نظام ملالي ايران منبع الفتن الطائفية
د . حسن طوالبه
صحيح ان الحركة الصهيونية سعت بكل السبل لتمزيق الامة العربية قوميا ودينيا وطائفيا , وكان لها دور في اشعال الفتنة الدينية في لبنان 1975/ 1990 ( بين المسلمين والمسيحيين ) , تلك الفتنة ازهقت ارواح الوف الابرياء من اللبنانيين , وما زالت الساحة اللبنانية مسرحا للقوى الاقليمية والدولية .وصحيح ان القوى المعادية للامة العربية قد نجحت في تقسيم السودان , ونجحت في اشعال نار الحرب الاهلية في دارفور , وصحيح ان هذه القوى نجحت في ركوب موجة الانتفاضات العربية المسماة " بالربيع العربي " , واججت الفتن بين اهالي البلدان التي شهدت تلك الانتفاضات . ومهدت الطريق امام قوى الارهاب للدخول اليها , الا ان ما فعله نظام الملالي في ايران هو اخطر من كل هذه الافعال التخريبية , او تلتقي معها في الخطورة على الامة العربية الطامحة الى الوحدة والعمل المشترك في اقل تقدير .لماذا الجزم بخطورة افعال نظام الملالي , ومساواتها بالخطر الصهيوني او انه يفوقه خطرا على العرب ومشروعهم القومي الوحدوي النهضوي .؟
مكمن الخطورة يكمن في ان العرب كلهم او جلهم يعرفون الخطر الصهيوني , ويكرهون الصهاينة وينئون بأنفسهم عن التعامل معهم او الاطمئنان لهم مهما كانت وعدهم . ورغم توقيع بعض الانظمة العربية ( مصر ومنظمة التحرير الفلسطينية والاردن ) اتفاقيات سلام مع الكيان الصهيوني , ومحاولات هذا الكيان تطبيع العلاقات بين العرب واليهود الصهاينة , الا أن تلك المحاولات باءت بالفشل , مع وجود بعض الاستثناءات الفردية في حقول الفن والصحافة التجارة .
اما الوضع مع ايران مختلف . فالإيرانيون مسلمون رغم اختلاف المذهب , ويدخلون من هذا الباب , كما ان نظام الملالي دخل اعلاميا من مدخل القضية الفلسطينية , فقد دخل في صراع اعلامي مع الكيان الصهيوني ومع الحركة الصهيونية والدول الغربية بقضايا حسمت في العقل الصهيوني , مثل قضية المحرقة , وزوال الكيان الصهيوني من الخارطة , ودعمه حزب الله في لبنان وحماس في غزة , في وقت كانت الانظمة العربية لاهية في مشاغلها الخاصة , كما استثمر نظام الملالي الملف النووي ورقة للاستقطاب الجماهيري في الشارع العربي , وصار لهذا النظام اتباع ومؤيدون له ومدافعون عنه , وبالذات انصار النظام السوري الذين يجدون في الدعم الايراني لنظام الاسد وصموده امام انتفاضة شعبه , موقفا افضل بكثير من موقف الانظمة العربية وبالذات المرتبطة بالغرب وبالولايات المتحدة بخاصة .
السؤال هو لماذا هذا الخوف من نظام الملالي اذا ؟ الخوف ات من :
1. ان نظام الملالي يتصرف بفوقية واستعلاء على العرب , ان لم اقل بكراهية وعقد تاريخية , تعود الى 1400 سنة ونيف , وحقد على الرموز العربية التي اطفأت نار المجوسية في بلاد ايران .
2. الاطماع البارزة في الاراضي العربية والثروات العربية , بدليل ما يجري في العراق , فرغم ان الحكومة العراقية التي يرأسها نوري المالكي عميل لإيران بالكامل , وتنفذ الاجندة الايرانية بحذافيرها , الا ان نظام الملالي يتصرف بحقد وطمع , حيث يسعى هذا النظام الى السيطرة على ابار النفط العراقية الحدودية , ويحجز الانهار التي تنبع من الاراضي الايرانية من ان تصب في شط العرب حتى لا يصبح صالحا للملاحة العراقية , كما انه يفتح قنوات الصرف الصحي على منطقة الهور العراقي لتلويث البيئة العراقية وقتل الانسان العراقي .
