تناول الصحفي ممدوح الصغير في جريدة اخبار الحوادث ملف حادث قطار اسيوط الاخير وقال كل مسئول عليه أن يتخيل أنه استيقظ في الصباح الباكر ليري ابنه لآخر مرة قبل ذهابه إلي مدرسته ، ويكون هناك حوار قصير ينتهي بأن يطالب المسئول ابنه بالحفاظ علي نفسه أثناء وجوده في الأتوبيس المخصص لنقله إلي المدرسة .
ويراقب المسئول نظرات طفله الصغير أثناء مغادرته للمنزل والذي كانت عيونه تودع جدران المنزل ، وبعد ساعة من الزمن يصل إلي المسئول أصعب اتصال هاتفي .. اتصال الطرف الثاني يحمل نبأ غير سار ، الرسالة من 3 كلمات البقية في حياتك .
وتسائل في اخبار الحوادث عن ماذا سيكون رد فعل المسئول ، وكيف سيتصرف ، هل من حقه أن يلتمس العذر لعامل التحويلة الذي بإهماله قتل مستقبل مصر .
هل سيكون مثل كبار المسئولين الذين كانت كلماتهم أقل من أحزان أهالي الشهداء .
حتي نحكم علي الأمور من منظور صائب علينا أن نضع أنفسنا في مقاعد الآباء الذين فقدوا أبناءهم في حادث قطار الموت بسبب الإهمال من موظف لو أعدم ألف مرة لن يشفي صدور أولياء الأمور الذين فقدوا أبناءهم وفقدوا معهم ذكريات رائعة .
وضحايا قطار الموت أطفال في عمر الزهور أجمل سنوات الأبناء وهي المرحلة التي تسبق عمر الرجولة .. بعضهم كانت لديه طموحات كبيرة .. بعضهم كان يريد أن يكون طبيباً والآخر مهندساً والثالث يتمني أن يسافر إلي بلاد أعالي البحار ليكون عالماً تفتخر به مصر . ولكننا بقصد متعمد أصدرنا قرار الاعدام عليهم ، وحجزنا لهم تذكرة سفر إلي الآخرة ليتركوا الحياة لنا بسبب أفعال قطاع عريض في حكومة هدفها جلب الأحزان للمواطن الضحية . الذي ضاع حقه بسبب جلسات المنظرين والذين كلماتهم تجعلنا نغرق ولا تسير السفينة .
حادث قطار الموت أبكي كل انسان منحه الله نعمة الاحساس، حادث قطار أسيوط يحتاج أن نتصالح مع أنفسنا لا يكون فرصة في أن نعاقب الحكومة أو نتهمها بالتقصير .
نعترف أن هناك تقصيراً في كل قطاعات الدولة ، ولا ننكر أن هناك جهداً من الحكومة يبذل ولكن هناك من يريد إسقاطها بجرها إلي حروب كلامية
وكنت مثل آلاف البشر الذين أنعم الله عليهم بالاحساس وصادفت الدموع أهداب العيون وأنا أشاهد تغطية الحادث بالفضائيات وصور القتلي في المواقع الالكترونية .
.. رحم الله شهداء ضحايا قطار الموت ، وأتمني من حكومة الدكتور قنديل عدم إهدار دماء الأبرياء الذين قتلوا بسبب اهمال يوحي أن المواطن المصري ضحية تجارب فشل الحكومات في حل كوارث القطارات .
التعليقات (0)