسداد أبواب الرّزق في وجهه، قال الشاب لأمّه وهو يخرج من المنزل أودّ أن يكونَ غداؤنا اليوم “رز وعدَس” فما كان من والدته إلا أن هيأتْ ما طلبه ابنها الوحيد منها انتظاراً لقدومه ظهراً . وعلى مائدة الغداء وقد وُضَع “المعدوس” في إناء يليق بكرامته وقدْره عندَ أهل الحجاز وبُخار النّضج يفوح من ذلك الطّعام الفاخر، فجأة أخذَ الولد بيدِ أمّه ملتقطاً لها بسرعة مطبقاً عليها وأغرقَها بالكامل في الطّبخة التي ما زالت تلفظُ أنفاس الغلَيان، ... باقى المقال بالرابط التالى www.ouregypt.us وقالَ لأمّه وهي تصيحُ من الألم لن أُخرجَ يدَك حتى تُخبريني ماذا كانَ أبي يعمل؟..

2 - رجاء

أحمد قيقى - 2013-10-27 07:35:17

قمت الآن بحذف أربع تعليقات يتبادل أصحابها الشتائم والسباب بألفاظ غير لائقة , وهذا أمر مؤسف وجديد على المدونة لذا فإننى أتقدم للسادة زوار المدونة أن يركزوا فى تعليقاتهم على القضية التى يعرصها المقال بالموافقة على ما عرض فيه أو الاعتراض عليه وإدانته فهذا كله تحت شعار حرية الرأى حتى ولو مع بعض الحدة فى النقد طالما كان بعيدا عن المساس بالأشخاص وعدم استخدام الألفاظ الخادشة

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !