بعث صديق لي بحكاية تقول ان ملكا كان بحكم دولة واسعة جدا .. أراد هذا الملك يوما القبام برحلة برية طويلة , و خلال عودته وجد أن قدميه قد تورمت بسبب المشي في الطرق الوعرة, فاصدر مرسوما يقضي بتغطية كل شوارع المدينة بالجلد و لكن احد مستشاريه أشار عليه برأي وهو عمل قطعة جلد صغيرة تحت قدمي الملك فقط , و من هنا كانت البداية... و يعلّق إنه أذا اردت التغيير فلا تحاول ان تغير العالم بل ابدء بتغيير نفسك اولا ثم ابدء بالأخرين...!
أنا اتفق مع صديقي بأن التغيير لابد و ان يبدء بذات الأنسان نفسه اولا , لكن من يضمن هذا الملك أو الأنسان أن لا يمتلكه شغف الأستملاك و يبقي الأمر حصريا له و يحرم الأخرين منه.
و التغيير عملية جراحية مطلوبة في حياة الأنسان طالما اننا نؤمن بعملية التطور و أذا لم يكن إيمان فلابد أن يكون من باب حب أو طموح لحالة افضل و يبقى مقياس التغيير في الضمير الباطن لهذا أو ذاك من البشر, و يبدو ان صاحبنا الملك كان عفويا حين رأى ان تغطية الشوارع ستغير من حالة الشارع ليكون اقل ضررا للأقدام في حين ان مستشاره أراد ان يخفف عن نفسه و العاملين مشقّة تغطية الشوارع بالجلد و التكاليف التي ستثقل كاهل دافعي الضرائب للملك و تولد سخطا شعبيا في تحمل تبعية التكاليف, فالأفضل ان يقرر كل فرد عن تغطية تحت قدمية على حسابه الخاص و بضمنهم جلالة الملك!
و يرى آخر لو ان الملك غطى الطرقات بالجلد كان افضل له في ان يمشي حافيا في طريق بخطى مريحة دون ان يقفز فوق الحفر و ثني الأرجل فوق الصخور و بذلك لا تتأذى القدمين و تسهل عملية التنقل بين الطرقات وآخر يظيف , بعد ذلك يقرر كل فرد بنفسه إن سيغطي تحت قدميه أو لا
التعليقات (0)