مواضيع اليوم

نظرية كوفمان في الاحراج

                             نظرية كوفمانGoffman,1967-1982 في تفسير الاحراج

       ينتمي العالم الامريكي كوفمان الى المدرسة الاجتماعية وهو احد علماء الاجتماع المعروف في بحوثه حتى اصبح الاصل الذي نشأت منة معظم البحوث حول الاحراج في العصر الحديث,فاخذ منه كل من (مودغليني,باس,ميللر).

        ويؤكد كوفمان ان الاحراج ينتج من التفاعل الاحمق الذي يفشل فيه الفرد خوفا من انطباع الاخرين وان التقييم الاجتماعي من قبل الاخرين والخبرة السلوكية وتوقعات الفرد غيرالمنجزة حول كيف يقيّمه الاخرون لها تأثيرا كبيرا في تفسير السلوك الاحراجي وفي  تفسير النسبه الاكبر من التباين في مستوى الاحراج.

        وفي دراسة لكوفمانGoffman, توصل الى انه يمكن ملاحظة الاحراج بسهولة من خلال الخصائص الفسيولوجية والنفسيةللفرد. والاحراج سلوك ثابت نسبيا في المواقف الاجتماعية من حيث طبيعة الموقف ما اذا كان الموقف سارا ام محزنا فانه ينتج نفس الدرجة في مستوى الاحراج لدى المحرجين.

    واعد كوفمان المواجهات الاجتماعية المصدر الرئيس والمهم وبدونها لايمكن الشعور بالاحراج وان الاحراج يحتاج الى عناصر ثلاثة (الافراد,المكان,الزمان) تلك هي المكونات الحقيقية للمواجهة الاجتماعية.     

       والمواجهة الاجتماعية فرصة مناسبة للتفاعل الاجتماعي تبدأ عندما يدرك المواجهون  انهم انتقلوا الى الوجود الحالي للشخص الاخر وتنتهي اما بالتفاعل الاجتماعي او الانسحاب  ومن وجهة نظر كوفمان ان المواجهة الاجتماعية تتضمن عدة مفاهيم:-

   1-تقديم الذات :

         يعد مفهوم الذات من اقدم المفاهيم في الاسس النفسية والفلسفية         لفهم الطبيعة الانسانية فقد كان مركز الاهتمام في دراسة الذات ينصب على العمليات التي بواسطتها يكتسب الافراد المعرفة بانفسهم وهو من ابرز المفاهيم النفسية التي بحث فيها علماء النفس، فالانسان كان وما زال يسعى حثيثاً لمعرفة نفسه وفهمها بشكل أفضل، فهو يريد أن يعرف بالضبط من هو، ولماذا هو كما هو عليه الآن، وكيف وصل الى ما وصل اليه، لذا فإن مفهوم الذات ليس مجرد انعكاس لما يراه الفرد في عيون الآخرين، بل ان الذات تنمو من خلال تفاعل الفرد مع الآخرين الذين يعيشون حوله، بدءاً بالاسرة والمدرسة وامتداداً الى الجماعات والمؤسسات الاجتماعية الاخرى، وتتكون منذ الايام الاولى بعد الميلاد، نتيجة لتفاعل الطفل الاجتماعي مع الآخرين في بيئته. لذلك يؤكد علماء النفس على ضرورة فهم الفرد ككل وفي بيئته الاجتماعية الطبيعية وقد اولى قسم كبير من علماء النفس المعاصرين اهتماماً كبيراً بمفهوم الذات باعتباره التنظيم الرئيس الذي يؤثر في سلوك الانسان .                    ويشير كوفمان يشير الى ان الذات انعكاس للهوية الاجتماعية وان الهوية الاجتماعية هي صورة الذات الطبيعية اوالمحرجة وان الشخص الذي يريد ان يبرز هويته بين اقرانه واصدقائه يصبها بشكل مقبول من خلال  تفاعله الاجتماعي بمن يحيطون به, أي أن كوفمان بحث الذات من خلال تفاعل الفرد مع المجتمع  .

2- تعابير الوجة  face work:

يمكن التعرف على الشخص المحرج من غير المحرج من خلال تعابير الوجه الذي يسعى المحرج لاخفائها عن طريق محاولة تغييرها الى تعابير وجه رصينة اذ يؤكد كوفمان"متى ما اختلف واقع الفرد الداخلي مع الواقع الخارجي ظهرت على وجة الشخص تعابير تخالف الواقع الخارجي فتظهر علية علامات الاحراج ثم ُطورت افكار كوفمان من خلال دراسات (ايكمان,2006).التي استهدفت قدرات اشخاص شديدي الفراسه يستطيعون تمييز الصادق من الكاذب والمحرج من غيره عن طريق دراسة تعابير الوجة ,حتى تحول صاحب هذة الدراسة الى قاريء وجوه في عيادته النفسيه, واُستغلت الافكار حول تعابير الوجه في اجهزة الشرطة والمخابرات العالمية بعد اعداد خبراء اكفاء لقراءة تعابير الوجة والتعرف على العلامات الانفعالية التي يصدرها وجة المجرم اذ عدّ الوجه اوضح سبيل لقياس الاحراج لانه تظهر فيه اول علامات الافتضاح والازدراء لأن الشخص يميل الى مواجهة رد فعل عاطفي فوري اثناء الاحراج الى الوجه الذي امامه وهناك اشخاص لهم القدرة على ضبط ردود افعالهم وقمع حالات الاحراج (حفظ ماء الوجه) اي انه بمثابة الحارس الامين على ضبط تعابير وجهه لارضاء الجميع (شخص دبلوماسي).

