نعم .. بالطبع ذهبت لأقول نعم لمسودة الدستور القادم و أنا مطمئن وواثق من صحة ما أعتقد تماماً .. ذهبت لآقول نعم و أنا مغمض العينين والآنف و الأذن و الحنكرة .. مغمض العينين لأنني لم أطلع علي مسودة الدستور سواء القديمة أو التي تم تعديلها ..فأنا أؤمن بالتخصص و لا أفتي فيما لا أعلم ( فمن قال لا أعلم فقد أقتي ) .. و لذا حرصت علي إستفتاء رجال قانون أثق بهم (إدى العيش لخبازه و لو هياكل نصه ) .. و إستأنست بالرأى الأكثر قبولاً .. ألا و هو أن معظم مواد الدستور لا غبار عليها و كان معمول بها في دساتير سابقه .. و لا يُنكر أن هناك مواد معيوبه مشبوهه و لكنها لا تمثل تهتكاً قانونياً يستوجب الرفض القاطع .. بل هي عيوب يمكن إصلاحها تشريعياً .. خاصةً و أن هذا الدستور يعد من الدساتير المرنة المطاطة التي تقبل الإصلاح و التعديل بلا تعقيد .. فلا يشترط مثلاً وجود نسبة تصويتية محددة لإقرار أى تعديل فيما بعد كما في بعض الدساتير الجامدة .. و لأنني علي يقين بأن تمثيلية الإعلان الدستورى و المواد المشبوهه بهذا الدستور لم يكن المقصود بها من سيقول لا .. فهؤلاء نسبه غير مؤثرة دوماً و لا معني لوجودها إلا لإستكمال الديكور السياسي .. و لكنها موجهه لمن يجب أن يقول نعم من أبناء التيار الأسلامي .. فلا يخفي علي أحد أن معظم الجماعات الإسلامية ترفض هذا الدستور شكلاً و موضوعاً .. لما يغلب عليه من قوانين وضعية تخالف الشريعة الإسلامية .. و حتي يتم تفادى الصدام الحتمي بين هذه التيارات و إخوان مرسي في هذه المرحلة .. تم توجيه أرانب النظام من أقطاب اليمين و اليسار لإفتعال حرب سياسية معلنة .. تجُبر أبناء التيار الإسلامي للإلتفاف حول السيد مرسي و نصرته ضد دعاة التهتك و الإنحلال من أهل اليسار .. وتمرير هذا الدستور أياً كانت عوراته .. أملاً في تدارك ما به من عوار شرعي في مراحل قادمة .. و أعتقد أن تصاعد الأحداث خلال هذه الأيام القليلة حتمي و ضرورى للضغط علي التيارات الإسلامية و دفعها للهرولة نحو صناديق الأقتراع في المرحلة الثانية لإنهاء هذا الصراع بين القوى السياسية بفارق كبير قد يتجاوز ال70 في المائة ... لتعويض الفارق الضئيل الذى شهدته المرحلة الأولي ... و لأنني أعلم أن النظام سيعمل علي تعديل كافة النصوص المختلف عليها حتي لا يصطدم بالمجتمع الدولي عندما يتم تفعيل هذا الدستور تشريعيا و يكتشف أن بعض مواده تخالف عهوداً و مواثيق دولية أخذتها الدولة علي نفسها فيما مضى .. فيصبح سجيناً لقمقم صنعه بيديه
و سددت أنفي لأتفادى رائحة الصرف الصحي و أكوام القمامة المحيطة بغالبية المدارس التي أقيمت بها لجان التصويت .. و أغلقت أذناي حتي لا أسمع نحيب و عويل النخبة الهلامية التي لا تمل من ترويج أنصاف الحقائق و إدعاء البطولات .. كما أغلفت أذناى حتي لا أسمع الشعارات الثورية البراقة الزائفه من اليمين و اليسار .. فقد قطعت عهداً علي نفسي بألا أتبني فكراً ثورياُ و لو نبعت المياه من بين يدى أصحابه .. فهو فكر مشبوه و ثأرى .. لا يأتي بخير و لا يدعو إليه .. أما الحنكرة فلم أفكر مطلقاً في دعوة أى شخص أو توجيهه للموافقة علي هذا الدستور .. فأنا أؤمن أن كلٌ منا له حرية الإختيار بشرط أن يتحمل تبعيات إختياره .. ذهبت لأقول نعم .. لله ثم لصالح هذا الوطن الحبيب .. حتي ننقذ ما يمكن إنقاذه من بين الأيادى الخبيثة التي تتربص للفتك بالوطن و مواطنيه .. و حتي ننقذ أنفسنا من هذا الفكر الثورى اللئيم قبل أن يتحور إلي فكر ثأرى إنتقامي يغتال الأحلام و الأماني .. ذهبت لأقول نعم .. لله ثم لصالح هذا الوطن الحبيب .. حتي نتخلص من تجار الدين و محتكرى كلام الرب العظيم .. و حتي نتخلص من جميع رايات الفتنة و الضلال .. نهاية القول ألف باء سياسة .. ما لا يدرك كله .. لا يترك كله .. ذهبت لأقول نعم .. فلم أتمكن من دخول لجنتي الإنتخابية نظراً للزحام الشديد المتعمد .. و لذا حرصت علي كتابة هذه السطور لأقول نعم نعامين 3 نعمات للدستور .. و حسبي الله و نعم الوكيل
التعليقات (0)