مواضيع اليوم

نظرية على زيوار فى العلاقات العامة

زين العابدين

2013-10-28 22:07:23

2

                                 نظرية على زيوار فى العلاقات العامة

كان الراحل على زيوار لمن لا يعرفه أحد أشهر المعلقين الرياضيين الذى كان يجاهر ، وبطريقة فجة ، بإنحياذه الأعمى للنادى الأهلى حتى ولو كان الأهلى طرفا من أطراف أحد المباريات فى المسابقات المحلية لكرة القدم ، وليس الدولية أو الأفريقية . وكان على زيوار ، وبجانب تعليقه الرياضى ، ظابط سابق فى القوات المسلحة . وهو ، وكالعديد غيره ، لم يكن يفعل ذلك جراء حب حقيقى للأهلى ولكن تزلفا ونفاقا لمن كانوا يحكومون ، حيث أن مصر ومنذ الحكم العسكرى ــ والذى سبقه إنقلاب يوليو 1952 بطبيعة الحال ــ وحتى الآن ، كان كل من حكمها من العسكر يشجع ، وبعنف مؤدى إلى التطرف حتى فى الإنفعال الذى يكشف جوانب عديدة من شخصية صاحبه ، وخاصة فى عهد مبارك ، النادى الأهلى ، ربما محاولة منه لكسب شعبية أو شرعية مزعومة متمثلة فى الجماهير العريضة من مشجعى النادى الأهلى ..!

وعندما أستضيف على زيوار فى أحد برامج التليفزيون المصرى ــ التافهة بطبيعة الحال ، والمنحاذة كذلك فى الكرة كما فى السياسة ــ سألته المذيعة ، وبما معناه ، قائلة ــ وعلى ما أتذكر ــ ؛ " كيف يتسنى يا كابتن للفريق القومى ، أو النادى الأهلى ، الحصول على مدرب ، أو مدير فنى للكرة كفء ، و ذو سمعة حسنة ، وخبرة جيدة تمكننا على الأقل ، من تحقيق إنجازات فى دنيا الكرة ..؟!

فرد عليها الكابتن على زيوار قائلا ؛ " شوفى يا منى ــ وكانت المذيعة تقريبا منى الحسينى ــ علشان أجيب مدرب كويس ، وأجيب معلومات دقيقة عنه ، عارفه ممكن أسأل مين ..؟!

ــ مين يا كابتن ..؟

ــ العامل بتاع غرفة خلع الملابس .. العامل ده يا منى يعرف كل كبيرة وصغيره عن مدرب الفريق ، أو المدير الفنى .. ومش المدرب وبس .. وكمان اللاعبين ..! ... " إنتهى الإقتباس "  .    

ولا أدرى هل إختراع ما يسمى بالسيرة الذاتية لأى مدير فنى للكرة ، أو غيرها ، قد أكتشف فى عهد على زيوار ، أم بعد رحيله ، وهل إختراع أرقام ، أوإنجازاتRecords  أى مدير فنى فى الملاعب قد عرف كذلك فى عهد زيوار أم بعد رحيله ..؟!

وأرى أن لجؤ الحكومة المصرية ، وهى حكومة العسكر ، إلى شركة أمريكية للعلاقات العامة ، وهى شركة " جلوفر بارك جروب " ، لكى تقربها أكثر من صناع القرار فى واشنطن سواء كانوا من البيت الأبيض ، أو من الكونجرس ، لا يختلف كثيرا عن نظرية على زيوار فى البحث عن مدير فنى Coach  سواء للأهلى ، أو الفريق القومى .

والسؤال هو لم العمل فى الظلام بينما العمل فى " النور " متاح ، وومكن وسهل ، وشرعى ، وغير مكلف ، وأكثر جدوى وفعالية ..؟!

وهذا المسلك المتخلف لحكومة الببلاوى ، أو ممن أشار عليه بذلك ، لم يكن وليد اليوم فى حقيقة الأمر ، فمنذ إنقلاب يوليو 1952 أشار هيكل ، كاتب السلطة ، ومنظرها ــ أى سلطة ، سواء كانت تؤمن بالرأسمالية ، أو الإشتراكية ، أو لا تؤمن حتى بأى شىء ــ على عبد الناصر ، والذى كان بدوره لديه إستعداد طبيعى ، أو فطرى ، لذلك ، بالإتصال بأحد رجال " السى أى آيه" ، والذى كان يعمل متخفيا فى لبنان ، والشرق الأوسط بصفة عامة ، كرجل أعمال ، لكى يقربه من صناع القرار فى البيت الأبيض ، وهو عميل " السى أى آيه الأسبق" ميلز كوبلاند " مؤلف كتاب لعبة الأمم الشهير ..!

إذن هو نفس مسلك وطريق الظلام الذى سلكه العسكر بالأمس قد سلكوه اليوم .

ومثل ذلك المسلك هو الذى قاد الأمة بأسرها ، وبسبب حماقاتهم ، أو خيانتهم ، أو تبعيتهم ، وتفاهتهم وتهاتفهم ــ سمها ما شئت ــ تلك إلى أبشع هزيمة تعرضت لها مصر والعرب بصفة عامة ، ومنذ فجر التاريخ ، وهى هزيمة يونيو عام 1967 .. وذلك لأنه  قد تمخض عن تلك الهزيمة ضياع دولة بأسرها ، وهى فلسطين ، وكذا القدس الشريف ، وهو ما لم يحدث من قبل على مدى التاريخ ، كما جرى الإنتقاص المادى والمعنوىكذلك على السيادة الخاصة بكل دول الطوق المحيطة بإسرائيل ، كما جرى كذلك الإنقضاض وبكل شراسة على كافة الثروات الطبيعية والكامنة لعالمنا العربى ..!  

