صلاح شاب جامعي وسيم متفائل طموح أنهى دراسته الجامعية بتفوق وعـاد لأسرته متأبطا ًشهادة تخرجه فرحاً بتعيينه مُعيد بنفس الجامعه ...
بعد وصوله بـ أيام فتحت معه والدته موضوع الزواج مبرره بأنها اختارت له البنت مسبقاً وهي وضحا أبنت أبو شهاب القريب من الحي المجاور لحـيــــهم
ومن نفس القبيلة فهي على قدر كبير من الجمال والأخلاق على حد قولها ....
حاول صلاح المراوغة ولكن دون جدوى حتى رضخ للأمر الواقع
وقال لوالدته : هذه الليله سـ أستخير الله ولكل حادث حديث
أستخار صلاح وأستيقظ مرتاحاً مستهل الوجه سعيد
استقبلته والدته على عجل بشر وش سويت أشوف وجهك منور
أبتسم وقال: والله يا الوالده مدري وش أقولك على العموم على بركة الله اللي تأمرين فيه أنا حاضر !!
تنفست الأم الصعداء وبقفزه رشيقة كأنها راقصة باليه تناولت الهاتف من أعلى الطاولــــة
واتصلت على أم وضحا تفاتحها بالموضوع قبل أن تطير وضحا على حد قولها
أُصيب صلاح بذهـــــــول من حرص والدته وساده الفضول !!
رحبت أم وضحا بـ أم صلاح
وقالت: من يرفض مثل صلاح بهذا الوقت ... الرأي لأبو شهاب حياكم !!
وعلى عجل في نفس ذلك اليوم أبو صلاح وصلاح توجهوا لبيت أبو شهاب لخطبة وضحا رسمياً ....
أستقبلهم أبو شهاب الخمسيني ذو السحنة السمراء والشنب الكثيف الذي يشوبه البياض والطول بعرض وكأنه أحد مصارعي السبعينات والذي يبدو من شكله أن الديون أهلكته ولازال يُكابر وبجانبه أبنه شهاب العشريني والذي يبدو شكلاً أربعيني فهو لا يبعد عن شكل ومضمون والده شنبه أسود أطرافه داخل الفم و شخصيتة بالشماغ عشوائية توضح أن الهايلوكس التي بالخارج تابعه لشخصه الكريم
وهو الشخص نفسه الذي تناول الكلوركس قبل شهر وخضع لغسيل كوي مستعجل في مستشفى رفحاء المركزي
فبعد سؤال الشرطة له لماذا حاولت الانتحار ياشهاب
أجاب ببرائه ياخي: أحسبه لبن
سأله الضابط: طيب ماتشم ريحته
قال: نفس الجركن ياخي
أستقبلوهم بـ الله حيهم ياهلا ياهلا تفضلو تفضلو
أوجس صلاح خيفة بعد ما شاهد هؤلاء الأسود الأشاوس
وبعد الجلوس والسلام ....
بدأ أبو صلاح بخطبة وضحا لأبنه صلاح الأكاديمي موضحاً وضعه ومستقبله الزاهر
قاطعه أبو شهاب قائلاً: أقوووول أبو صلاح بنتي وضحا لو هي ذبيحة ماعشتكم
خلونا نشاور ويجيكم الخبر مع الحريم ..تقهو .. تقهو .. ولايكثر !!
خرج صلاح ووالده من منزل النسيب أبوشهاب متفائلين ...
وبقي صلاح سارحاً بفكره متخيلاً شكل زوجــة المستقبل وضحا..معتمداً على المقارنه !!
بعد أيام أتصلت والدة وضحا تبارك لأم صلاح الموافقة على القرض آسف أقصد الزواج!!
بشرت الأم صلاح ولا إراديا ً ذهب لصالون الحلاقه وضبط خشته وهندامه
وذهب لمنزل النسيب أبوشهاب
أستقبله شهاب بالباب ورحب به...