 

3-انتقال الاحراج او التعاطف الاحراجي:

     الاحراج ليس بالضرورة ان يحصل عندما يتعرض الفرد الى موقف محرج فقط بل يحصل لمجرد ان يشاهد شخص اخر يتعرض للاحراج .                  

    وان الظروف والاحداث المحرجة غالبا ماتشمل كل الحظور حينما يجد الفرد نفسه في موقع يتوقع ان يجعله محرجا.          

      لذا فان الاحراج الناجم عن التعاطف الوجداني كما  يسميه كوفمان يمكن ان يحصل حتى حينما لا يشارك الملاحظون او الحضور المحرج في الموقف الاحراجي الاانهم قد يشاركونه في تبادل المواقع مع الشخص من ناحية وكيفية الخروج من هذا المازق من ناحية اخرى .                     

      وان المراقبين للمحرج قد يستجيبون بمدى متنوع من الاستجابات المتشابهه مع تلك الاستجابات التي وجدت لدى الشخص المحرج ، كالابتسامة والضحك واحمرار الوجه وهي استجابات توازي استجابة المحرج     وتدل على  التعاطف والاسناد ،فقد دلت دراسة لكوفمان على ان الحضور يكونوا آماعدائيين مع الاشخاص المحرجين اومؤيدون يقدمون له الاعتبارات الايجابية لكي يساعدوه على الاطمئنان. 

                                                                                                       

4- الاحراج المتعمد او القصدي :

    عرفة كوفمان انة"انتهاك لشخص بشكل مقصود من قبل الاخرين وهو اما ان يكون متوقع اوغير متوقع بالنسبة للمحرج  ويبدو ان كوفمان أول منظر ناقش الاحراج بشكل مباشروقد بين ان النكات العملية والالعاب الاجتماعية تؤدي دورا بارزا في حياة الناس الاجتماعية.

       وقد توسع في هذة الفكرة فيما بعد مبينا ان تقديم الذات من قبل الافراد قد  تتعرض الى تهديد  من الاخرين عن عمد وقد يحصل المتسببون للاحراج على حالات حقيقة من الاشباع  ليبحثوا عن اسناد او دعم لهوية ادوارهم الاجتماعية بمعنى ان الشخص القادر على احراج الاخرين يشبع حاجة في نفسه     من خلال احراج اشخاص اخرين.

 وفي دراسة لكوفمان استهدفت علاقة القسوة بالاشخاص الذين يتعمدون احراج الغير فكانوا اكثر قسوة من الذين يتعاطفون مع المحرج  وان الاحراج المتعمد له اسباب هي:-

 

ا- شخصية:

      اي وضع شخصا ما تحت التساؤل والتشكيك وسلب الثقة منه وتقليل احترامه امام الحضور لوجود مشكلة اوعداء اوكره لذلك الشخص 0              

 

 

ب-  اجتماعية :    

        كالفروق الفردية في الكفاءة العلمية اوالفروق في الطبقات الاجتماعية فان الطبقة الوسطى في المجتمع تجد نفسها محرجة اثناء التفاعل مع الطبقة العليا       وكذا الطبقة العليا تسعى للتقليل من اهمية الطبقة الوسطى والفقيرة.

 

ج-  اقتصادية :

       تتعلق بالمهنة والثروة  المالية أن بعض الناس الاغنياء يتسببون في احراج الناس الفقراء عن طريق السخرية منهم او زيادة العطف عليهم.

 

5- الاحراج الفردي: 

        هو شعور الفرد بالاحراج دون انتباه الاخرين اليه ويزداد هذاالنوع من الاحراج اثناء المواجهات الاجتماعية الفردية ويتمثل بضعف القدرة للنظر بعين الاخر كأن يلتقي بصديق قديم تتمنى رؤيته اوصديق لك لاترغب بلقائه وهذا النوع من الاحراج يمكن ان يتخطاه الفرد بالكفاءة الشخصية والقدرة على المواجهة الاجتماعية.

 

6- الاحراج الجماعي:

        في هذا النوع يشعر المحرج،بصعوبة اكبر من الاحراج الفردي لانه يحتاج في ذلك الى مواجهة الجماعة التي تتعدد فيها الاراء والتقييمات له مثال ذلك القاء محاضرة امام حشد من الناس او اختبار لمهنة معينة  او حضور الحفلات.

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات