نظرية الذات Self theory
هي احدث واشمل نظريات الذات وذلك لارتباطها بطريقة الإرشاد الممركز حول العميل .
صاحب النظرية كارل روجر ولد عام 1902 في احد ضواحي مدينة شيكاغو كان الطفل الرابع من تسلسل ستة أخوان لوالد متدين .
كانت إحدى رغبات روجر ان يكون قساً والتحق فيما بعد عام 1924 بكلية المعلمين ليدرس علم النفس العيادي في جامعة كولومبيا حتى أكمل دراسته ليصبح أستاذا بشهادة الدكتوراه في علم النفس وفي جامعة لوهاي ثم جامعة شيكاغو ونتيجة لعطائه العلمي المتميز منح جائزة العطاء العلمي المتميز .
مفاهيم النظرية :
الذات :
وهي أهم المفاهيم التي أعدت العمود الفقري للنظرية ومحور هام ترتكز عليه كل المفاهيم ومن خلال مفهوم الذات يمكن ان نعرف مستوى المفاهيم الأخرى
والمعروف عن الذات مفهوما فلسفيا خلافي بين العلماء القدماء أصحاب الحضارات التي سبقت هذا الزمان منذ اليونان(سقراط وأرسطو وفلاطون ) ومرورا بالحضارة الإسلامية أمثال ابن سينا وابن الرشد وآخرون إذ كان موضوع الخلاف هل الذات هي النفس أو الروح وأين هي من الجسم.
وجاء روجر ليدرس الذات بعيدا عن هذا الخلاف واعدها (كينونة الفرد التي تتكون نتيجة تفاعله مع الآخرين وهي مجموعة مدركات ومفاهيم وقيم ) وتشتمل الذات على أنواع منها الذات المدركة والذات الواقعية والذات العميقة والذات الاجتماعية ولكل نوع من الأنواع مستوى وأعلاهن الذات الاجتماعية .
مفهوم الذات :
من أهم المواضيع التي بحثها روجر في الذات وعرفه انه (تكوين معرفي منظم ومتعلم للمدركات الشعورية والتصورات والتقييمات الخاصة بالذات يبلوره الفرد ويعده تعريفا نفسيا لذاته ) أي إن تكوين مفهوم الذات الايجابي او السلبي عند الإفراد من خلال تصور وتقييم الفرد لذاته .
وبالرغم من إن مفهوم الذات ثابت نسبيا إلا انه يمكن تعديله وتغييره من خلال الإرشاد النفسي وانه يتأثر بالوراثة والبيئة وبالأسرة فكل سارق مهما يصل من مكانة اجتماعية بين المجتمع إلا انه يعرف انه سارق وان الآخرين أفضل منه .
الخبرة :
هي موقف او حدث يمر به الفرد في زمن معين ومكان معين يتفاعل الفرد معها ويتأثر بها فيحولها إلى رموز يدركها ويقيمها في ضوء مفهوم ذاته ويؤكد روجر ان المشكلة تتكون حينما لا تتفق او لا تتطابق الخبرات مع مفهوم الذات وعلى العكس إذا تتطابقن فسوف يشعر الفرد بالراحة النفسية والتوافق النفسي .
الفرد :
يسمى في العديد من المصادر (العضوية ) اذ يشير مفهوم الفرد او العضوية ان الفرد ككيان متكامل يشمل الجانب الجسمي والنفسي معا ودائما لدى الفرد دافعا فطريا (لتاكيد ذاته )من خلال تفاعله مع البيئة الاجتماعية ومن خلال العمل والانجاز والإبداع والأداء الاجتماعي وحينما لا يستطيع ان يؤكد ذاته بين الآخرين بالطرق المقبولة قد يلجأ إلى الطرق غير المقبولة كالجريمة او الخروج عن المقبول في المجتمع فتتولد لديه مشكلة تحتاج الى التدخل الإرشادي من قبل المرشد النفسي .
المجال الظاهري :
وهو العالم الخاص بكل فرد اذ يتفاعل مع مجاله الظاهري كما يدركه هو لذا يسمى المجال الإدراكي للفرد الذي يتكون من خلال تفاعل الفرد مع محيطه الخارجي وخبراته التي خبرها الفرد في حياته .
السلوك :
يرى روجر ان (السلوك هو النشاط الموجه نحو هدف معين يقوم به الفرد لإشباع حاجاته ) يرى روجر ان الإطار المرجعي للفرد هو أفضل طريقة لفهم سلوكه ولتغيير سلوكه وعلى هذا الراي يسعى المرشد في ان يكون استنباط حل مشكلة المسترشد من خلال المسترشد نفسه .
فالمرشد النفسي الجيد يتعامل مع هذا الموضوع بمهارة لكي يستطيع تغيير سلوك المسترشد .
