متى تنظر بجدية إلى الصحافة المصرية وتُنهى مأساة صحافة التجهيل الوراثية ؟
أسألك هذا السؤال يا سيادة الوزير بعد قراءتى لمقال المفكر الإصلاحى المصرى الدكتور أحمد صبحى منصور ، وما يناله من هجوم وتلميح وتلويح بفتاوى دينية تعشق العدمية تُنشر على الملأ فى جريدة الأهرام " المصرية " ، إنها جريمة أن يستمر هؤلاء فى تعريض حياة المفكرين للخطر مثلما حدث فى الماضى لفرج فودة ونجيب محفوظ ، إنها جريمة مستمرة لا يتحمل مسؤليتها فقط كاتب تلك المقالات الإرهابية بل يتحمل وزير الإعلام المسئولية بأعتباره وزير مصرى يقود مجتمعه إلى آفاق التقدم والرقى بتأسيس ثقافة البناء والقضاء على ثقافة الهدم والقتل التى تحتكر منابع الإعلام وحولتها إلى مقابر للإبداع المصرى .
إن جريد الأهرام ليست جريدة معارضة تتركها لتنشر ما تريد من أكاذيب وجعجعة فى الفاضى والمليان وإستغلال الدين بالتهجم والإساءة إلى الآخرين وتدمير الذات المصرية لإثبات أن فى مصر حرية وديمقراطية ، جريدة الأهرام جريدة عريقة يجب تنظيفها من عملاء الدول الخارجية الذين ينشرون ويدافعون عن أفكارهم الغريبة عن مجتمعنا المصرى .
يجب أن تكون يا وزير الإعلام " قدوة وزارية " لبقية وزراء مصر فى تنظيف وزارتك من الفساد ومراكز القوى التى تخرب عقول المصريين ، أن تكون قدوة وزارية إصلاحية تُصلح ما أفسده السابقون ، لكى يتذكرك المصريين بإنجازاتك التى يفهم منها الجميع أن هويتك المصرية هى التى تبنى حاضرهم ومستقبلهم الإعلامى بالحق وإحترام النفس والعقل .
من المؤكد أنك على دراية كافية يا سيادة الوزير بخبايا بالفساد الذى يشوه الصورة الإعلامية لمصر ، فهل بدأت الأستعدادات لمواجهة مراكز القوى الفاسدة فى وزارتك الإعلامية ؟
قرأت خبراً أن وزير الإعلام سيبحث مع قيادات أتحاد الإذاعة والتلفزيون المصرى الأستعدادات للأحتفال باليوم العالمى للكتاب الذى سيعقد فى الثالث والعشرين من أبريل الحالى تحت عنوان " الكتاب مصدر الإبداع " ، كان المفرض أن يكون الخبر عن رئيس الهيئة العامة للكتاب أو لوزير الثقافة لأن الكتاب من أختصاصهم ، لكن والحال هذه يبدو أن سياسة الحكومة تحاول أن تقلب البحر طحينة وتقنع الجميع عن طريق الإعلام بأن الكتاب فى مصر ما زال مصدر إبداع ، يعنى يعنى شوية حفلات هنا وهناك ودقى يا مزيكا وشوية تهليل وتصفيق لكلمات المسئولين وغيرهم من المدعوين إلى حفلات الكتاب .
الحقيقة التى يعرفها الجميع أن الكتاب المصرى ليس مصدر الإبداع بل مصدر الأوجاع فى ضوء السياسات والقوانين التى تسجن الإبداع وتحاكم أصحابه وتصادر بصيص الأمل فى إصلاح حقيقى تنعم به وطننا المصرى .
أتمنى أن يكون لك يا سيادة الوزير إجتماع حضارى مع جميع المؤسسات الإعلامية لتؤكد على قيم الحرية والديمقراطية ورفض القيم والأفكار الهدامة الوافدة التى تنال وتشوه صورة الإعلام المصرى ، وأن يكون لك موقف شجاع تنهى به تلك الحقبة الوراثية فى مناصب رؤساء ومديرى تحرير الصحف والمؤسسات الصحفية لتواكب العالم الذى يتقدم إلى الأمام ويُخرج الإعلام المصرى من حالة الشيخوخة التى يعانى منها والذى يقدم للمصريين بؤساً ثقافياً وإعلامياً من ذوى الأقلام الهدامة .
من المخجل ومن العار على مصر العريقة أن يلجأ المصريين إلى الجرائد العربية والقنوات الفضائية العربية وينصرفوا عن إعلامنا الهزيل لأن إعلامنا محاصر ومحكوم من طائفة لا تعيش حاضرها ، طائفة تفرض أفكارها وعقائدها وميولها الغريبة على القراء والمشاهدين مما جعل واقع الإعلام المصرى فى حالة يرثى لها ونحن فى هذا العصر الحديث للآخرين والعتيق لنا نحن المصريين .
هل أصيبت مصر بالعقم ولا تملك مفكرين ومسؤلين فى وزارة الثقافة والإعلام يدافعون عن حرية الكلمة والإبداع فى مواجهة التكفير الثقافى الذى يقوده قلة من الأقلام التى سممتها أموال الوهابيين ؟؟؟
هل كل المثقفين المصريين مكبلين بسلاسل وقيود للحد من حريتهم ولا يستطيعون تأسيس مؤسسة أو يتحدون معاً فى جماعة للدفاع عن حريتهم وعن إبداعهم فى وجه طغاة الحرية فى الإعلام المصرى ؟
شرفاء الكلمة ينتظرون خطوات وزير الإعلام وخططه التى يعدها للنهوض بإعلام مصر وتحريره من سلطان الظلم والظلام .
2005 / 4 / 8
التعليقات (0)