بعد أن قامت الداخلية السعودية بإلقاء القبض على الشاب الذي جاهر بالرذيلة على قناة " lbc " عبر برنامجها " شاب الخط الأحمر " ، جاءت ردود الأفعال من عدد من علماء السعودية على هذه الجريمة المنكرة والمجاهرة الوقحة بالفاحشة والتفاخر بها ، فقد صرح الشيخ عبد المنعم العيثم " رئيس المحكمة الجزائية في جدة " : " إن المجاهر بالمعصية ينطبق عليه الحكم المختص في قضايا بث إشاعة الفاحشة بين المؤمنين عامة " وأضاف : " أن المحكمة قد تلقت مئات الشكاوي تضمنت الدعوى في قضية الشاب المجاهر بالمعصية على قناة فضائية " . وصرح " أستاذ نظم الحكم والقضاء والمرافعات الشرعية في مجمع الفقه الاسمي الدولي في جدة " الدكتور حسن بن محمد السفران : " أن ما تلفظ به الشاب وتصريحه ومجاهرته بالمعصية ، يعد ضرباً من ضروب الإفساد في الأرض ونشر للرذيلة والفاحشة ، وينبغي التوثق من أقواله وما نطق به ، وبعد التأكد من سلامة قواه العقلية ينظر القضاء في ضوء ذلك في أمره ، مع الاحتراز لأن الدعوى قد تمتد إلى أطراف آخرين غيره حسب ما يكتنفها من ظروف وأحوال يمكن أن ينزل عليها الحكم الشرعي " ولفت نظر القناة والعملين عليها وجميع الأطراف التي سجلت اللقاء واشتركت في عرضه ، إلى أن هذا الفعل محرم ومجرم شرعاً ، وضرباً من ضروب الإفساد في الأرض .
ونقلت صحيفة عكاظ عن " نائب رئيس اللجنة الوطنية للمحامين " سلطان بن زاحم قوله : " إن دائرة العرض في هيئة التحقيق والادعاء العام هي الجهة المختصة بالتحقق من التصرف الذي صدر عن الشاب بعد ضبطه ، حيث يتوجب التحقق من هذه التصرفات ونسبتها للشاب المتهم ، وبعد توجيه الاتهام يرفع للمحكمة الجزائية ليتم تعزيره بحكم شرعي حسب ما يبدو للقاضي من تعزير " وأضاف بن زاحم : " في حال ثبوت الاتهام عليه ، فإن سجنه لن يقل عن 20 عاما وجلده آلاف من الجلدات وإعلان الحكم في جميع وسائل الإعلام ، وسوف يكون رادعاً عاماً لمن تسول له نفسه الإقدام على مثل هذه التصرفات ، لأن ما فعله نشر للرذيلة بين أفراد المجتمع السعودي المحافظ على شعائر الإسلام ، كما يعد جرمه مجاهرة بالمعصية وإساءة للأعراض " .
وكل هذا هو حق وهو التطبيق لما جاءت به أحكام الكتاب ، والذي يجب أن ينزل بكل مجاهر بالمعاصي ومعلن للرذيلة والفاحشة في المجتمع المسلم أياً كان ، ولكنه حق مبتور لم يقصد به إلا التخدير ليس إلا ، وكأني بهذا الحال كحال شركات الدخان ، التي تنشر السم العضال بين المسلمين ، ثم تـُـزيل هذا بتحذير من أن التدخين سبب رئيس للإصابة في كثير من الأمراض كتجلط الشرايين والإصابة بالسرطان وووو .. ورغم خطورة هذا التحذير فإن الدخان ما زال يشترى ، والحشاشة ما زالوا على حالهم ، وكأن هذا التحذير مجرد فرقعة ، ليس أكثر ، وإلا لو كانوا صادقين حقيقة لقاموا بمنع هذا السم وحظره عن الشعوب ، وإغلاق شركات الدخان جميعاً ، وبهذا نحقق ما نصبو إليه من نتيجة ، ونمنع المجتمع من الفساد والانحراف ، ونأخذ بيد مجتمعنا إلى طريق الصواب .
وأريد أن أسأل هؤلاء الأفاضل ، هل قيامنا بكل ما تفضلتم به من أحكام سيقضي على دابر الفاحشة ويقطعها عن مجتمعنا !؟ وهل تطبيق حكم على فرد جاهر بمعصية ، كان صاحبها ضحية لما يمارس بحق شبابنا من إفساد من قبل حكومات وفنانين هابطين ، سيقضي على الفتن والفواحش فينا !؟ بينما الأصل في هذا إذا كنا حريصين على مجتمعنا المسلم ، أن نعالج المشكلة من أساس ، لا أن نكتفي بتخديرات موضعية هنا وهناك لا تصل بنا إلى تحقيق إي نتيجة فيما نصبو إليه من درء للمفاسد وجلب للمصالح ، ثم نقنع أنفسنا بأننا نقوم بواجبنا تجاه أهلينا ومجتمعنا !! بينما هناك بؤر واضحة وظاهرة ، هي السبب فيما وصل إليه مجتمعنا المسلم من فساد ، ومن انحراف لشبابه وبناته ، فمثل هذه البؤر هي الأولى بأن تقص وان تختفي عن مجتمعنا ، لا أن يكون حالنا كحال بني إسرائيل يؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون بالبعض الآخر ، فهذا لا يليق بأمة محمد عليه أفضل الصلاة والسلام ، وكأني بحال هؤلاء انطبق عليهم قول رسول الله – صلى الله عليه وسلم – عندما أراد قوم من المسلمين أن يتوسطوا في امرأة سرقت لكي لا يقام عليها الحد ، وشفعوا فيها أسامة بن زيد – رضي الله عنهما – : " فَلَمَّا كَلَّمَهُ أُسَامَةُ فِيهَا تَلَوَّنَ وَجْهُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ أَتُكَلِّمُنِي فِي حَدٍّ مِنْ حُدُودِ اللَّهِ قَالَ أُسَامَةُ اسْتَغْفِرْ لِي يَا رَسُولَ اللَّهِ فَلَمَّا كَانَ الْعَشِيُّ قَامَ رَسُولُ اللَّهِ خَطِيبًا فَأَثْنَى عَلَى اللَّهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ ثُمَّ قَالَ أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّمَا أَهْلَكَ النَّاسَ قَبْلَكُمْ أَنَّهُمْ كَانُوا إِذَا سَرَقَ فِيهِمْ الشَّرِيفُ تَرَكُوهُ وَإِذَا سَرَقَ فِيهِمْ الضَّعِيفُ أَقَامُوا عَلَيْهِ الْحَدَّ وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَوْ أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ مُحَمَّدٍ سَرَقَتْ لَقَطَعْتُ يَدَهَا ثُمَّ أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِتِلْكَ الْمَرْأَةِ فَقُطِعَتْ يَدُهَا فَحَسُنَتْ تَوْبَتُهَا بَعْدَ ذَلِكَ وَتَزَوَّجَتْ قَالَتْ عَائِشَةُ فَكَانَتْ تَأْتِي بَعْدَ ذَلِكَ فَأَرْفَعُ حَاجَتَهَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " .
نعم يجب أن نطالب كمسلمين جميعاً بإخراس هؤلاء ، ومنعهم من نشر الفاحشة بين شبابنا ، وتهديم مجتمعنا ، وإنزال العقوبة التي يقرها الشرع بحقهم ، فهؤلاء أحق الناس بأن يطبق حكم الله فيهم ، هذا إذا كنا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسنا أو الوالدين أو الأقربين ، ولا خير فينا إذا لم نفعلها ، وأما تطبيق العقوبة على فرد واحد ، وهو الواجب بحقه وحق كل مجاهر بالفاحشة ، فلن يحل من الأمر شيئاً ، لأن بؤر الإفساد ما زالت تضخ إلى الشباب والبنات الفواحش ما ظهر منها وما بطن ، ومن أراد أن يعرف جزءاً من هذا الذي ينتشر بين أبنائنا ، وتحت بصر وسمع حكوماتنا ليدخل على أحد مواقع الشات أو غرف البالتوك ليرى ويشاهد ، ويكفيه من هذا فقط الأسماء المستعارة الفاضحة والخادشة للحياء والتي تنتشر وبكل وقاحة داخل هذه الغرف ، بالإضافة إلى عشرات المواقع الجنسية والتي تصدر من دول عربية ، فمن ساعد على كل هذا !؟ ومن أين تبث مثل هذه المواقع !؟ ويساندها في هذا القنوات الفضائية الفاضحة والخادشة للحياء والتي تضخ فينا عشرات الآلاف من الأجساد العارية وشبه العارية يومياً ، من خلال الأغاني الهابطة والمسلسلات التافهة .
أن المسؤولية الملقاة على كاهلنا عظيمة ، وكبيرة وسنحاسب عليها أمام الله تعالى ، فكيف لفتاة في ريعان الصبا وكيف لشاب في أول مراهقته أن يترك فريسة لتلك الغرف ، وكيف تترك لأبنائنا ونسائنا وأنفسنا الحرية لمشاهدة قبلات العشاق واللقطات الجنسية في المسلسلات السورية والمصرية والتركية المدبلجة ، بل كيف تستقيم بعدها حياة زوجين تنقصهما العاطفة ، سوى أن يبحث كل واحد منهما عن عشيق ، خارج إطار الزوجية ، أو أن يؤول الحال بشبابنا وبناتنا إلى ممارسة الجنس قبل الزواج ، وذلك كما تريد أن تصوره لنا تلك المسلسلات الهابطة ، وكما ينقله لنا أولئك الفنانون الساقطون ، وسط دعم ومباركة الحكومات الراعية لكل هذه الفواحش ، أليس ما تقوم به تلك المؤسسات والحكومات من نشر للفاحشة بشكل منظم ومدروس ، يفوق ما قام به واعترف به هذا الخبيث آلاف الأضعاف !؟ أليس – من البداهة والعقل – أن القائمين على إخراج هذه المسلسلات من مخرجين وفنانين ، وحكومات توفر لهم كل الوسائل وتساعدهم على غزو المجتمع المسلم ، وعلى رأسها الحكومة السورية والحكومة المصرية ، والحكومة السعودية وعلى رأسها الأمير الوليد بن طلال – قارون هذا العصر – صاحب قنوات الفحش والضلال والإفساد ، هم أشد خطراً علينا من جريمة هذا المجاهر بالفاحشة آلاف المرات !؟ أليس حرياً بنا أن نطالب بأن يقتص من هؤلاء على جرائمهم وإفسادهم للمجتمع المسلم ، فإن ما يقومون به من دور ، لا يساوي شيئاً أمام وقاحة هذا المفسد الصغير ، وهم أحق الناس بأن يقتص منهم ويطبق فيهم حكم الله .