المقابلة عند روجرز
المقابلة أسلوب لجمع المعلومات إلا ان كارل روجر أعدها طريقة للعلاج وللإرشاد النفسي
وأكد عليها في دراسته العلمية وأكد على تفاصيل يعتقدها روجر مهمة كالجلوس مع المسترشد وكيفيتها لتكون المقابلة الإرشادية عند روجرز متميزة تختلف عن المقابلة العادية او التحقيقية فكان يفضل روجر ان يجلس المسترشد بالطرف المقابل للمرشد النفسي اقصى اليمين او اقصى اليسار جلسة ود وثقة متبادلة.
خطوات المقابلة الارشادية :
اللقاء الاول :
يجلس المرشد النفسي على كرسي ويجلس المسترشد او صاحب المشكلة على احد طرفي الطاولة وان المسافة التي بين المرشد والمسترشد تسمى مسافة اجتماعية تقل هذه المسافة وتزداد مع قوة التفاعل بين الاثنان .
في اللقاء الاول يعرض المرشد النفسي على المسترشد تقديم المساعدة ويذكر له أخلاقيات المرشد النفسي والتي من أهمها سرية المعلومات وان المرشد لا يبوح أسرار المسترشد في أي ظرف من الظروف لكي يطمئن المسترشد للمرشد النفسي اطمئنان يجعله صريحا ويخلق فيها جو من المحبة والود والألفة .
الإصغاء :
يصغي المرشد النفسي للمسترشد ويطلب منه التحدث عن مشكلته بكل صراحة والإصغاء فنية مهمة من فنيات المقابلة الإرشادية تحتاج الى مرشد نفسي ماهر يراقب كل حركة وكل سكنة ويعرف ان المسترشد يتحدث بصدق او يخفي معلومات عن المرشد النفسي لذلك يجب ان يكون الاصغاء باهتمام وعناية يشعر المسترشد ان هناك من يصغي اليه وعلى المرشد ان يعرف الأساليب التي تجعل المسترشد يتحدث ومتى يسكت ولماذا يسكت وان السكوت علامة استفهام ان ينتبه لها المرشد النفسي .
التنفيس :
يعطي المرشد النفسي للمسترشد (صاحب المشكلة ) الفرصة بان ينفس المسترشد عن انفعالاته ويفرغ ما لديه في جعبة المرشد ليتخلص من التوتر والقلق من العملية الإرشادية ويساعده على الاسترخاء .
عكس المشاعر :
فنية مهمة في المقابلة الإرشادية يعكس فيها المرشد مشاعر المسترشد ليحصل على اتفاق من ان المرشد فهم مشاعر المسترشد وتصل ان يتاثر المرشد تاثر قريب لتاثر المسترشد .
السؤال :
بعد كل فنيات المقابلة السابقة يأتي دور المرشد النفسي ليسال المسترشد أسئلة يستفهم عن ما ذكره المسترشد. واعتقد انه يجب ان تتوفر فيها عديد من الامور :
ان تكون مرتبطة ارتباط وثيق من مشكلة المسترشد
ان تكون قصيرة وواضحة
ان تكون باللغة الدارجة للمسترشد
حيادية ليس فيها نقد موجه
السؤال مكون من جملة ذات كلمات مهذبة
بصوت مسموع دون تقطع .
التوضيح والمواجهة :
يطلب المرشد النفسي بعض الأمثلة لكي يستوضح عن ما غاب عنه من أفكار ثم يواجه المرشد النفسي المسترشد مواجهة حريصة بعيدة عن الهجوم والكلام العنيف او إصدار احكام بل هي عملية تغذية راجعة تخص المسترشد لمساعدته في تذويب الأفكار غير المناسبة .
نقد النظرية
انتقدت النظرية من قبل علماء النفس ويمكن ان نرد على البعض منها :
تولي اهتمام بالفرد اكثر من المشكلة نعم هذا صحيح لكن المنظر يرى من خلال الفرد يمكن الوصول الى حل مشكلته اي ان حل المشكلة من خلال الفرد وتشهد على ذلك المقابلة نفسها لان في المقابلة يتم مناقشة المشكلة وما يرتبط بها .
تقلل من أهمية المقاييس والاختبارات كوسيلة لجمع المعلومات وبالحقيقة ان روجر لايلغي دور الاختبارات والمقاييس انما يستعملها حينما يجد لها ضرورة في استعمالها .
والبعض يجد ان النظرية لم تبلور الطبيعة الإنسانية بل ركزت على الذات وفهم الذات فهذا أمر طبيعي لان النظرية لا يمكن ان تشتمل على كل الجوانب الإنسانية ولا يمكن ان تكون نظرية متكاملة وشاملة لصعوبة الإنسان الذي سماه احد الفلاسفة ذلك الكائن المجهول وان الطبيعة الانسانية واسعة لايمكن ضمها في نظرية معينة من هذا جاء سبب تعدد النظريات .
التعليقات (0)