بقلم :: احمد الملا
لماذا لم يتطور المسلمون إذا كان النظام الإسلامي هو أفضل نظام لإدارة العالم ؟ هذا السؤال الذي بات مطروحاً بكثرة من خلال غير الإسلاميين وكذلك من الملحدين، فإن قلنا هناك مؤامرة محاكة ضد الإسلام والمسلمين مباشرة نجد الضحك والإستهزاء من المقابل والسبب في ذلك هو استهجان نظرية المؤامرة واعتقادنا بها ويقال أكيد التبرير سيكون هو بنظرية المؤامرة التي اصبحت شماعة يعلق عليها هذا الأمر – أو كما يقال فشل المسلمون – وبصورة يخيل من خلالها للسامع بأن المؤامرة غير موجودة فعلاً بل هي من خيالات المسلمين ومن تبريراتهم !!!! كما إن هذا الإسلوب وهذه الفكرة زرعت بين الشباب وتستخدم من أجل وكما يقال الهروب للأمام يقال : لا تقول نظرية المؤامرة ويستهزء بمن يطرحها حتى لا يعتمد عليها كأصل في اي حوار أو نقاش ويوهمون الناس بأنها ليست حقيقة ...
وهنا سوف نحاول قدر المستطاع وبشكل موجز اثبات وجود المؤامرة وإنها حقيقة ثابتة وليست نظرية ، ففي القرون الأولى للإسلام برز ألمع المفكرين والعلماء ممن قدموا اكتشافات في شتى العلوم والمجالات التي لم تكن معروفة عند البشرية عموماً وهناك من طور نظريات سابقة والتاريخ موجود وشاهد ويثبت هذا الأمر، لكن بدأت المؤامرة تأخذ شكلها الحقيقي والواضح عندما برز ابن تيمية كرجل دين وصاحب فتوى حيث اعتمد في فكره وآراءه على الأفكار الشاذة والدخيلة على الإسلام مما هو محرف ومدسوس وما هو ممضى من شخصيات انتحلت الإسلام فقد تم دس هذا الشخص بصورة جعلته يكون هو من ابرز اصحاب الفتوى وقد اعتمد على روايات غير اسلامية دست في الموروث الإسلامي وأعطاها صبغة الإسلام ومن يريد أن يتأكد ما عليه سوى مراجعة قصة الزاملتين أو الجملين الذين حملا بكتب يهودية اعتمدها أئمة ابن تيمية وهو بدوره اعتمد تلك الروايات وصححها في كتبه وهذا كله جعل منه يفتي في تكفير كل مفكر اسلامي بحجة الإبتداع والإحداث في الإسلام ومن هنا بدأ يتراجع المسلمون عن التطور العلمي واستمر هذا النهج إلى يومنا هذا حتى وصل الأمر إلى تكفير كل من يقول إن الأرض كروية أو يقول إن الشمس هي مركز الكون، هذا الفكر وجد من يحتضنه من دول رأسمالية وشيوعية وإشتراكية والإحتضان هنا لا يعني الإعتناق والإعتقاد به بل دعم هذا الفكر والترويج له من أجل محاربة التطور الفكري والعلمي في الإسلام من خلال وسائل الإعلام المختلفة ....
وما دفع تلك الدول والأنظمة للترويج لهذا الفكر أمرين هما : الأول : افشال الفكر الإسلامي حتى يتسنى لها أن تنشر فكرها ونظرياتها التي تبنتها لأن نجاح الفكر الإسلامي يعني عدم قيام نظريات تلك الأنظمة، الأمر الثاني : الخيرات والثروات الموجودة في البلاد الإسلامية عمومًا والعربية خصوصًا دفعت تلك الدول لقيادة المؤامرة على الفكر الإسلامي وإفشاله حتى تخص الدول العربية والإسلامية للدول الرأسمالية والإشتراكية والشيوعية وهذه تقوم بدورها بحلب الثروات والخيرات وحلب الأموال لأنها قدمت المادة على كل شيء وشرعت وأباحت كل الطرق من أجل الكسب المادي، فلو كان الفكر الإسلامي متطورًا فهل يمكن لهذه الدول أن تهيمن على هذه الثروات والأموال ؟...