3. السيطرة السياسية على القرار في البلدان التي ينفذ اليها , ولا يخجل رموز نظام الملالي من التصريح بان نظامهم يسيطر على القرار السياسي في العراق وجنوب ولبنان ( تصريحات قاسم سليماني قائد قوات القدس الارهابية ) . ولا يتورعون عن الاشهار بتدخلهم في الاقطار العربية , فهذا قائد الحرس الايراني يتبجح بان قواته في لبنان والعراق وفي سوريه , ومن الواجب على حزب الله الموالي لإيران " ولاية الفقيه " مساعدة نظام بشار الاسد ردا للجميل .
4. عدم احترام الانظمة والقوانين الدولية عندما يتعلق الامر بالقضايا العربية , فنظام الملالي يرفض التحكيم في قضية الجزر العربية الثلاث ( طنب الكبرى وطنب الصغرى وابو موسى ) التي احتلتها قوات الشاه عام 1971 , رغم مطالبة دولة الامارات العربية المتحدة بإعادة هذه الجزر الى سيادتها . كما يرفض التفاهم مع الدول العربية الخليجية على تسمية الخليج .. اهو عربي ام فارسي ؟ , رغم ان كثيرا من الحكماء اقترحوا تسميته " بالخليج الاسلامي " , حلا للإشكال بين الطرفين .
5. التدخل في الشؤون العربية الداخلية واثارة الفتن فيها كما حصل في البحرين , الادعاء بأن البحرين جزء من ايران .كما يتدخل في شؤون الدين والعمل على نشر المذهب الشيعي بالإغراء المادي او المنح الدراسية للطلاب , او الاغراء بتزويجهم بفتيات ايرانيات لضمان ولاء نسلهم لإيران والمذهب الذي يؤمنون به .
6. ما نشهده اليوم في العراق وسوريه ولبنان واليمن والبحرين والسعودية من احتراب طائفي على الارض بين سكان البلد الواحد , وما نشهده من تراشق اعلامي بين الفضائيات الموالية لهذه الطائفة او تلك , والسب واللعن على رموز الامة العربية والاسلامية , هي النار التي اشعلها نظام الملالي بين العرب والمسلمين , وهي اشد خطرا من كل المؤامرات الصهيونية السابقة .فما اشد ان يقتتل المسلمون مع بعضهم البعض , ويسفكون دماء بعضهم البعض وهو محرم عليهم هذا الفعل بأمر الله تعالى , وما افظع ان تسمع شتم زوجات رسول المحبة والسلام , او شتم اصحابه المبشرين بالجنة , وليس من فتنة اكبر من ان يبجل القاتل المجرم , ويحط من قدر العظماء الذين صنعوا مجد هذه الامة وحضارتها ( يمجد ابو لؤلؤة المجوسي ويبنى له مقام يزوره الالوف , ويحقر الفاروق العادل ) .
ان الرد على مخطط ملالي طهران لا يكون الا بالمثل , دفاعا عن الامة وعن مستقبلها ومستقبل اجيالها , وعلى القوى العربية القومية واليسارية ان تعمل على فضح من يخطط لأثارة الفتن الطائفية , وأن ينتصروا الى المعارضة الايرانية وفي مقدمتها منظمة مجاهدي خلق المعارضة التي تحررت من الظلم الذي لحق بها وزجها في لائحة الارهاب ارضاء لنظام الملالي , هذه المعارضة ترمي الى اقامة نظام مدني مسالم غير معادي للجيران , يحترم القوانين الدولية ويسعى الى تغليب المصالح الجماعية على المصالح الذاتية .
7. ولابد من الانتصار لعرب الاحواز الذين يعانون من التهميش والاقصاء من نظام الملالي , ولابد من دعمهم ماليا واعلاميا وهم يجاهدون من اجل نيل حقوقهم التي ضمنتها الشرائع السماوية والقوانين الوضعية .
8. وعلى الانظمة العربية الخليجية الوضوح في تعاملها مع نظام الملالي فاللين الذي تبديه هذه الانظمة ازاء الملالي يعد تهاونا وخوفا منهم .
التعليقات (0)