مواضيع اليوم

نعم هنالك عاصفة کوردية

نزار جاف

2011-02-21 07:30:41

0

الاحداث التي شهدتها مدينة السليمانية في الآونة الاخيرة، والتصعيدات الملفتة للنظر فيها و تزامن ذلك في دخول أکثر من طرف على الساحة، ينبأ بأن هنالك إحتمالات عدة او بکلمة أدق سيناريوهات متباينة للمستقبل السياسي المنظور لهذه المدينة بشکل خاص و اقليم کوردستان بشکل عام.
حرکة التغيير التي تکاد أن تهيمن على مدينة السليمانية والتي يتزعمها السياسي المعروف نوشيروان مصطفى، يبدو انها وکأي حرکة سياسية علمانية تسعى لکي تستفاد من الاجواء الملتهبة و الحماسية التي تمر بها المنطقة والتي لاريب من أن الاقليم الکوردي ليس بمقدوره أبدا أن يستثنى منها وتوظفها لرصيدها السياسي الخاص، وواضح بأن هذه الحرکة لاتستند على لاشئ او تنطلق من فراغ بإتجاه التصعيد في الاحداث وانما لديها خزين لايستهان به من تراکم الظواهر السلبية في الاقليم و خصوصا في داخل الاوساط النافذة لدى الحزبين الرئيسيين على وجه التحديد، وعلى الرغم من أن الکلام قد أثير منذ سنوات عن تلك الظواهر والتي تم الاقرار بها من جانب زعيمي الحزبين و أطلقا وعود عديدة بمعالجتها و التصدي لها، إلا أن الذي ظهر لحد الان ان تلك الوعود لم تکن إلا للاستهلاك المحلي او لتفريغ حالة السخط و التذمر الى حين، لکن، الآلية التي تعتمد عليها حرکة التغيير و خصوصا في تحرکها على الصعيدين"الخاص و العام"، لاتستند الى الفعل الجماهير و لاتنطلق منه وانما تسعى لرکوب الموجة الجماهيرية و توجيهها قبل أن تستفحل و تطغي على الساحة، وهو أمر نراه على الاغلب منعدما في الحالات التونسية و المصرية و الليبية، ونفس الامر لکن بنسبة أقل في الحالات اليمنية و البحرينية و الايرانية.
سلطات الاقليم"سيما اوساط الحزبين الرئيسيين المتحالفين"، تسعى بدورها للإيحاء بأن هنالك مؤامرة او مخطط ما"رغم أن اوساط أمنية مطلعة من داخل الحزب الديمقراطي الکوردستاني تؤکد أمرا من هذا القبيل و تستند الى تقارير و ادلة موثقة"، لکنها و کعادتها و عادة مختلف النظم السياسية "المزمنة"، لاتعترف او تقر بأصل المشکلة وانما تتهرب منها و تريد جعل المسألة برمتها مصيدة او فخ للإيقاع بحرکة التغيير و زعيمها وهو أمر من الضروري أن يعلم کلا قادة الحزبين بأنه خارج إرادتيهما و خارج خياراتهما المتاحة خصوصا في الاوضاع الراهنة المتوترة أساسا، ومن هنا فإن الافضل و المستحسن للحزبين المتحالفين أن يبحثا عن مخرج حل أکثر واقعية و عملية لحلحلة الازمة التي يبدو أنها لم تعد مجرد فرضيات او مغامرات لطرف سياسي او جهات ما، أنما الازمة السياسية ـ الاقتصادية ـ الاجتماعية ـ الفکرية التي يمر بها الاقليم أمر واقع يجب الاقرار به کليا من حيث المبدأ کبداية خارطة طريق للتصدي له و معالجته بالاساليب المنطقية. وليس من العقل و المنطق أبدا المراهنة على صمت الاغلبية في أربيل و دهوك، ذلك أنه صمت يشبه الهدوء الذي يسبق العاصفة و الافضل هو العمل على کسب هذه الاغلبية الصامتة بالتصدي للأزمة الموجودة و التي باتت تتعمق يوما بعد آخر، وان التباهي بوجود مئات من أصحاب الملايين و العشرات من أصحاب المليارات في هذا الاقليم الصغير و الناشئ نسبيا وخلال هذه الفترة القصيرة جدا من عمره السياسي هو بحد ذاته إقرار ضمني خطير جدا بفساد الوضع المالي و الظلم و الاجحاف الکبيرين في توزيعه بين الناس، وفي کل الاحوال، فإن العاصفة في الطريق، وهي عاصفة لاترحم و لاتستثني أبدا سيما فيما لو أطلقت القوى الغضبية للجماهير المضطهدة من عقالها، انهاأيام ثمينة جدا لأولئك الذين سيفکرون بعقلانية و حکمة لمعالجة الامور و التصدي لها بجدية!
 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات