مواضيع اليوم

نعمة

الطيب طهوري

2016-01-11 12:59:32

0

لم تعد نعمة تحبنا يا أمنا ..شعرها الذي كنا نلاعبه كل صباح وكل مساء غطته ..صار التيه موعدنا كلما توجهنا إلى حيث هي هناك..قالت النسائم لأمها الريح.. الأشعة قالت لأمها الشمس: غطت نعمة وجهها..لم نعد نقبِّل وجنتيها الخوخيتين وعينيها العسليتين وشفتيها الكرزيتين، كما تعودنا في كل الأوقات.. غضبت الريح وانطلقت مدمدمة وهي ترى حزن نسائمها.. أشتعلت الشمس أكثر وأرسلت أشعة حارقة لا حصر لها.. ومعا حركتا البحر والرمل .. انطلقت الزوابع الرملية ..كانت نعمة في الشارع فطار غطاء رأسها عاليا وتاه في الفضاء..نقابها أيضا حملته الزوابع بعيدا.. الغيوم التي غطت السماء أرسلت أمطارها الغزيرة حيث كانت نعمة تقف ضائعة واضعة كفيها على شعرها ووجهها من شدة الخجل..صار جسد نعمة شبه عار وقد تبللت ثيابها بالكامل.. هدأت بعدها الريح وتوقفت زوابعها.. الأمطار أيضا توقفت تماما.. تلمست نعمةُ شعرها..كان نظيفا تداعبه النسمات.. نظرت إلى الثوب الذي على جسدها..كان نظيفا أيضا تعانقه أشعة الشمس الدافئة.. أحست بالكثير من الغبطة..ابتسمت بعمق ورفعت ذراعيها عاليا..راحت تدور على نفسها شبه راقصة.. اجتمع الناس حول جسد نعمة..سافرة ،فاسقة، قالوا.. رفعت رأسها نعمة..رأت عيون الشهوة تحاصرها بشدة، ومن كل الجهات.. خجلت من نفسها..ومن تلك العيون أيضا.. بكت بحرقة ..وسارت في الطريق..


التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !