بسم الله الرحمن الرحيم
امام التسارع الشديد في زخم التحركات الثورية في المنطقة العربية
هناك بعض الحقائق التي لابد من من تثبيتها لمحاولة الوصول الى بعض حقيقة مايجري في الشرق الاوسط
فمنذ فترة والمنطقة العربية تعاني من تطور جديد ومعقد ومن الصعب فهم احداثه وتفسيرها دون بحثها من خلال ثلاث نقاط اساسية وهي
- الشباب العربي والتطور الحادث وعيه وثورته
- الحكومات العربية والوضع الجديد الذي اصبحت فيه
- الدول لغربية ووضعها الجديد ودراسة دورها في استغلال الاحداث
ان التطور الحاصل في وعي الشباب ادى الى اكتشاف العجلة التي دفعت بثورة الشباب الى الامام وادت الى فتح الطريق امام انسياب مياه الثورة الراكدة وبينت للشباب انه ليس هناك مستحيل وان هناك شئ اسمه الممكن في وقت ساد فيه اللاممكن وبينت طريقة البداية لفتح الانسداد في الطرق المؤدية الى الثورة الشبابية للوصول الى العالم المتحضر في ظل العولمة, وهوعالم له خصائصه ومميزاته والتي لانستطيع ادراكه لاننا لو ادركناه لفعلنا مثل ما فعل الشباب .
وبعد احداث تونس ومصر ظهرت هناك حقيقة و هي ان الشباب العربي قد وصل الى درجة من الوعي مولدة للفعل وكما انه لايتصرف عن ردة فعل ولذلك بدأ الغرب بالتحرك الى نقطة استباقية في الفعل ورد الفعل للتعامل مع ثورةالشباب.
و قد بدأ بتفريغ هذه الشحنة قبل ان تنضج وتؤتي اكلها وتفرغ في شكلها الصحيح و قبل ان تبدأ الصعوبة البدء في توجيهها واستغلالها لمصالح الغرب ولذلك اتجه الغرب الى دعم هذه التوجهات وركوب هذه الموجة التكنولوجية في توجيهها وصناعة قيادات لها موالية للغرب قبل ظهور قيادات من الصعب استيعابها, ووجه لذك احهزة اعلامه لتصبح السلطة الاولى في العالم العربي.
وهنا لابد من ملاحظة وهي ان لايستغل انشاء فعل هؤلاء الشباب في تسخيرها لمصالح الغرب واستغلال ثرواتنا والمهم هو القضاء على بذور الفتن الطائفية التي يحاول الغرب استغلالها لتدمير المنطقة, وان لاتحول ثورة الشباب الى مجال التصرف على اساس رد الفعل وانما تكون على اساس توليد الفعل .
واخشى مانخشاه هو استخدام الحركات الاسلامية وركوب موجتها في ايجاد زعامات جديدة لها تحت اسم العلمانية الاسلامية والتي يقصد بها توجيه الضربة الى الاسلام الحقيقي وضرب النظم التي تقف في وجه هذا الاستغلال للحركات الاسلامية والتي كانت تستخدم هذه الحركات كفزاعة في وحه الغرب والتي تدعي ان البديل لهذه النظم الهزيلة هو الحركات الاسلامية.
فمنذ عقود والغرب يحاول السيطرة على المنطقة الاسلامية عن طريق تذكية بذور الفتنة الطائفية والنزعات القبلية والدينية واشعالها وضرب من يقف في وجه تنفبذ هذا المخطط ولعل حالة بغداد الطائفية والعرقية و لبنان واليمن والسودان من اظهر الامثلة على ذلك. وكما نلاحظ البدء في تقسيم دول الخليج بدءا من البحرين واليمن و استخدام الورقة الشيعية في هدم الدول البترولية وزعزعة الاستقرارالهش للجزيرة العربية مما يهئ الوضع لتجزئة الخليج .
اما وضع الحكومات العربية والاحزاب السياسية الكرتونية فقد بدت كانها في سباق مع الزمن في محاولة استيعاب حركة التغيير التي ليس باستطاعتها فهمها ولاالتكيف معها لان قد دخلت في مرحلة القطيعة المعرفية فهي غير قادرة على استيعاب هذه الحركة الشبابية وفهمها لانها لاتحمل المقومات والمقدرة لفهم لهذه الحركة الشبابية, واصبحت في عداد المخلفات التي انتهت فترة صلاحياتها والتي بدا الغرب بالتخلي عنها لانها لم تعد تفي باغراضه واطماعه.
والاجدى لهذه النظم البالية هو ان تعي الدرس وان لاتكون عقبة او سلاحا بايدي الغرب لتدمير حركة التحرر الشبابية, وعدم تكرير حادثة استغلال صدام في الدخول الى الكويت ثم الدخول الى منطقةالخليج يالاساطيل الحربية بحجة حفظ الامن لااستغلال البترول ووضع الايدي على منابعه, ولعله الان جاء دور اوربة فهي التي تلعب الدور هذه المرة كحق لها مقابل التنازل عن حقها في العراق ونتوقع احتلال ليبيا والسيطرة على منابع الغاز والبترول في شمال افريقيا . وما محاولة تدخل مجلس الامن وفرض العقوبات على ليبيا الا من هذا القبيل.
اما وضع الدول الاوربية التي تتباكى على الديموقراطية في مشروع الشرق الاوسط الجديد فان هذا الوعي الشبابي هو بعيد عن مشروع الديموقراطية الذي ينادي به الغرب في ظل مشروع الشرق الاوسط الامريكاني الجديد, ولان حقيقة السياسة الامريكية تستند الى الواقعية البراغماتية فان ما يجري في الشرق الاوسط هو محاولة لاستغلال الفوضى الخلاقة في ايجاد واقع سياسي جديد تستغله في تنفيذ مخططاتها ومشاريعها في الشرق الاوسط ,كما انه لابد من التنويه ان تحرك امريكا البراغماتي يستند الى واقائع ثابتة على الارض خلقتها هي قبل فترات لكي تستخدم اوراقها فيما بعد ومن اهمها اثارة الفتن الطائفية والعرقية.
ان تباكي الغرب على الديموقراطية وهم ,قد قالوا من قبل ان الديموقراطية اذا كانت ستلد الاسلام فسوف يجهضون هذا الوليد او انه سيلد مشوها , كماان سكوت الغرب على مايحدث في ليبيا لفترة مؤقتة هو لنزع زمام المبادرةمن ايدي الثوار الشباب وتسقيط نظام القدافي اعلاميا ومن بعد ذلك تجهيز الكوادر الخاضعة للغرب في التسلط على هذه الثورة وسرقتها.
اما عن وضع السلطات الاعلامية التي اصبحن السلطة الاولى في هذه الزمن فهو ان اغلب مايجري في تحليل الوقائع من قبل الاجهزة الاعلامية الموجهة هو كلام حق اريد به باطل,
اما ذكر و وصف الحقائق الديكتاتورية فالغرب قديما اول من سلط هذه الانظمة وصنعها لتظلم الشعوب وتهيمن على مقدراتها وتحكيم من باع العباد والبلاد على رؤوس الشعوب العربية , و لاننسى حاليا ان الغرب هو اول من ساند هذه الحقائق في الدول الثورية الحالية ويسكت عن بعضها في بعض الدول, وانه وراء الفضائح في الدول الاخرى, وعلينا ان لاننسى انيابه التي تظهر من خلف ابتسامته في افتراس شعوب المنطقة فالغرب لايبكي على اليموقراطية في بلادنا الا كما يبكي الذئب على دم يوسف.
ان الحقيقة الثابتة ان اجهزة الاعلام التي تتباكى على وضع الشعوب ومعاناتها و تقوم بالحملة الدعائية لاسقاط الانظمة مشهود لاصحابها بالعمالة لاسرائيل وامريكا كما انهم ينفذون مخططا لاندرك ابعاده الا بعد ان تنجلي السحب وتظهر الامور
التعليقات (0)