ولذلك كان الأولى بنا أن نقوم بشن حملات ضد هذه الأوكار الخبيثة والمنظمات المأجورة العاملة على إفساد المجتمع المسلم ، وبمثل هذا نكون قد وضعنا أيدينا على الجرح النازف ، وقمنا بواجبنا ، من أجل درء المفاسد ، وقطع دابر كل مفسد ، وأما تطبيق حكم على فرد كان ضحية لإجرام غيره ، فهذا ليس كافياً لأن نحقق ما نصبوا إليه ، فإن من يقوم بنشر الزنا ويحض شبابنا على ممارسة الجنس قبل الزواج ويشجع على إقامة العلاقات الغير شرعية ، هو اشد إفساداً من جريمة هذا الفرد ، والجميع متآمر على نشر المعصية ، وإن كنا حقيقة نريد أن نكون منصفين للحق لا أن نطبقه على الضعفاء منا ونترك غيرهم ، أن نطالب جميعاً بإغلاق هذه القنوات التي تنشر الفاحشة ، ليل نهار على بصر ومرأى منا ، لا أن تقتصر مطالبنا وسط خوفنا وعجزنا ، على إنزال القصاص في حق فرد ، فإن قصصة جناحه وردعه لوحده لن يوقف أياً من بؤر الفساد ، ولدر المفاسد وجلب المصالح أن نطالب جميعاً بإقامة القصاص والتعزير على كل من شارك وقام بهذه الجرائم في حق مجتمعنا المسلم وعلى رأسها الحكومة السورية التي ترعى الدعارة في بلدها وعلى مستوى خمسة نجوم ثم تدعي بعد كل هذا أنها دول مقاومة وممانعة !؟ فصلاح الدين ونور الدين رحمهما الله تعالى اقسما أن لا تعرف الابتسامة طريقاً إلى وجوههم حتى حررا المسجد الأقصى من براثن الصليبين ، وكانت خيامهم وخيام جنودهم لا يسمع منها إلا الصلاة وقراءة القران والدعاء في الليل ، وفي النهار فرسان يخيفون أعداء الله ويرهبونهم ، بينما اقسم هذا الأسد أن يحرر المسجد الأقصى بجيوش الشواذ وأسراب الزناة !! الذين يسهرون ليلهم على ثغور المومسات ، ونهارهم إدلاء لمن يريد أن يمارس الفاحشة في المزة وحارات الشام العريقة ، وأن ندين جريمة رابطة الفن السورية والمصرية وكل فنان قام بتمثيل هذه الفواحش أو شارك بالدبلجة مخرجاً كان أو فناناً أو غير هذا ، والمطالبة بملاحقة الأمير الوليد بن طلال القائم على ملكية هذه القنوات الهابطة والفاسدة والذي له أكبر الدور في ترويج هذه القاذورات داخل مجتمعنا ، والحكم عليهم بالسجن والجلد والتشهير ، كما سيكون عليه حال هذا المجاهر بفواحشه .
ولنعلم أننا إن لم نقم بهذا ويكون حالنا لو أن بنت رسول الله – صلى الله عليه وسلم –فاطمة سرقت لقطعنا يديها ، فإنه سيكون في هذا ذلا لنا فوق ذلنا ، وموافقة منا على زيادة انحراف مجتمعنا ، ولا خير فينا إن لم نقل كلمة حق بوجه سلطان جائر فاسد يشيع الفاحشة في مجتمعنا المسلم .
احمد النعيمي
Ahmeeedasd@googlemail.com
http://ahmeed.maktoobblog.com/
يراجع :
_ ملف الدعارة في سوريا ..
http://www.awsatnews.net/?p=5842
_ دعارة خمس نجوم ..
http://www.acaciabahrain.com/showArticle.php?id=885
انضم إلى ثلة الشرف والفخار لنعلن لكل مفسد ومجاهر بالفواحش أننا لسنا راضون عن فسادهم ونشرهم للفاحشة في مجتمعنا ، رابط ثلة الشرف والفخار ..
http://ahmeed.maktoobblog.com/1612380/حملة-من-اجل-إيقاف-قنوات-الفساد-ومنع-ال/
التعليقات (0)