دخل صلاح المجلس خجولاً
أبوشهاب متسائلاً : وين أبوك ياصلاح
أبتسم صلاح وقال: يجون إن شاء الله يا عمي أنا أنا أنا جاي ياعمي اااااااااا قالها بتعتعة
أعتدل أبو شهاب في جلسته وش ااااااا احتس وش بك !!
قال: ياعمي أنا جاي لحالي بشوف وضحا نظرة شرعيه !!
أنعقد حاجبي أبوشهاب وعبس وبسر وعض شفتيه مصدوماً بطلب صلاح ولا أردياً خطف سطل الكاسات المملوء وألقمه وجه العريس المُرتقب ثم أردف قائلاً: قم يهـالوقي يـ قليل الحياء قم لابوك لابو !!
قفز صلاح من مكانه كالقط مبللا ًبالماء وبينما هو يهم بالهروب ليوليهم دبره فـ إذا بشهاب يلقمه المقدعه (وعاء التمر) مع غاربة من الجهة اليمين بالقرب من صرصور الأذن تـلخبط صلاح بلبس حذائه وزهد بالحذاء في نهاية المطاف ,وأطلق ساقيه للريح وولى هارباً تاركاً سيارته امام بيت النسيب
ولازال يجري حتى هذه اللحظه !!!
ماحدث لصلاح أمر واقعي حدث وقد يحدث ولاينكره أحد فكثير من العادات والتقاليد قُدست حتى وهي مخالفة للشرع ما طلبه صلاح حق مشروع له ينص به الشرع الحنيف وهي النظرة الشرعية بعد القبول .
مادعاني لكتابة هذا الموضوع ليس المقصود فيه النظره الشرعيه فقط بلـ ماهو أبعد من ذلك وهو تقديس بعض العادات والتقاليد التي مانزل الله بها من سلطان والتي تؤكد التخلف والرجعيه والعودة للجاهليه...
كل يوم ولا أُبالغ صحفنا اليومية وغيرها تنقل لنا كثيراً من الأحداث والمواقف عن بعضهم.
قبل أيام قرأت خبر يقول في مدينة الأحساء : ( موظف تعداد ينال "علقة ساخنة" لأنه سأل عن اسم امرأة )
رغم أن الرجل قادم إليهم بصفه رسميه كموظف مكلف إلا أنه ودِع بغير ماأستقبل به كصلاح صاحبنا.
خبر آخر,,,
فتاة تجاوز عمرها الثلاثين تحلم بالزواج ووالدها يرفض كل عريس يتقدم لخطبتها وحجته يقول البنت لولد عمها وأبن العم يقطن بالسجن عشر سنوات بجريمة مخدرات !!
ماهذا الجرم !!
هُناك ماهو أبشع لا مجال لذكره هُنا...
ياأحبه:
أنا لستُ ضد العادات والتقاليد
بلـ مع العادات والتقاليد التي حفظت لنا وجودنا وكيانناولم تخالف شرعنا الحنيف.
أنا ياأعزاء ضد العادات والتقاليد التي مانزل الله بها من سلطان العادات والتقاليد التي أثرت في تقدمنا وجعلتنا في مؤخرة العالم وليتنا بالمؤخرة.
أنا ضد العادات والتقاليد التي جعلتنا أضحوكه لغيرنا.
أنا ضد العادات والتقاليد التي فتحت الباب على مصراعيه لضعاف النفوس لغزونا في وضح النهار.
أنا ضد العادات والتقاليد التي خلقت حِكم وأمثال يسير بها الناس غير آبهين بتبعاتها .
طلب ورجاء من كل مثقف واعي من الجنسين أن نوقف هذا المد بالتوعية وتعزيز المبادئ السامية وتوضيح الحسن من السيء.
( لقطة ختام )
صلاح يقترب الآن من حدود سوريا والأردن ولازال يجري ويلتفت للخلف
إلى اللقاء
التعليقات (0)