" يهدأ المكان .. !!
يعود الكل لمأواهم ، لبيوتهم ..
تُنار الغرف ، وأنا ارى تلك الأنوار من نوافذهم
أسمع أصوات أحاسيسهم ودقات قلوبهم !
وهمساتهم !
شخص يحب القصص ،
وقرأ قصةً قصيرة قبل أن ينام ،
وشخص آخر يجهّز حقيبته
ليعود في الغد الى أهله وموطنه ،
هذه تسهر على كتابها
فَـ تحقيق طموحها اقترب،
أمٌ تكمد طفلها المريض ،
وأبٌ يقرأ لابنته قصة الأرنب والثعلب ،
زوج يمسح على بطن امرأته الحامل ..
وزوجة تكتب رسائل لزوجها المسافر
لأجل لقمة العيش
هي سويعات ..
فَـ تنطفئ الأنوار ،
البعض ينام على أمل
تحقيق أمنيته في الغد ،
والبعض يغمض عيناه يوهم
من حوله أنه نائم ، وهو يبكي
في صدره شوقا لأيام لن تعوود ..
البعض يقضي ليلته وهو ساجد لربه
،. يبكي له ، ويشكي له ، ويدعووه ..
شابٌ،
غارق في عالم الذكريات
الجميلة لينام وهو مبتسم !
وأخيه بجانبه يبكي ألما في جنبه
الأيسر من صدره ،
زوج يغمض عيناه يوهم زوجته
بأنه في قمة الراحه ..
وهو يفكر من أين يأتي بمال
خبز الإفطار في الصباح !
وزوجته ،
أغمضت عيناها وهي ترتجف بردا
لأنها أعطت لحافاها لابنها الوحيد ،
بينما ابنها يرتجف برد
مشاعر محبوبته القاسية
من هنآ ،
أسمع صوت تلك الفتاة العاشقة ،
التي ما أن تتلحف وتغمض عيناها
حتى تبدأ تغني الأغنية ،
التي يعشقها محبوبها الراحل !
شاب يبكي سرا ، شوقا لصوت خطواته !
فقد ملّ الكرسي المتحرك !
فتاة أغمضت عيناها
وهي تُردد آخر ما قرأته في كتابها ،
واختها ما أن تفتح كتابها حتى ترسم
ملامحا سكنت روحهآ وعقلهآ !
وعُشاق ينامون وهم حاضنين صور نجهلها !
نظن بأنهم نائمون ؟
ولكنهم لا ينامون قبل طلوع الفجر ،
ولا يهدأ لهم بال ولهم أمنيات لم تتحقق بعد
لم تهنأ لهم الحياة ،
ولكنهم مازالوا على قيدها
ولم يهنأ لهم أكل ولا شرب ، ولكنهم مازالوا يأكلون ويشربون يرغبون في عمر أطول
متأملين السعادة في القادم ،
اقبع في هذا الطريق ،
إراقبهم كل يوم وكل ليلة ،
في أيامهم يلبسون اقنعتهم ،
وفي لياليهم يرمونها بشدة !
إراقبهم ،
لأعرف من حقق أمنيته
ومن لم يحققها بعد ،
وفي الحقيقة ،
أنا هنا لميعاد حُدد مكانه دون زمانه !
انتظر ..
لعل الحلم يوماً يتذكرني ويعوود ..
فـ يجدني !
ولكني اسلي نفسي بسكان الطريق ،
بأصحاب النوافذ ..
لم تموت أمنياتهم ،
ولن تمووت أمنيتي،
فكل القلوب مليئه بما يكفيها... "
التعليقات (0)