نظرة فلسفية في واقع الثورات العربية
هذه بعض المقاطع من موضوعين كتبت في المدونة قبل ستة اشهر تقريبا واعيد نشر بعض اجزائها مع بعض التعديل بما يناسب الواقع الحالي للثورات .
ان الاستراتجيات الفلسفية الجديدة يجب ان تستند الى متن فكري يحاول ان يعمل على تأسيس فكر متمرد على ذاته محاكم لمسبقاته ,لانشاء حضارة جديدة تؤسس لحقبة ما فوق الفلسفة. ،وبهذا التاسيس, تبدأ الفلسفة لتعانق الفكر الحرَّ وتتقن لعبة الفهم والتعبير عبر قانون التأويل, إنها اصولية الفكر وليس الفهم وحده، والتعبير الحقيقي للوجود وليس المعنى فقط.
ان المعرفة اصبحت أعظم وسائل السلطة قيمة لأنها الأكثر قدرة على التلاؤم وهي عامل مضاعف للثروة والقوة.والانقلاب الحاصل اليوم في العالم يتمثل في إخضاع القوة والثروة لحكم المعرفة،وعلى هذا فإنه قد انقضى العهد الذي كانت فيه المعرفة مجرد عون لسلطة الثروة أو لمجرد القوة الجسدية، فهي الآن جوهر الدولة . .و هنا إذا كانت الدولة في النظام العالمي الجديد قد بدأت تستند إلى المعرفة، فانه في زمن ديمقراطية المعرفة سيكون الفرد المثقف العنصر الاساسي في الدولة
والظاهر ان النهاية التي ستصل اليها حركة النهضة العربية التي يمكن ان نعبر عنها بالثورة ولكنها ليست بشكل الثورات السابقة لانها ماركة مسجلة تحمل صفة التغييربواسطة المعرفة العالمية و دولة الديموقراطية العالمية , و نهاية التغيير ستكون على مرحلتين :
المرحلة الاولى : تتصف بتحول الطبقة الغالبة من الشعب والمتصفة بالاستهلاك والسطحية والابتعاد عن العمل السياسي تلقائياً بسبب انشغالها بلقمة العيش الى كتلة متحركة وادة من ادوات التغيير.كما إن ثقافة المعلوماتية المتدفقة ستخلق لدى الطبقة الغالبة نوعاً من العقلّية الجماعية شبه العالمية التي ستصوغ نمطاً من (الثقافة) القادرة على الهدم والتجديد بسرعة فائقة للغاية،وهي بالتأكيد ستكون عابرة للقوميات وللحدود السياسية،الأمر الذي سوف يؤدي الى عولمة الدولة ونشوء الدولة العالمية الجديدة .
وهذا ما سيجسّد مرة أخرى فكرة (عالمية سيادة الدولة)،و ستكون القدرة على الضبط العالمي أوفر بشكل لم يكن متوافراً من قبل الأمر الذي سيجعل الإكراه المرذول أكثر تراجعاً في العمل السياسي الدولي،لصالح الضبط...العالمي تحت عناوين أهمها (الديمقراطية)؛التي ستكون بمعنى من المعاني، مشاركة الدول الأخرى
في حكم بعض الدول. او مما يسمى( بعولمة الديموقراطية)
التعليقات (0)