خُلِقْتُ ألُوفاً لَوْ رَجعتُ إلى الصّبَى.. لَفارَقتُ شَيبي مُوجَعَ القلبِ باكِيَا
يحزن الناس لفوت الشباب ويتمنون العودة إليه وهذا دأب كل البشر تقريبا ولكن الشاعر يقول أنه اعتاد على الشيب بحيث لو عاد إلى الشباب لبكى على ترك المشيب !!
إن سنين المشيب فيها سعادة لا يشعر بها إلا من حسن عمله واستقرت حياته وبدأ في جني ثمار سنين الرجولة المشغولة بالعمل الجاد
هذا الشعور بروعة أواخر العمر لا تدانيه أى سعادة ولكنه بالطبع مرتبط بالنجاح في السنين الأولى وخاصة سنين العمل المنتج لاسيما إذا اقترن بتحقيق الذات وعلو المكانة بين الناس والفوز باحترامهم وتقديرهم
ومن المعلوم أن ذلك يتعاظم مع حسن الخلق وخدمة الناس والسعى على إسعاد القريب والبعيد والفقير والمحتاج
ومن بواعث السرور أن ينعم الله على العبد بتعلم القرءان ثم تعليمه حيث يجد في ذلك زيادة في التقوى وهدوء البال وإنزال السكينة والرضا بالمقسوم ويتساوى في ذلك الغني والفقير والسيد والعبد
ليت الشباب يعد لهذه المرحلة من العمر حتى لا تكون شيبوبته عذابا وندما على ما فات
إن الأجل يأتي سريعا حتى لو طال العمر فبأى وجه نلقاه وعلى أى صورة يمر وأين نذهب بعد انقضائه؟
الفرق بين سعادة الخاتمة وسوئها بسيط جدا وهو التزام المرء بالعمل الصالح أو ترك النفس لشهواتها التي لا تستمر إلا ساعة حدوثها ولكن العمل الصالح يرافق الإنسان مدى حياته ثم بعد موته
وسوف نترك ما جمعنا ونحاسب عليه من أين جاء وأين أنفق وسوف نحاسب على ما اقترفنا ويجزل لنا العطاء جزاء ما أحسنا؟
الحمد لله على ما هدانا وله المنة والشكر
التعليقات (0)