بسم الله الرحمن الرحيم
نظرة عامة لما يحدث في البلاد العربية تجعل الانسان يفكر في الحركة الماكروسياسية العالمية فلابد من نظرة كلية لما يحدث من احداث وفق النظرية الواقعية للسياسة العالمية التي تستغل واقع الفوضى الخلاقة لتحوله وفق مصالحها في استغلال الشعوب بنظريات العولمة والشرق الاوسط الجديد ونشر الديموقراطية الاصطناعية المعولمة والتي تأخر الشرق في فهم مضامينها والتكيف معها .
منذ فترة ونحن نلاحظ ان السياسة في الشرق الاوسط تتجه نحو كشف المستور بالصدمة والصعقات الكهربائية وفضخ التناقض القائم بين قيادات الدول العربية وشعوبها الذي كانت الشعوب العربية قد تعايشت معه الى حد الالفه والذي لم يراد له ان يكشف الا بعد ان بدأت الدعوات الامريكية لقيادات المنطقة العربية بان تشرح لشعوبها ماكان يجري خلف الكواليس من خيانات وضعف وخنوع وتكون صريحة مع شعوبها ولكن القيادات العربية بقيت بعيدة عن الاستجابة لهذه المطالب الغربية .
ثم بدات فضائح ويكيليكس لتكشف المستور والمخفي لسحب بساط القضية الفلسطينية من تحت ارجل حكام الدول العربية التي طالما اعتمدت الدول العربية عليها كشماعة لكي تستغل شعوبها ومن بعدها سحب شماعة الارهاب التي صنعها الغرب وعلمها لقيادات المنطقة لكي تستغل شعوبها وتطيل مدة بقائها في الحكم لخدمة اهداف الغرب او بالاحرى صدمة الشعوب العربية بالواقع الهزيل الذي تعيشه.
امران اثنان افسدا هذه اللعبة واقنعا الغرب بالتخلي عن القيادات الهزيلة التي لاتمت الى الواقع بصلة الاول هو اطفال الحجارة الذين تمردوا على قوانين اللعبة ومعهم حزب الله الذي افسد حراسة هذه الانظمة لاسرائيل مما جعل الغرب واسرائيل يفكران في بناء علاقاتهم بشكل يرتكز الى الواقع العربي الحقيقي وفق حقيقة السياسة الواقعية لتجنب اية مفاجات لايحمد عقباها مثل ثورة ايران عام 79,والامر الثاني هو اولاد الفيسبوك الذين خلقوا واقعا جديدا في المجتمعات العربية لايعرف الخوف والوجل وابدعوا في فهمهم الجرئ الفطري لحقيقة الحرية السياسية ومبادئ المدينة الفاضلة التي تعني بابسط مفاهيمها بطلان وكالة الوكيل اذا حضر الاصيل
والذي شجع الغرب على موقفه هذا هو فشل الغرب في ادخال الديموقراطية القادمة على دبابات الغرب الى الدول العربية و التطور الحاصل للاسلام السياسي على صعيد علاقاته مع الغرب والذي كانت تركيا تلعب دور الرائد له في ايجاد العلمانية الاسلامية التي تستطيع التنسيق بين مصالح الغرب ومصالح الشرق بالاضافة الى محاولة تسييس حماس وحزب الله والتكيف مع الواقع السياسي حتى ان السعودية و سورية دخلت على الخط لانهاء هذه المهمة الامريكية في المنطقة.
ولابد من الذكر انه لااحد كان يتوقع هذا الزلزال والتطور النوعي في الثورة الشبابية التي تفجرت وابدعت في تفجيرها طاقات الشباب بعيدا عن الارهاب والضغط والخوف فهذا الجيل لم يعاني من التجارب التي مررنا بها وهو بعد لايزال يعيش بديهيات المبادئ السياسية التي ارتبط بها من خلال الدولة العالمية الجديدة دولة الفيس بوك التي تتجاوز الحدود والحكومات,حتى انهم حركوا مياه الحركة السياسية الراكدة في المنطقة العربية والتي تعاني من اختناقات صعب على جيلنا الحالي تجاوزها و تخيل طريقة تحريكها والوصول بها الى بر الامان.
ان كل ماعلى الجيل الجديد فعله هو المحافظة على زمام المبادرة والتصرف بعيدا عن ردة الفعل وان يكون هو الفاعل والقيام بابداعات جديدة في الحركة والتي لانعرفها ولاتستطيع مداركنا ادراكها فالمرء عدو ما يجهل و لاننا لسنا جيل الفيس بوك .
ولابد من الوعي وادراك ان من تعود على الهوان وهان عليه سوف يحاول افساد ثورة الشباب بكل ما يحمل من تعقيدات وجروح الماضي وان يحاول افساد البديهيات التي يحملونها بالافكار التي يظن انها تنفع هذا الجيل, وعلينا ان نقول لهذا الشباب سيروا وعين الله ترعاكم واننا لم نعد نخشى الموت ولو جاء اللحظة فقد راينا مايقر اعيننا ويثلج قلوبنا ويحقق ما كنا نصبو اليه ولله الحمد والمنة.
التعليقات (0)