وتعامل حكومة الببلاوى ، أو السيسى ، مع شركة أمريكية صهيونية للعلاقات العامة يثير أكثر من علامة إستفهام ولعل أهمها هو :

1 ــ ما جدوى جيوش الموظفين من الدبلوماسيين فى وزارة الخارجية المصرية ، بل وما جدوى وزير الخارجية ذاته ، ثم ما جدوى كل تلك الملايين ، وربما المليارات التى تنفق على العاملين بالخارجية لزوم " الفسح "  بالخارج ، والعلاج بالخارج ، بل وحتى تعليم أبنائهم بالخارج . ثم ما جدوى السفارة المصرية ذاتها بواشنطن ، وغيرها من القنصليات المصرية العاملة فى بعض الولايات الأمريكية الأخرى ..؟!

2 ــ ما جدوى ما يسمى بالهيئة العامة للإستعلامات والتى ، ربما هى وزارة موازية لكل من الخارجية والإعلام معا ، والتى لها مبعوثين فى جل بلدان العالم تقريبا ، وما جدوى الملايين أو المليارارت التى تنفق على مثل تلك الهيئة أيضا ..؟!

3 ــ ما جدوى ما يسمى بوزارة الإعلام ، و كذا ما يسمى بإتحاد الإذاعة والتليفزيون ، وما يتبعهم من جرائد حكومية كبرى ــ تحقق خسائر ومديونيات تصل إلى المليارات ــ إذا كانو جميعا عاجزين عن " تلميع " صورة مصر بالخارج ..؟!

وأخيرا هل لدى أى نظام بعض من العقل ، أو أى منه ، بل وحتى الدبوماسية ، أو أى منها ، وينفق شهريا ما يوازى مليون دولار ، ــ وربما أكثر ــ على أتعاب الشركة الأمريكية الصهيونية للعلاقات العامة من أجل تلميع صورته بالخارج ، ثم يقدم على تجريد أحد أبناءه الرياضيين الأبطال من الميدالية الذهبية ــ والتى ربما نادرا ما يحققها أى رياضى فى أى من دول العالم الثالث ، ناهيك عن مصر ، وفى أى لعبة من الألعاب ــ التى حصل عليها فى بطولة ما من البطولات الدولية لمجرد أنه رفع شعار رابعة ، والأكثر من ذلك يسعى إلى تجريده من جنسيته المصرية .. ؟!

لعمرى أن تلك سابقة لم أسمع بها شخصيا من قبل فى أى من تاريخ الأمم والشعوب حتى مع منشقى الإتحاد السوفيتى السابق ؟!

مجدى الحداد




التعليقات (2)

1 - خبر

محمود - 2013-10-29 12:58:34

فضيحة بجلاجل: إكتشاف شبكة لتبادل الزوجات بين ضباط الشرطة المصرية

2 - استرداد أموال المصريين خط أحمر

شريف نور - 2013-10-29 16:42:51

كان من الممكن أنْ لا أصدق أخباراً يتناقلها المصريون وغير المصريين عن مليارات نهبها مبارك ورجاله وقاموا بتهريبها لولا أنني استمعت بأم أذني إلى الرئيسة السويسرية وهي تتحدث في 17 يوليو 2011 عن الأموال الهائلة باسم مبارك التي لا يطالب المصريون باستردادها من السلطات والبنوك السويسرية. حفنة متشابكة من الطلاسم غير القابلة للفهم أو الاستيعاب أو العرض على العقل أو الاستعانة بالمنطق لفك جزء منها! كل مصر، من عهد المشير إلى الآن، وكل من حمل في صدره ضمير الوطن من قضاة ومستشارين وعسكر وأكاديميين ومثقفين وإعلاميين وسياسيين وحزبيين ومتمردين وثوريين ورجال دين أغمضوا عيونهم عن سرقة القرن، وكلما قرأوا عنها أو أشار أحد إليها صكــّـوا وجوههم، وصموا آذانهم كأن في الحديث عن جريمة الجرائم ثعبانا يلدغ اللسان والعين والأذنين في نفس الوقت. كل المصريين، مع استثناءات لا تراها العين المجردة، يخشون أو يترددون أو يحجمون عن الاقتراب من المنطقة الحمراء، وهي أموال شعب تم نهبها خلال ثلاثين عاماً فأفقرته، وضيّعته، وأوقفت التنمية، وأبطأت عجلة الحياة، وضاعفت جائعيه، وخرَّبت مؤسساته. كأن عفريتا من الجن الأزرق يلتصق بكل ورقة خضراء نهبها لصوص في عهود سوداء، فإذا لمستها أو أشرت إليها أو حرضك ضمير يقظ، لســَــعـَـتك فلا تدري أهي نار جهنم قبل موعدها أم نار السلطة تحرق القلوب ولا تحرق أوراق النقد! إجماع عجيب من شعبنا في مصر على عدم الخوض في هذا الأمر، حتى القضاة وهم يجلسون تحت شعار يحثهم على العدالة، ويستمعون لاتهامات النيابة وهي تعرض جرائم الرجل وعائلته وحكمه القميء لثلاثة عقود، تغض الطرف بعدها عن أموال الشعب المنهوبة. في الشهور الأولى بعد ثورة 25 يناير سمح المشير طنطاوي لعائلة المخلوع بالاستجمام في شرم الشيخ، وتحريك وتهريب وتحويل والتلاعب في الأموال المنهوبة قبل أن يأتي يوم المحاكمة ... بــــاقى المقال بالرابط التالى www.ouregypt.us و لا يفوتك قراءة ( يـــا عزيزى كلنا لصوص ) و موجود فى نهاية المقال.

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات