نظرة عابرة فيما يذكر عن ( الناسخ والمنسوخ) في القرآن

في موضوع الناسخ والمنسوخ قال بعض العلماء جزاهم الله خيرا أن بعض الآيات نسخت آيات نزلت قبلها وذكروا بعض آيات علي وجه التحديد ومن هذا ما سمعت اليوم في فضائية مصرية قيل فيها أن بعض العلماء أيضا قالوا أن القرآن ليس فيه منسوخ وبالتالي ليس فيه ناسخ وذكرت آيتان  جاءتا في سورة البقرة فيما يخص من مات عنها زوجها

{وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجاً يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْراً فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا فَعَلْنَ فِي أَنفُسِهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ }البقرة234

وهذا تفسيرها في كتاب تفسير الجلالين

(والذين يتوفون) يموتون (منكم ويذرون) يتركون (أزواجاً يتربصن) أي ليتربصن (بأنفسهن) بعدهم عن النكاح (أربعة أشهر وعشرا) من الليالي وهذا في غير الحوامل وأما الحوامل فعدتهن أن يضعن حملهن بآية الطلاق والأمة على النصف من ذلك بالسنة (فإذا بلغن أجلهن) انقضت مدة تربصهن (فلا جناح عليكم) أيها الأولياء (فيما فعلن في أنفسهن) من التزين والتعرض للخطاب (بالمعروف) شرعا (والله بما تعملون خبير) عالم

وهذا تفسيرها في كتاب التفسير الميسر

والذين يموتون منكم, ويتركون زوجات بعدهم, يجب عليهن الانتظار بأنفسهن مدة أربعة أشهر وعشرة أيام, لا يخرجن من منزل الزوجية, ولا يتزيَّنَّ, ولا يتزوجن, فإذا انتهت المدة المذكورة فلا إثم عليكم يا أولياء النساء فيما يفعلن في أنفسهن من الخروج, والتزين, والزواج على الوجه المقرر شرعًا. والله سبحانه وتعالى خبير بأعمالكم ظاهرها وباطنها, وسيجازيكم عليها.

ثم الآية الثانية

{وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجاً وَصِيَّةً لِّأَزْوَاجِهِم مَّتَاعاً إِلَى الْحَوْلِ غَيْرَ إِخْرَاجٍ فَإِنْ خَرَجْنَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِي مَا فَعَلْنَ فِيَ أَنفُسِهِنَّ مِن مَّعْرُوفٍ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }البقرة240

وتفسيرها في الجلالين

والأزواج الذين يموتون ويتركون زوجات بعدهم, فعليهم وصيةً لهنَّ: أن يُمَتَّعن سنه تامة من يوم الوفاة, بالسكنى في منزل الزوج من غير إخراج الورثة لهن مدة السنة; جبرًا لخاطر الزوجة, وبرًا بالمتوفَّى. فإن خرجت الزوجات باختيارهن قبل انقضاء السنة فلا إثم عليكم -أيها الورثة- في ذلك, ولا حرج على الزوجات فيما فعلن في أنفسهن من أمور مباحة. والله عزيز في ملكه, حكيم في أمره ونهيه. وهذه الآية منسوخة بقوله تعالى: ( والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجًا يتربصن بأنفسهن أربعة أشهر وعشرًا).

وتفسيرها في التفسير الميسر

السكنى في منزل الزوج من غير إخراج الورثة لهن مدة السنة; جبرًا لخاطر الزوجة, وبرًا بالمتوفَّى. فإن خرجت الزوجات باختيارهن قبل انقضاء السنة فلا إثم عليكم -أيها الورثة- في ذلك, ولا حرج على الزوجات فيما فعلن في أنفسهن من أمور مباحة. والله عزيز في ملكه, حكيم في أمره ونهيه. وهذه الآية منسوخة بقوله تعالى: ( والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجًا يتربصن بأنفسهن أربعة أشهر وعشرًا).

والذي فهمناه من تفسير الآيتين أنهما جاءتا في موضوعين بينها صلة لكنهما في معنيين مختلفين فالآية الأولى تتكلم عما يجب علي الزوجة بعد وفاة الزوج أنه (لا يحق للمتوفي عنها زوجها أن تتزوج قبل عدة أربعة أشهر وعشرة أيام) وفي هذه الفترة تكون نفقتها على حساب الميت أو ورثته ....ثم تأتي الآية الثانية والتي قيل أنها المنسوخة ولو أنها جاءت في الترتيب في القرآن بعد آية (أربعة أشهر...)... تقول الآية إذا توفي الزوج و(كان قد أوصي بالنفقة عليها عاما كاملا بعد وفاته فإن لم تخرج فإن الوصية تجب من مال الزوج المتوفي أو ورثته وإذا خرجت للزواج أو غيره فلا ترغم علي البقاء)

ويفهم مما  سبق أن النفقة علي الزوجة بعد وفاة الزوج تكون لمدة أربعة أشهر وعشرة أيام تكون فيها محتجبة لا تتزين للزواج وإذا كان الزوج أوصي لها بنفقة عام فتنفذ الوصية حتى إن تزوجت بعد العدة ....بل أكثر من ذلك من سمحت له نفسه من الورثة أن ينفق علي زوجة أبيه لو كانت غيرأمه طيلة حياتها أفلا يكون ذلك وفاء يرضي الله ورسوله وكرم من الورثة لهم عليه خير الجزاء ويكون مدعاة للعلاقات الطيبة بين الناس ومثلا لحسن الخلق وتشريفا للمتوفي الذي ترك ورثة بهذه الأريحية  والخلاصة التي أفهمها ألا تعارض بين الآيتين لنقول أن هناك آية نسخت أخرى وعلي ذلك فإن ما يطمئن له قلبي أنه لا ناسخ في القرآن ولا منسوخ ولاسيما هاتين الآيتين وأنا أدعو من علمه الله غير مافهمنا من علمائنا وأساتذتنا أن يجلي لنا الأمر وله أجره عند الله