كما إن المؤامرة موجودة حتى فيما بين الدول ذات النظام المادي، وخير شاهد ما يحصل الأن من صراع قوى في العالم صراع تارة عسكري وأخر استخباراتي أو ما عرف بالحرب الباردة من أجل بسط نفوذ نظام على حساب آخر، أي الصراع الحاصل بين الدول الإشتراكية والدول الرأسمالية وما يحصل بينهما من صراع استخباراتي ومؤامرات كبيرة وما كان سقوط الإتحاد السوفيتي إلا خير شاهد على المؤامرات التي كانت تحاك بين المعسكرين لأنه كل الدول كبرى تسعى لتطبيق نظامها المادي على حساب الدول الأخرى ولا تسمح بالمنافسة وإن وجدت المنافسة فالمؤامرة موجودة لإسقاط النظام الآخر أو افشاله أو على أقل تقدير تحييده والتقليل من نشاطته وإنتشاره ، فإذا كانت الأنظمة المادية في حالة صراع ومؤامرات فيما بينها فهل يسلم الإسلام منها ؟...
خصوصًا إذا كان من يحكم البلاد الإسلامية خاضعًا لتلك الدول ذات الأنظمة المادية لأن هؤلاء الحكام لم يحكموا بفكر إسلامي بل حكموا بقوانين وأحكام ودساتير أساسها مستورد من تلك الدول المادية ، حتى وصل الأمر بمحاربة المفكرين العرب والمسلمين في داخل بلدانهم ومن الحكام حتى فضل هؤلاء الهجرة إلى الدول المادية التي احتضنتهم ووفرت لهم كل شيء لتنتفع من فكرهم وعلمهم، وهذا اسلوب آخر اعتمدته الدول المادية حيث استوردت العقول العربية والإسلامية بطريقة غير مباشرة، الأمر الآخر هو خلق الأزمات والحروب في الدول الإسلامية والعربية وما حصل ويحصل في العراق وسوريا واليمن ومصر وليبيا كمثال بسيط جدًا على ذلك وبالأمس القريب هيلاري كلينتون اعترفت بأن الإدارة الأميركية هي من ادخل تنظيم داعش الإرهابي – ذو الفكر والعقيدة التيمية – للعراق، والسؤال هنا لماذا أدخلوه للعراق ؟ أليست هذه مؤامرة وبإعترافهم؟ ...
فالمؤامرة هي أصل ثابت عند الدول المادية وموجهة بشكل أساس وخاص على الدول الإسلامية وهي ليست نظرية بل حقيقة ثابتة وبإعتراف تلك الدول وهي السبب الرئيس لعدم تطور الدول الإسلامية وتقدمها ، فالخلل في الأجواء والظروف وبسبب الأفكار الدخيلة وبسبب المؤامرة وليس بسبب النظام الإسلامي الذي لم يطبق أوطبق بفترة من الفترات لكن لم يسمح به من هم صناعة المتآمرين ، فنحن لسنا باحثين عن شماعة نعلق عليها ماحصل ويحصل من فشل في التطور وإنما هذا هو الواقع ومن ينكره إما جاهل بما يدرو حوله أو مغالط ....
ومن هنا ندعو الجميع لقراءة كتاب ( فلسفتنا بإسلوب وبيان واضح – الاسلام ما بين الديمقراطية الرأسمالية والاشتراكية والشيوعية ) وهو كتاب فيه بيان وتوجيه لما جاء في بحوث فلسفتنا للسيد الشهيد محمد باقر الصدر – قدس سره – من خلال الرابط التالي :
التعليقات (0)