نعم للشوكولا والالعاب الالكترونية في مبنى المدرسة ,هو شعار حملة لين الانتخابية الاولى..فابنتي التي لم تختم اعوامها الثمانية تستعد لخوض انتخابات الصف,وهي تريد ان تمثل طلاب الصف الثالث الابتدائي في مدرستها ..."اعددت خطة محكمة ,غدا تنظم ادارة المدرسة رحلة الى حديقة الحيوانات سأوزع على زملائي قطع من الشوكولا الممنوع في المدرسة وبالتالي سيقترع رفاقي لي وافوز بتمثيل الصف...
تعرف لين الصغيرة ان المدرسة على حق فانا امها يوميا اسر لها بانني اريد ان اقلل من تناولي للشوكولا لاسباب صحية وادعوها لمساعدتي وتذكيري اذا اغرتني قطعة شوكولا فدنيت نفسي لها..ولطالما نقاشت معها فوائد الشوكولا ومضاره. ثم ان لين طفلة ملتزمة جدا بالنظام وترفض ان تحيد عنه قيد انملة..ما الذي جعلها تتحمس لمخالفة نظام المدرسة ؟ لماذا تريد ان تخوض انتخابات صفها؟ ولماذا تريد ان تفوز بها ولو بمخالفة النظام؟
اعرف ان لين لا تهتم بالالعاب الالكترونية ولا يعنيها العاب اكثر في الملعب ..اسالها عن الاسباب : يا ماما لن ينتخبني رفاقي اذا لم اطالب بما يريدون..وهذا ما يريدون...اسالها وانت ماذا تريدين: تقول ساخرة" انا احب الفروض المدرسية ورفاقي لا يحبونها هل علي ان اطالب بفروض اكثر ..لن ينتخبني احد اذا طالبت بما اريد وتجاهلت ما يريدون...اسالها طيب وهل ستطالبين حقا اذا فزت بما وعدت ..تنظر الي باستغراب وغضب : اكيد يا ماما شو بدك اقول شيء ولا اقوم به ...
لم استطع ان اغلق فمي من هول المفاجاة ابنتي الصغيرة البريئة لين تفكر بشراء اصوات رفاقها بتوزيع قطع من الشوكولا الممنوع عليهم في مبنى المدرسة...لين تتطالب بما لا تريده من اجل ان تفوز بالانتخابات ..
استغرق الامر دقائق حتى اعدت توزاني ورتبت افكاري لمواجهة حملتها فأدخل معها بجدل سفسطائي انهيه بحزم: اقنعي المدرسة بالسماح بالشوكولا وهكذا تحققين ما يريده كل الطلاب وليس فقط رفاق صفك...
اريدها ان تترشح وتعد حملة انتخابية وتخوض التجربة باخلاق الطفولة وشهامة الصغار وشجاعة الاولاد.. من اين تعلمت هذه الخدع الانتخابية؟ لمت نفسي لاني قد اكون تركت جهاز التلفزيون يوما على نشرات الاخبار تتطلق حيلها امامها..وحاولت ان اعود بذاكرتي الى يوم قد اكون من دون قصد تكلمت امامها عن حملات انتخابية وفوز مرشحين..
عليها ان تقنع المدرسة بالشوكولا لا ان تخالف نظام المدرسة وتوزع الشوكولا على رفاق صفها
لن اقبل بلين مرشح كغيرها ولن اجعلها تخوض هذه الانتخابات... كادت الدمعة تتسلل الى عينيها فاخضع لها : طيب ولكن عليك ان تفي بوعودك وتعملي اذا فزت على اقناع المدرسة بما قلته لرفاقك..
فجأة بدت وكأنها تشعر بالمسؤولية فهي لا تستطع ان تطلق شعارات رنانة في حملتها وتتجاهلها بعد ذلك .. عليها ان تقنع اولا الاولاد ليقترعوا لها ثم عليها ان تقنع المدرسة ببرنامجها..وعليها ان تفي بوعودها وان لا يغريها تمثيل صفها فتنسى ما اطلقته.
تحولت طاولة الطعام وغرفة الجلوس الى غرفة عمليات صغيرة تكاد لا تختلف بحيويتها عن مكتب هيلاري كلنتون اثناء اعدادها لحملتها في اميركا..حضرت الواح الكرتون والاقلام والنجوم الذهبية والقلوب الحمراء وصور للمرشحة الصغيرة..وبدا العمل :
صغيرتي تختار صورها بعناية فلابد لصورة تجمعها مع كلبها ولا بد من صورة تظهر ابتسامتها وفستانها المزخرف ..ولا بد من نجمة تلصق امام كل حرف وقلب يكاد يغطي كلمات :شوكولا,بوفيه,العاب..
"صوتوا للين لاني ساطالب المدرسة ب :السماح بالشوكولا والالعاب الالكترونية,بوفيه مفتوح على الغذاء كطلاب المرحلة المتوسطة و العاب اكثر في الملعب" تحبوا الشوكولا صوتوا لي ..
تنتهي المرشحة الصغيرة من كتابة برنامجها الانتخابي واعداد حملتها ..تلتقط الهاتف المتحرك وتبدأ بأخذ صور لحملتها الدعائية ثم ترتب اللافتة التي اعدتها وتضعها قرب حقيبة المدرسة وتذهب للنوم..
تريد صغيرتي ان تفوز بانتخابات صفها تحلم بالفوز ..
ستحمل صغيرتي مسؤولية كلماتها ووعودها اذا فازت ..
قد تخيفها المسؤولية فتنسحب من الانتخابات غدا صباحا ,وقد تسير واثقة الخطى ملكة وتفوز ثم تحاول اقناع المدرسة بمطالب صفها , وقد تخسر وتأتي بائسة الى البيت كهيلاري كلنتون في حملتها الرئاسية.. لا يهم ..
المهم انها ستخوض في الثامنة من عمرها تجربة انتخابات ديمقراطية ستجعل منها يوما ممثلة لشعب يعشق الشوكولا ...
التعليقات (0)