أحداثٌ هي شبه متكررة تلك التي تخيط يومياتنا العربية ، وتنسج منها مقاطع حية لتراجيديا البؤساء! .. بؤساءٌ يدافعون عن (الطوابير) الممتدة حتى عتبات الآخرة ، وحين تتعفن أجساد موتاهم بالمستشفيات ، وعلى الأرصفة وفي الطرقات ، قبل أن تنال تصاريح (خطيّة) بإعتاقها من جحيم الأختام (الرئاسية) ، وانتشالها من زحمة الإمضاءات !..
فالدواوين الرئاسية والملكية لاتحمل سجلاتها أسماءاً غير أسماء [الأسرالحاكمة ] تعزي فيهم ذويهم (ببالغ الأسى) ـ حين (فقدانهم) ـ وبأسرع البرقيات !.. الدواوين الرئاسية والملكية لاتعترف بغير هؤلاء أبناء (شرعيين) للنظم ، يتوجب إستغلال ظروف وفياتهم (النادرة) للتعبير عن صحوات [الضمائر الحاكمة] المؤقتة ، أمام (أهوال الفواجع) في وسطٍ بالكاد يذكر أصحابه أن الموت قد يطالهم ، ويساويهم (بعبيدهم) ، بل ويجعلهم دونهم ، وحتى دون مستوى الأرض ! ..
فقط عندما يقوم الموت بزيارات (مفاجئة وميدانية) للقصور والمنتجعات ، والبلاطات الرئاسية والملكية ، يتسلل (الكبرياء) إلى حدائقها الخارجية ، ويغلق (الظلم) على نفسه الباب في ظلمات أقبيتها ، في انتظار مغادرة الضيف (الغير مرغوب فيه) ليعودا ويلتحما بقرنائهما .. فقط عندها يعترف الرؤساء والملوك بسطوة الموت وقوته ، ويعترفون (ببعض) أخطائهم (في حضرته)، ويحاولون تصحيحها بما أمكن و(في عجالة) !..
الموت ـ ولكن ليس أي موت ـ هونقمة على الأسر الحاكمة ، ونعمة على المواطنين البسطاء ، لأنه سيذكر (القلة) ممن هم أعلى (السلسلة المدنية) بـ (الكثرة) ممن هم حثالة المجتمع ومتذيلي الترتيب العام ، حتى وإن كانت ذكرى لاتستغرق سوى بضع لحظات ! .
رابـط الصورة
ــــــــ
تاج الديــن : 07 ـ 2010
التعليقات (0)